وقد وردت آثار كثيرة عن السلف في تارك الصلاة عمدا، أنه لا تقبل منه صلاة، كما روي عن الصديق - رضي الله عنه -، أنه قال لعمر في وصيته له: إن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار، وحقا بالنهار لا يقبله بالليل .
يشير إلى صلوات الليل والنهار .
وفي حديث مرفوع: "ثلاثة لا يقبل لهم صلاة"، ذكر منهم: "الذي لا يأتي الصلاة إلا دبارا" - يعني: بعد فوات الوقت .
خرجه أبو داود وابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو - مرفوعا . وفي إسناده ضعف .
ولكن مجرد نفي القبول لا يستلزم عدم وجوب الفعل، كصلاة السكران في مدة الأربعين، وصلاة الآبق والمرأة التي زوجها عليها ساخط . فإن قيل:
وقد سئل سعيد بن جبير _رحمه الله :
يقول تعالى ذكره : فالوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم للمنافقين الذين يصلون ، لا يريدون الله عز وجل بصلاتهم ، وهم في صلاتهم ساهون إذا صلوها .
واختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( عن صلاتهم ساهون ) فقال بعضهم : عني بذلك أنهم يؤخرونها عن وقتها ، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا سكن بن نافع الباهلي ، قال : ثنا شعبة ، عن خلف بن حوشب ، عن طلحة بن مصرف ، عن مصعب بن سعد ، قال : قلت لأبي ، أرأيت قول الله عز وجل : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) : أهي تركها ؟ قال : لا ولكن تأخيرها عن وقتها .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عنهشام الدستوائي ، قال :ثنا عاصم ابن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، قال : قلت لسعد : (الذين هم عن صلاتهم ساهون ) : أهو ما يحدث به أحدنا نفسه في صلاته ؟ قال : لا ولكن السهو أن يؤخرها عن وقتها .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عنعاصم ، عن مصعب بن سعد ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : السهو : الترك عن الوقت .
حدثنا عمرو بن علي ، قال : ثنا عمران بن تمام البناني ، قال : ثنا أبو جمرة الضبعي نصر بن عمران ، عن ابن عباس ، في قوله : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : الذين يؤخرونها عن وقتها .
وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عنابن أبزى ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : الذين يؤخرون الصلاة المكتوبة حتى تخرج من الوقت أو عن وقتها .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثناسفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى عن مسروق (الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : الترك لوقتها .
حدثني أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عنالأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، في قوله : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : تضييع ميقاتها .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عنالأعمش ، عن أبي الضحى ( عن صلاتهم ساهون ) قال : ترك المكتوبة لوقتها .
حدثنا ابن البرقي ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : ثنايحيى بن أيوب ، قال : أخبرني ابن زحر ، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح ( عن صلاتهم ساهون ) الذين يضيعونها عن وقتها .
وقال آخرون : بل عني بذلك أنهم يتركونها فلا يصلونها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) فهم المنافقون كانوا يراءون الناس بصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابوا ، ويمنعونهم العارية بغضا لهم ، وهو الماعون .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس: ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ، ويصلون في العلانية .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( عن صلاتهم ساهون ) قال : الترك لها .
وقال آخرون : بل عني بذلك أنهم يتهاونون بها ، ويتغافلون عنها ويلهون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثناعيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثناورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : (عن صلاتهم ساهون ) قال : لاهون .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) : غافلون .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( عن صلاتهم ساهون ) قال : ساه عنها ، لا يبالي صلى أم لم يصل .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) يصلون ، وليست الصلاة من شأنهم .
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، في قوله : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون) قال : يتهاونون .
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب بقوله : (ساهون ) : لاهون يتغافلون عنها ، وفي اللهو عنها 9والتشاغل بغيرها ، تضييعها أحيانا ، وتضييع وقتها أخرى ، وإذا كان ذلك كذلك صح بذلك قول من قال : عني بذلك ترك وقتها ، وقول من قال : عني به تركها لما ذكرت من أن في السهو عنها المعاني التي ذكرت .
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك خبران يؤيدان صحة ما قلنا في ذلك :
أحدهما : ما حدثني به زكريا بن أبان المصري ، قال : ثناعمرو بن طارق ، قال : ثنا عكرمة بن إبراهيم ، قال : ثنا عبد الملك بن عمير ، عن مصعب بن سعد ، عنسعد بن أبي وقاص ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن (الذين هم عن صلاتهم ساهون) قال : هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها .
