عقيدةالولاء والبراء،خواطر لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله


شرح عقيدةالولاء والبراء لمتن كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله 

مقدمة :

من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع يقوم على عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من كل من حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين .

وهاتان الخاصيَّتان للمجتمع المسلم هما من أهم الروابط العقيدية التي تجعل من ذلك المجتمع مجتمعا مترابطاً متماسكاً، تسوده روابط المحبة والنصرة، وتحفظه من التحلل والذوبان في الهويات والمجتمعات الأخرى، بل تجعل منه وحدة واحدة تسعى لتحقيق رسالة الإسلام في الأرض، تلك الرسالة التي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة الناس إلى الحق 

....      ......     ....

عقيدة الولاء والبراء لكتاب التوحيد للشيخ محمدبن عبد الوهاب _رحمه الله:

قال تعالي:

( وإذ قال إبراهيمُ لإبيهِ وقومةإنني برؤٌ مما تعبدون إلا الذي فطرني فأنهُ سيهدين وجعلها كلماً باقيةً في عقبةِ لعلهم يرجعون ) 

 وفي هذة الأية سنتكلم عن الولاء والبراء :

  معني الولاء   : 

الولاء في اللغة: جاء في لسان العرب: الموالاة - كما قال ابن الأعرابي : أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح، ويكون له في أحدهما هوى فيواليه أو يحابيه. ووالى فلان فلاناً: إذا أحبه.


والمولى: اسم يقع على جماعة كثيرة، فهو: الرب، والمالك، والسيد والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه. ويلاحظ في هذه المعاني أنها تقوم على النصرة والمحبة  

والولاية – بالفتح - في النسب والنصرة والعتق.

والموالاة – بالضم - من والى القوم. قال الشافعي في قوله صل الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلـي مولاه) يعني بذلك ولاء الإسلام، كقوله تعالى:{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ }


والموالاة ضد المعاداة، والولي ضد العدو، قال تعالى: (يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )

قال ثعلب: كل من عبد شيئاً من دون الله فقد اتخذه ولياً. وقوله تعالى: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ). وليهم في نصرهم على عدوهم، وإظهار دينهم على دين مخالفيهم..

 وقيل: وليهم، أي: يتولى ثوابهم ومجازاتهم بحسن أعمالهم. 
والولي: القرب والدنو  . والموالاة: المتابعة.

والتولي: يكون بمعنى الإعراض، ويكون بمعنى الاتباع. قال تعالى:{ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} أي: أن تعرضوا عن الإسلام.

وقوله تعالى:{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }معناه: من يتبعهم وينصرهم 

وقال صاحب (المصباح المنير) الولي: فعيل بمعنى فاعل، من وليه إذا قام به، ومنه قوله تعالى:{ الله ولي الذين ءامنوا }
ويكون الولي: بمعنى مفعول، في حق المطيع، فيقال: المؤمن ولي الله. ووالاه موالاة وولاء: من باب (قاتل) أي تابعه 


تعريف البراء في اللغة: قال ابن الأعرابي: بَرِئ إذا تخلص، وبَرِئ، إذا تنزه وتباعد، وبَرِئ: إذا أعذر وأنذر، ومنه قوله تعالى: بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:1] أي: إعذار وإنذار.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه لما دعاه عمر إلى العمل فأبى قال عمر: (إن يوسف قد سأل العمل، فقال أبو هريرة: إن يوسف مني بريء وأنا منه براء)  (6) . أي برئ عن مساواته في الحكم وأن أقاس به، ولم يرد براءة الولاية والمحبة لأنه مأمور بالإيمان به، انتهى من (النهاية).
والبراء والبريء سواء.
وليلة البراء: ليلة يتبرأ القمر من الشمس، وهي أول ليلة من شهر


تعريف الولاء بالمعنى الاصطلاحي: 

الولاية هي النصرة والمحبة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين ظاهراً. قال تعالى:{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} .

