ورد اسم الودود في القرآن مرتين
في قوله تعالى :
وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴿هود: ٩٠﴾
و قوله تعالى :
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿البروج: ١٤﴾
معنى اسم الله الودود :
يقال إن المودة هى شدة الحب ، ويقال الحب ما استقر في القلب والود ما ظهر في الأفعال.
الودود أي الذي يحب أنبياءه و رسله و أتباعهم و يحبونه فهو أحب إليهم من كل شيء قد امتلأت قلوبهم محبة له فهو أحبهم و جعل في قلوبهم المحبة فلما أحبوه أحبهم حبا آخر جزاءا لهم على حبهم..
من جمال وده سبحانه و تعالى :
إنه جعل الحب منه إبتداء فقال :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة : 54]
أنه يتودد إلينا بنعمه و آلائه....
و من جمال تودده ان يشرد العبد عنه فيعصيه و يقصر في الواجبات فيستره الله و يحلم عنه و يمده في النعم و لا يقطع عنه منها شيئا ثم يدبر له أسباب التوبة ، فيتوب العبد إليه ، فيقبل التواب الغفور التوبة و يعفو عنه و يبدل سيئاته حسنات و يستره في الآخرة، و لعل هذا و الله أعلم سر اقتران المغفرة و الود في الآيتين
و من جميل تودده فرحته بعبده التائب !
نعم الله يفرح بتوبتك بل و يجعلك من عباده الصالحين و يصطفيك ! سبحانه ودود رحيم
وعندما تجلس مع نفسك وتسألها هل أحب الله؟
ستجيب بسرعة و بلا تردد نعم أحبه!! توضع أحيانا في موقف ما، فيتبادر هذا السؤال في ذهنك: هل ترجمت حبي بأفعال؟
هل يتضح ” حبي لله ” بأفعالي وتصرفاتي ؟
أم أنه مجرد كلام نظري يخلو من أي تطبيق فعلي؟
سنقف كثيرا عند هذا السؤال ! وعند هذه النقطة بالتحديد..
( كيف أحول معرفتي النظرية لله الودود إلى عمل فعلي ؟؟ )
كلنا نعرف أن الله الودود يريد منا أن نعرفه بقلوبنا وأن نعمل بجوارحنا وفق هذه المحبة ، وهنا يأتي السؤال الذي تحتار به القلوب
كيف أتحرك بقلبي و بدني بمحبة الودود ؟
.
- الإلحاح على الله أن يرزقك حبه :
البشر لا يحبون الذي يلح عليهم دائما
لكن الله جل في علاه يحب العبد اللحوح أي الذي يلح على الله في الدعاء دائما .. وما أكثر الأدعية في السنة النبوية التي تحث على طلب الحب من الله، ومنها:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في
حديث ﷺ , كان يقول :
” اللهم ارزقني حبك وحب ما ينفعني حبه عندك ، اللهم ما رزقتني مما أحب ، فاجعله لي قوة فيما تحب ، وما زويت عني ما أحب ، فاجعله لي فراغا فيما تحب ” .
- متابعة هدي النبي صلى الله عليه و سلم
قال تعالى:
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " ال عمران ٣١
قال الحسن :
( ادعى قوم محبة الله تعالى فابتلاهم الله بهذه الاية )
فتش في نفسك ، هل أنا متبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هل أحرص على تعلمها و تطبيقها؟
هل أتحرى أفعاله وسنته أم أني أرى ذلك أمرا ثانويا؟
فتش بعمق .. كن صادقا .. ثم ركز على العمل بهدي النبي ..
- الحرص على تعلم العلم الشرعي
يقول ابن القيم في بدائع الفوائد:
( إن العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم ..)
و أهم العلوم العلم بأسماء الله وصفاته
أعظم طريقة ليتشرب قلبك حب الله
أن تتعمق في معرفة الله بأسماءه و صفاته
فالمحبة تقوى بالعلم عن الله و هذا هو السبب في تفاوت حب الناس لله جل في علاه .. والقاعدة هي: على قدر علمك بالله و عملك تقوى محبتك
- تحبيب العباد بالله الودود
المحب الذي ذاق قلبه حلاوة حب الله
يحب أن يكون سببا في محبة العباد لله
فلا يزال يذكرهم به و يتكلم عنه حتى يملأ قلوبهم حبا له وشوقا للقائه...
وكذلك إذا علمتَ بأن الله هو الودود
(أي الذي يُحَبّ ويُحِب)
فابحث عن الأسباب التي تزيد
حبك لله ، وحب الله لك !!
كذكره وقراءة كتابه ومعرفة اسمائه