والآخر منهما : ما حدثني به أبو كريب ، قال : ثنامعاوية بن هشام ، عن شيبان النحوي ، عن جابر الجعفي ، قال : ثني رجل ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما نزلت هذه الآية : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) : الله أكبر هذه خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته ، وإن تركها لم يخف ربه " .
حدثني أبو عبد الرحيم البرقي ، قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة ، قال : سمعت عمر بن سليمان يحدث عن عطاء بن دينار أنه قال : الحمد لله الذي قال : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) وكلا المعنيين اللذين ذكرت في الخبرين اللذين روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم محتمل عن معنى السهو عن الصلاة .
وقوله : ( الذين هم يراءون ) يقول : الذين هم يراءون الناس بصلاتهم إذا صلوا ؛ لأنهم لا يصلون رغبة في ثواب ، ولا رهبة من عقاب ، وإنما يصلونها ليراهم المؤمنون فيظنونهم منهم ، فيكفون عن سفك دمائهم ، وسبي ذراريهم ، وهم المنافقون الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يستبطنون الكفر ، ويظهرون الإسلام ، كذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ومؤمل ، قالا : ثناسفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : هم المنافقون .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عنابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثني يونس ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ،عن مجاهد ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله : ( يراءون ويمنعون الماعون ) قال : يراءون بصلاتهم .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثناعبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ) يعني المنافقين .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قال : هم المنافقون ، كانوا يراءون الناس بصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابوا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني ابن زيد : ويصلون - وليس الصلاة من شأنهم - رياء .
أما التساهل عنها:
أما إن تركها عمدًا فإنه يكون كافرًا كفرًا أكبر وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء كما تقدم لقول النبي ﷺ:( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها) فقد كفر خرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح،
ومن صفات المصلين الموعودين بالويل: أنهم يمنعون الماعون، والماعون، فسر بـ: بالزكاة، وأنهم يمنعون الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة كما قال سبحانه:
ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة، فقال: الذين هم يراءون أي يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس.
﴿فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون﴾؟
ويل هذه صيغة وعيد وتهديد والمصلون الذين هم عن صلاتهم ساهون هم الذين يصلون؛
ولكن لا يبالون بصلاتهم، يغفلون عنها فيؤخرونها عن وقتها، ولا يقومون بواجباتها وأركانها وشروطها؛ فهم يصلون ولكنهم ساهون عن صلاتهم؛
لا يقيمونها على الوجه المطلوب منهم، وأما الذين يراءون فهم الذين يراءون الناس في عبادة الله؛ يتعبدون لله أمام الناس ليراهم الناس ويمدحوهم على عبادتهم لله عز وجل،
وأما الذين يمنعون الماعون فهم الذين يمنعون الأواني وشبهها مما يستعيره الناس في العادة؛ والإنسان مستغنٍ عنه؛ فتجده لفقره، فتجده لبخله يمنع حتى إعارة الماعون، فوصف الله هؤلاء بأنهم غافلون عن صلاتهم مراءون في عباداتهم بخلاء في أموالهم
أسباب نزول سورة الماعون ؟!
هذه السورة كانت محل خلاف !
حيث قالا الكلبي ومقاتل أنها قد نزلت في العاص بن وائل السهمي، ولكن هناك رواية أخري لابن جريج تؤكد أن سبب نزول سورة الماعون أن أبو سفيان بن حرب كان يقوم بالنحر كل أسبوع؛ وإذا أتاه يتيم ليطلب منه شيئًا من الطعام؛ فكان ينهره ويُبعده بعصا؛ لذلك ورد بالسورة قوله تعالى ” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ “.
يُمكن القول أن سبب نزول سورة الماعون هو التأكيد على أن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والتقوى؛ حيث أمر الله سبحانه وتعالى برحمة اليتيم والرفق بالمسكين؛
كما حذر الله تعالى من الغفلة في إقامة الصلاة.، ففي قوله تعالي “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ” ؛ وهو يشير إلى الذين يكذبون بيوم البعث والحساب ؛ حيث أن هؤلاء لايؤمنون بما أنزله الله تعالى على رسله، ثم يقول تعالى “فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ “؛ ويوضح الله أن هؤلاء الذين كذبوا بدين الله؛ هم الذين ينهرون الأيتام بكل عنف وقسوة؛ حيث قد اُنتزعت كل الرحمة من قلوبهم.