فموالاة الكفار تعني التقرب إليهم وإظهار الود لهم، بالأقوال والأفعال والنوايا 

وأيضاً معناها الموالاة الواجبة للهِ ولرسولة صل الله وعليه وسلم وللمؤمنين ولازمُها حرمة الموالاه للكافري

 معني البراء   : 

تعريف البراء بالمعنى الاصطلاحي: هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار

وأيضاً معناها :البراءة من الشرك وأهلهِ وبغضهم ولازمها حرمة البراءة من المسلمين والمؤمنين وعدواتهم وبغضهم

 ولابد أن نعلم أن الولاء والبراء ركن من أركان التوحيد وهي مقتضي كلمة لاإله إلا الله لان كثر وجائت أدلة كثيرة حول ذلك وشأنها شأن كل قضايا العقيدة وما يترتبُ عليها في الدنيا والأخرة 

شرح تعريف الولاء والبراء:  للشيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله:

الولاية: ضد العداوة: البغض والبعد... 

والولي: القريب يقال: هذا يلي هذا: أي يقرب منه، ومنه قوله صل الله عليه وسلم: (ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر) ؛أي: لأقرب رجل إلى الميت.
فإذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه و يرضاه، ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه، كان المعادي لوليه معادياً له،

 كما قال تعالى: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} فمن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومن عاداه فقد حاربه ولهذا جاء في الحديث: (ومن عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)

ومسمى الموالاة (لأعداء الله): يقع على شعب متفاوتة منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات ... ولما عقد الله الأخوة والمحبة والموالاة والنصرة بين المؤمنين، ونهى عن موالاة الكافرين كلهم من يهود ونصارى وملحدين ومشركين وغيرهم كان من الأصول المتفق عليها بين المسلمين: أنّ كل مؤمن موحّد تارك لجميع المكفرات الشرعية تجب محبته وموالاته ونصرته، وكل من كان بخلاف ذلك وجب التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته، وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة والإمكان.

وحيث إن الولاء والبراء تابعان للحب والبغض، فإن أصل الإيمان أن تحب في الله أنبياءه وأتباعهم، وتبغض في الله أعداءه وأعداء رسله  ...
وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: من أحب في الله، وأبغض في الله ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً  ...
وإذا كان حبر هذه الأمةوهو ابن عباس _رضي الله عنهُ يقول أن مؤاخاة الناس في زمانه قد أصبحت على أمر الدنيا وأن ذلك لا يجدي على أهله شيئاً، وهذا في القرن الذي هو خير القرون: فجدير بالمؤمن أن يعي ويعرف من يحب ومن يبغض، ومن يوالي ومن يعادي ثم يزن نفسه بميزان الكتاب والسنة ليرى أواقف هو في صفّ الشيطان وحزبه أم في صفّ عباد الرحمن وحزب الله الذين هم المفلحون، وما عداهم فأولئك هم الذين خسروا الدنيا والآخرة!

وإذا أصبحت المؤاخاة والمحبة على أمر الدنيا - كما قال الصحابي الجليل عبدالله بن عباس - فإن تلك المحبة والمؤاخاة لا تلبث أن تزول بزوال العرض الزائل وحينئذ لا يكون للأمة شوكة ومنعة أمام أعدائها.
وفي عصرنا الحاضر عصر المادة والدنيا قد أصبحت محبة الناس في الأغلب على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً. ولن تقوم للأمة الإسلامية قائمة إلا بالرجوع إلى الله والاجتماع على الحب فيه والبغض فيه والولاء له والبراء ممن أمرنا الله بالبراء منه، وعندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ..

.....      ........    .......

ما الدليل من القرآن والسنة من الولاء والبراء  ؟!

اولاً  :الأدلة من القرآن :

  وقال تعالى:

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } 

  قال  تعالي: 

{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} 

  قال تعالى: 

{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} 

  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾

  ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾

 ويوجد آيات كثيرة علي وجود آيات الولاء والبراء من أهل الشرك للهِ ولرسولهِ وللمؤمنين والبراء من أهل الشرك 

ثانيا  :أدلة من السنة  :
  وقال صل الله عليه وسلم:
 «أَوْثَقُ عُرَى الإيمَان المولاةِ في الله الحُبُّ في اللهِ، والبُغْضُ في اللهِ» 

