ابن_القيِّم :
حذارِ حذارِ ، مِن أمرين لهما عواقب سوءٍ :
أحدهما : ردُّ الحقِّ لمخالفته هواك ، فإنك تُعاقب بتقليب القلب، ، وردِّ ما يرِد عليك مِن الحقِّ رأسًا ولا تقبله إلَّا إذا برز في قالب هواك ،
قال تعالى : { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ،
فعاقبهم على ردِّ الحقِّ أوَّل مرَّةٍ بأن قلَّب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك .
والثَّاني : التَّهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ، ثبَّطك الله ، وأقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبةً لك ،
قال تعالى :
{ فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبدا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ } .
فمَن سلِم مِن هاتين الآفتين والبليَّتين العظيمتين ، فليهنه السَّلامة .
بدائع الفوائد ٣/ ١٨٠-١٨١