هل سورة الماعون مكية أم مدنية؟
إختلف العلماء على كونِ سورة الماعون مكيّةً أم مدنيّة،
فهي على قول الأكثر مكيّةٌ
إلا أنّ ابن عباس وقتادة فيقولان بمدنيتها، أي أنّ الآيات الثلاث الأولى مكية وما بقي فمدنيٌّ، وتتمحور الآيات حول صنفيْن من الناس هما: الكفار والمنافقون في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
سبب تسمية سورة الماعون ؟!
سورة الماعون من السُّور القرآنية التي تعدّدت أسماؤها في بعض المصاحف،
حيث أطلق عليها اسم سورة أرأيت في أحد مصاحف القيروان،
وكذلك أطلق عليها البخاري هذا الاسم، ومن أسمائها أيضًا في كتب التفسير والحديث: الدِّين والتكذيب واليتيم وأرأيت الذي إلى جانب اسمها في المصحف العثماني وهو الماعون، وسُمّيت به نسبةً إلى ورود كلمة الماعون فيها دون سواها من سُور القرآن قال تعالى:”وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”.
وفد قومٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : يا رسولَ اللهِ ما تعهدُ إلينا ؟ قال : لا تَمنعوا الماعونَ ، قالوا : يا رسولَ اللهِ وما الماعونُ ؟ قال : في الحَجَرِ وفي الحديدةِ وفي الماءِ ، قالوا : فأيُّ الحديدةِ ؟ قال : قُدُورُكُمُ النحاسُ وحديدُ الفأسِ الذي تمتهنونَ بهِ ، قالوا : وما الحَجَرُ ؟ قال : قُدُورُكُمُ الحجارةُ.
جاء عن عبد الله بن مسعود: قال اللهُ سبحانَهُ وتعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} : كنَّا نعُدُّ الماعونَ عاريَّةَ الدَّلْوِ والقِدْرِ.
فضل سورة الماعون؟!
" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ من الآية الرابعة: الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ "
قالوا: هذه صفة أهل النفاق، ومن ثَمّ فهي مدني، وهذا مروي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما، وهذا القول اختاره الطاهر بن عاشور.
وقول عامة أهل العلم: إن هذه السورة مكية.
والذي تتحدث عنه هذه السورة هي صفة هذا المكذب بالدين، ما الذي يوقع به التكذيب بالدين وبالجزاء والحساب؟ ما الذي يوقع به هذا التكذيب من أعمال وأوصاف سيئة؟ فهذا يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ.
وقوله: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ هو مرتبط بما سبق،
بمعنى أن ذلك مظنة لهذه الصفة، أنه مضيع لصلاته -كما سيأتي، هذا الإنسان الذي لا يؤمن بالجزاء والحساب، واليوم الآخر فإنه يكون مضيعًا لحقوق الله ، ولحقوق خلقه، تكون صلته بربه -تبارك وتعالى- التي من أعظمها: الصلاة -فهي صلة بين العبد وربه- ضعيفة، فهو مضيع لها، وهو لما سواها أضيع.
وما يتعلق بالصلة بالمخلوقين، والإحسان إلى المخلوقين، فهذا إذا كان يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين، فكيف بغيرهم؟
هذا المسكين الذي لا يجد من يدفع عنه، أو يحفظ حقه، فيدفعه دفعًا شديدًا، دفعًا عنيفًا عن حقه، فكيف بالإحسان إليه، بالتصدق، وما إلى ذلك؟ إذا كان حقه يُدفع عنه، فكيف بما كان من قبيل الإحسان والإفضال على هذا اليتيم؟!
وقد مضى الكلام على وجه الاقتران بين الصلاة والزكاة، وذكرت هناك أوجهًا ذكرها أهل العلم،
منها: أن الصلاة هي رأس العبادات البدنية، وأنها صلة بين العبد وربه، وأن الزكاة هي رأس العبادات المالية، وأن سعادة العبد دائرة بين الأمرين: حسن صلته بربه، والإحسان إلى الخلق، هذا: لا هذا ولا هذا..
وكذلك ايضا :
قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ فويل: أي عذاب لهم، قال بعض المفسرين: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج الوقت.
روى أبو يعلى في مسنده من حديث مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال: قلت لأبي: يا أبتاه أرأيت قوله - تبارك وتعالى -: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟! قال: ليس ذاك، إنما إضاعة الوقت يلهو حتى يضيع الوقت.
قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ .
وقال آخرون: يتركونها فلا يصلونها، وقد ورد ذلك عن ابن عباس، وقال: هم المنافقون الذين يتركون الصلاة سرًا، ويصلونها علانية
وهنا نلاحظ فوائد الأية :
الحث على أداء الصلاة في وقتها، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾
والله أعلم