  قول ماروي عن النبي صل الله وعليه وسلم أنا بريٌ من كل مسلم ٍيقيمُ بين أظهرِ المشركين؛
 قالوا: يارسول الله؟! 
لما قال لاتُراء ما نارهما! ؛
 يعني: بيزيد سوادهم وبيزيد عددهم 

  ما رواه أحمد عن جرير بن عبد الله « أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بايَعَهُ على أنْ ينصحَ لكُلِّ مسلمٍ، ويتبرَّأَ من كُلِّ كافرٍ»


  وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: 
«من أحَبَّ في اللهِ، وأبْغَضَ في اللهِ، ووَالَى في اللهِ، وعادَى في اللهِ، فإنَّمَا ينالُ وَلايَةَ اللهِ بذلك، ولن يجدَ عبدٌ طَعْمَ الإيمانِ - وإنَّ الغُرَماءَ صلاتُه وصومُه - حتَّى يكونَ كذلك، وقد صارتْ عامَّةُ مُؤاخاةِ النَّاسِ على أمرِ الدُّنيا، وذلك لا يجدي على أهْلِهِ شيئًا».

 والأحاديث كثيرة في هذا الأمر ؛

 وشيخ الإسلام بن تيمية _رحمه الله _ذكر [ إن أصُل الولاية المحبة ،والكرة ، وأصلُ العداوة هي البغضُ والبعد ُ]

 أما أكثر المعاني التي تدور حول الولاء في الحب والنصرة والقيام بالإمر وعلي وزن ذلك الطاعة و المتابعة والمعاونة والصداقة....
وعلي وزن هذة الأمور

......    ..........    ........

أهمية عقيدة الولاء والبراء :

تنبع أهمية هذه العقيدة من كونها فريضة ربانية، ومن كونها كذلك لحماية لهوية المسلمين الثقافية والسياسية، ولا أدلَّ على أهمية هذه العقيدة من اعتناء القرآن بتقريرها، فمرة يذكرها على اعتبار أنها الرابطة الإيمانية التي تجمع المؤمنين فتحثهم على فعل الصالحات، 

قال تعالى:{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض  يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم }

ومرة يذكرها محذرا من الانسياق وراء تحالفات تضع المسلم جنبا لجنب مع الكافر في معاداة إخوانه المسلمين،

قال تعالى:{ لا يتخذ  المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير }، 

ومرة يذكر عقيدة الولاء والبراء على أنها الصبغة التي تصبغ المؤمنين ولا يمكن أن يتصفوا بما يناقضها، 

قال تعالى:{ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}. إلى غير ذلك من الآيات.

وأيضاً من أهمية عقيدة الولاء والبراء : إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري - عليهما لعائن الله - ينظمون وينثرون كفراً .. وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب "

وأيضاً من أهمية عقيدة الولاء والبراء : هل يتم الدين أو يقام علم  الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله.. ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقاناً بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان..

وقد كان النبي -صل الله عليه وسلم- يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم، فكان يقول لبعضهم: ( أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين ) رواه النسائي وأحمد 

......    .......    ....

 ماهي الإشياء التي نفعلها تبقي من المولاة التي يجوز فعلها ؟
 والاشياء التي لايجوز فعلها ؟ ‼️


أولاً: معاني وصورة الموالاة  ؟
أو صور لولاء المؤمن لأخيه_منها:
1_  الحب والود  : 
وهذا يعني أن يحمل المسلم لأخيه المسلم كل حب وتقدير، فلا يكيد له ولا يعتدي عليه ولا يمكر به. بل يمنعه من كل ما يمنع منه نفسه، ويدفع عنه كل سوء يراد له، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، 
قال صل الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه مسلم ..

و قال تعالي: {  لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} 

 إلا أن هذه المفاصلة والمفارقة لا تمنع من البر بالكافرين والإحسان إليهم - ما لم يكونوا لنا محاربين 
 قال تعالى:{ لا ينهاكم الله عن الذين لم  يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }

  وقال رسول الله صل الله وعليه وسلم  :{ المرءُ مع من أحب } 

  فهذا أول نوع 
فالله _عزوجل بعث الرسول وأنزل الكتبُ  ؛ 
  لماذا   ‼️

ليكونُ الدينُ كلهُ لله 
ويكون الحبُ لأولياءِ  والبغضُ لإعدائي 
والإكرامُ لإولياءِ والإهانة لإعدائي
والثواب لإولياءِ والعقاب لإعدائي
أستحقَ لإعدائي

  وإذا أجتمع في الرجل الواحد خيرٌ وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة أستحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيهِ من الخير

 وأستحق بقدر مافية من المعاداة والعقاب بحسب مافية من الشر

 ولابد أن نعلم لاشك ان من أحب الكافرين علي كفرهم أو حتي رضي بكفرهم وإلا لم يحبه  فهو كافر ؛
فإن الرضي بالكفر ! كفر ؛ لماذا ؟

لانة :
         ورد في كتاب الله عزوجل  :
( ومن يبتغي غير الإسلامِ ديناً فلن يُقبل منة وهو في الآخرة لمن الخاسرين)

 وقال الله عزوجل  : 
{ أن الدين عند الله الإسلام } 

حديث أنس ؛ عن النبي صل الله وعليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار

  هذا يبين لنا  : 
لمن يكون حبُ المؤمن ولمن يكون بغضة؟! 
فالمؤمن كامل الإيمان يُحبُ من كل وجه ويبغضُ من كلِ وجه  ،  
والفاسق العاصي الذي عندهُ أصلُ الإيمان يحبُ لإيمانه ويبغضُ لفسقةِ ومعصيتة

ونتبين هنا  :
بطلان الدعاوي المعاصرة التي تنافي المحبة لأهل الأديان والمساواة بينهم
       " تعانق الهلال والصليب "  
وعبارة الدين لله والوطن للجميع - وهذا كلةُ باطل  

 وقد يسمي بعضهم الدعي الملل المختلفة بالنسبة إلي الرسل  المؤمنون من أهل الإديان السماوية وسعي بعضهم الي مجمع الاديان... كل هذة الدعاوي تنبُع من الكفرِ والذندقة 
والنفاق وغرضها هدم هذة العقيدة لدي المؤمنين

    الخلاصة    :
 هنا : 
أن معاني الحب حبُ لله ولرسولهِ 
ولمن آمن بالله عزوجل ورسولهِ والرضا به والبغضُ لله والحب لله عزوجل ؛
 وأن المؤمنُ يُقدمُ كل الجهات والكافرُ يكرهُ من كل الجهات  ؛
وأن المسلم العاصي يحبُ لإجلِ إسلامة ويُبغض لإِجل معاصية

 أما من يقول عادي نحب كل الأديان وكل هذا الكلام.....
           فهذا كلام غير صحيح 
فهذا يميت مسأله الولاء في قلب المسلم حتي أنه يرا الكفر هذا حرية شخصية مما نسمعةُ من الدعاوي التي تتسبب في البعد الإنسان عن عقيدةِ الصحيحة والسليمة وتجعل عندهُ عدم تمسك بعقيدتةِ

 هذة هي أول معاني الولاء الواجبة؛
وإن من يقع عكسها أو يُحبِ الكافرين او أهل الكفر فهذا   كفر 

2_النصح لهم والشفقة عليهم:
 فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال:  " بايعت رسول الله صل  الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم " متفق عليه 


3_  النصرة والتأييد :
هي من معاني الموالاه ؛ 
وذلك في حال ما إذا وقع على المسلم ظلم أو حيف، فإن فريضة الولاء تقتضي من المسلم أن يقف إلى جانب أخيه المسلم، يدفع عنه الظلم، ويزيل عنه الطغيان،
 فعن  أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه ) أي تمنعه من الظلم. رواهالبخاري ، 
فبهذا الولاء يورث الله عز وجل المجتمع المسلم حماية ذاتية، تحول دون نشوب العداوات بين أفراده، وتدفعهم جميعا للدفاع عن حرماتهم ، وعوراتهم..

وكذلك أيضاً أن الإسلام لا يقبل أن يقف المسلم في خندق واحد مع الكافر ضد إخوانه المسلمين، 
قال تعالى :{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من  دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا}

 وقال أيضاً : { ولو كانوا  يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون }

 يقول ابن تيمية _رحمه الله عن هذه الآية :
" فذكر جملة شرطية تقتضي أن إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف لو التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط ؛ فقال: { ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء } فدلّ ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، لا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودلَّ ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي، وما أنزل إليه .. "

وقال تعالي  :
{ ذلك بأن الله مولي الذين ءآمنوا وأن الكافرين لامولي لهم  }

وقال تعالي :
{إن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} 

 وقال النبي صل الله وعليه وسلم  :
[ أنصر أخاك ظالمً أو مظلومَ  ؛
 فقال  :  رجل يارسول الله أنصرُ إذا كان مظلومً فرأيت إن كان ظالمَ فكيف ننصرة؟!
قال  :تمنعةُ من الظلم فإن ذلك نصرةُ ]

إذن ؛ فلابد أن نعلم أن نصرة المسلم ونصرة أهل الإسلام واجبة ومعني ذلك:
 " بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولي لهم....."
ومعني :
 أن لامولي لهم  !
         أي: لاناصر لهم

 الموالاه !  المحاباة
 والنصرة واجبة علي كل مسلم إخوتهِ في الدين بقواعد الشرع 

1_ولابد ان نعلم من أخطر صور موالاة الكافرين نصرهم علي المؤمنين بل؛ ذلك الفعل يوجب لصاحبةِ النار وهو :
تنصيب الكافرين أولياء أو حكاما أو متسلطين بأي نوع من التسلط على المسلمين،
 قال تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا }، 
ولأن أبا موسى الأشعري  قدم على عمر  رضي الله عنه ومعه كاتب نصراني فانتهرهعمر  وقال : " لا تأمنوهم وقد خونهم الله، ولا  تدنوهم وقد أبعدهم الله، ولا تعزوهم وقد أذلهم الله " 
ويقول النووي  فيما نقله صاحب الكفاية: 
"  لأن الله تعالى قد فسّقهم فمن ائتمنهم فقد خالف الله ورسوله وقد وثق بمن خونه الله تعالى "..

 وكذلك أيضا ينطبق عليةِ بسبب ذلك فعلة..
ذلكُ أحكام المشركين مهما زعم الإمام بكلامةُ وإعتذر بمعذرةٍ

  قال تعالي: 
{ لايتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللهِ في شئ}

عن ابن جرير _رضي اللهُ عنه _قال نهيٌ من الله عزوجل للمؤمنين أن يتخذوا الكفار أعوانَ وأنصاراً وظهوراً 

وقال ايضاً : 
ومعني ذلك: لاتتخذوا آيها المؤمنون الكافر ظاهراً وأنصارا توالونهم علي دينهم وتظاهرونهم علي المسلمين دون المؤمنين وتدلونهم علي عوراتهم 
فإنه من يفعل ذلك فليس من اللهِ في شئ 
يعني  :فقد برء من الله و برأ اللهُ منة برتدائهِ عن دينة ودخولةِ في الكفر

من تجب عليةِ وهو من يقدرُ عليها ولايمكنةُ إظهار دينة ولاتمكنةُ إقامة واجبات دينة مع المقام بين الكفار ؛ فهذا تجب علية الهجرة

............. 
ومن صور الموالاة المحرمة :
2_ البقاء في ديار الكفر دون عذر مع عدم القدرة على إقامة شعائر الإسلام،
 قال تعالى: { إن الذين  توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا }

  وهذا وعيد شديد يدل علي !
  الوجوب ولان القيام بواجبةُ دينة واجب علي من قادر علية والهجرة من ضرورة الواجب بة ومالا تتم الواجب به فهو واجب 

  مثال:
يعني واحد مثلاً بيشتغل أو بيدرس في بلاد فيها كفر ويمنع فيها إظهار؛ 
أي: شعيرة من شعائر الإسلام فهذا واجب علية الهجرة وترك هذا المكان 

 وهذا لو كان شخص بيعيش بين أظهر المشركين وليس له إطلاقاً ان يظهر أي شعيرة فلابد أن يترك هذا المكان سواء كان بيشتغل لانة يتعلم هذا لان أوجب علية الحفاظ علي دينة 


__ مالا هجرة عليةِ  : 
وهو: من يعجز عنها إما لمرض أو إكراهة علي الإقامة أو ضعف من النساء او الولدان أو ما شابهم...
               فهذا لاهجرة عليهم

  لقولهِ تعالي  : 
( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ) 

 ولاتوصف بإستحباب لإنها غير مقدورة عليها 

  مثال  : 
لو شخص عندة عجز لايستطيع ان يمشي من مكانة، لكن لو هو عندةُ إستطاعة؛ عجز عن الهجرة لعجزة ِعنة

_ من يستحب لهُ  ولاتجب عليةِ : 
وهو من يقدرُ عليها 
ولكنةُ يتمكن من إظهار دينة وإقامتةُ في دار الكفر  فتستحب له
ُ وفيتمكن من جهادهم وتكسير للمسلمين ومعاونتهم  ويتخلص من تكثير الكفار ومخالطهمِ المنكر لهم 
وتجب علية لإمكان الإقامة وإقامة واجب دينة بدون هجرة

  يعني أية  ؟!
شخص عايش في بلاد الكفار وهو بيعلم الناس او المسلمين دينهم ويكون لهم إمام..... 

 فهنا   : 
واجب علية ومستحب له البقاء في هذة البلاد طالما هو يستطيع إظهار شريعتةُ ويكون سبب في تثبيت الأخرين من المسلمين وإكثار سواد المسلمين وتقويتهم أمام أهل الشرك فهذا يستحب له البقاء وعدم الهجرة من بلاد غير المسلمين 

  أما إن كان ليس له منفعة فعليةِ بالهجرة والرجوع إلي بلاد المسلمين او إلي بلاد الإسلام حتي يظهر معالم دينةِ وشرائعهُ وإن يقوم بها كما يجب 

..........  
  ومن صور الموالاة المحرمة أو التي لاتجوز  : 
3_ عدم البداء بالسلام لغير المسلمين :

  كما قال النبي صل الله وعليه وسلم  : 
(وإذا هم ألقو السلام أي قالوا السلام عليكم، فقولوا: وعليكم فقط ؛ولاتردوا أكثر من ذلك )

  كما فعلت السيدة عائشة رضي الله عنه أو كما أمر النبي صل الله وعليه وسلم السيدة عائشة 

.... ....   

ومن صور الموالاة المحرمة :
4_اتخاذهم أصدقاء وأصفياء: 
قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون }
 قال الإمام الطبري_رحمه الله في تفسير هذه الآية: 
لا تتخذوا أولياء وأصدقاء لأنفسكم من دونكم، يقول: من دون أهل دينكم وملتكم، يعني من غير المؤمنين .. فنهى الله المؤمنين به أن يتخذوا من الكفار به أخلاء وأصفياء، ثم عرفهم ما هم منطوون عليه من الغش والخيانة، وبغيهم إياهم الغوائل، فحذرهم بذلك منهم ومن مخالتهم".
..........    ....

ومن صور الموالاة المحرمة :
5_ التشبه بهم في هديهم الظاهر ومشاركتهم أعيادهم، قال صل الله عليه وسلم :
 ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود

......     .....     .......   .......

  وأما صور التي ليست من الموالاة او التي يجوز فعلها او الغير محرمة : 

1_  الإستعانة بغير المسلم لغرض حماية الداعي :
 ومن أدلة ذلك  : 
 حماية إبي طالب للرسول صل الله وعليه وسلم ، وقد حرص الرسول صل الله وعليه وسلم علي ذلك 

 وإيضاً قبول أبو بكر الصديق _رضي الله عنه الدخول في جوار ابن الدغنة 

 وليست العلة في قبول ذلك مجرد تمتع المسلمين بالراحة والحياة ولكن للتمكن من نشر الإسلام والدعوة 
ألي الله سبحانه وتعالي او النجاة من إذاي الكفار وبطشهم وقيام مستقبلاً بالدعوة إلي الله تعالي ؛
   وهذا بشرط أن لايكون علي حساب أحكام الإسلام أو التنازل عن شئ منها 

 والتوثق من المشرك والإطمئنان الي عدم خيانةُ لمسلم او كشف مايطلع عليه من أمرالدعوة إلي الله عزوجل ؛
   سواء كان ذلك لجميل علي المسلم او صدق معاملة أو حسن خلق .

ولاضير علي المسلم إذا إستعان علي ذلك بموقف المشرك المفيد لإي سبب من الأسباب بالشروط التي ذكرناها..

_  أما الإستعانة بهم "وهم الكفار "
في قتال الكفار  : فالراجح المنع 

   لماذا    ‼️

  لقول النبي صل الله وعليه وسلم؛
(  أرجع فلن أستعين علي مشرك  ) 

_  وأما في قتال المسلمين :
   فمنعةُ جماهير العلماء 

  لماذا   ‼️

لانة تسليط الكفار علي المسلمين ؛
   الدليل    !
  قال تعالي  : 
{ولن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين  سبيلا  } 

.......     .......     .......    ....
 ومن صور الموالاة الغير المحرمة  :
2_  المُأجرة المبايعة  : 
يجوز إن نحن نشتري ونبيع  منهم وأستثني العلماء  بيع آلة الحرب وما يتقووا به علينا ؛

 ونذكر بعض شروط البيع والشراء للمسلمين :

 يعني  : 
ماحرم علينا في الإسلام؛ يحرم علينا ان نبيعة 

 مثل  : 
حرمَ علينا الخنزير!
 يحرم علينا ان نتعامل ونبيع هذة الأشياء

 ومثال آخر  :
الربا كذلك حرم التعامل بة 

  إذا يشترط أن يكون علي فيما يحل للمسلم فعلة  وألا يعينُ علي أن يعود ضررُ علي المسلمين
......    ......     ......     .....

  ومن ضمن هذة الموالاة الغير المحرمة: 
3_ باب الشراء و البيع مع المشركين او باب الشراء مع المشركين: 

  الدليل    !!

 النبي صل الله وعليه وسلم  : 
{ في حديث عن إبي بكر _رضي الله عنه قال:  كنا مع النبي صل الله وعليه وسلم  ثم جاء رجل مشرك مشعام طويل الدغانة  يسوقها فقال النبي صل الله وعليه وسلم بيعً أم عطية  ؛
 أو قال:أم هبة؟
، قال: بل بيع فأشتراة النبي صل الله وعليه وسلم شاة } 

  فإذا يجوز جواز البيع والشراء من غيرٌ المسلمين؛  هذا جائز

_  الخلاصة  :
  يجوز البيع والشراء والوكالة والمُأجرة والمبايعة للمشركين
 بالشروط التي ذكرناها 

......     ......      ....... 
  إيضاً  من الموالاة الغير محرمة : 
4_ قبول الهدية منهم والإهداء إليهم  : 
قبول الهدية من المشركين أو الإهداء لهم وقبول الهدية منهم :

فقد قبل النبي صل الله عليه وسلم هدية المقوقس، كما عندالطبراني بسند رجاله ثقات كما قال الهيثمي  في المجمع، وأهدى عمر  - رضي الله عنه –حلته لأخ له مشرك كما في صحيح البخاري .

 و في كتاب البخاري ذُكر حديث فيه إهداء أُكيدر  دومة للنبي صل الله وعليه وسلم 

  وفي حديث أنس _رضي الله عنه لليهودي :
    للنبي صل الله وعليه وسلم الشاة المسمومة التي أكلهُ منها هو الصحابة 

  وإهداء ملك أيلا بغلة ؛
 للنبي صل الله وعلية وسلم بيضاء فكساة بردة 

  وقصة هاجر التي إهداء الجبار؛ لإبراهيم 

  هنا:
 جائز علي السبيل التأليف و صلة الرحم من غير مودة

 يعني أية   :  

 إذا كنت ستهدي أحد 
من النصارة  ؟!  يجوز من باب إمالتهُ وتأليف قلبةُ للإسلام
،
  أما إن كان سيهديك او ستهديكي نصرانية هدية من باب إمالتكي أنتي  إلي دينها فهذا  ؟!  لايجوز قبولة ولاتقبليها 
.......    ......    ..........

أيضاً من ضمن صور المولاة الغير محرم  :
5_ رد السلام  :

هنا: 
إختلفوا في وجوب رد السلام  : 
جواز  الجمهور علي وجوبة وهو الصواب

 وقالت طائغة لا يجب الرد عليهم كما لايجب علي أهل البدع أولي 
والصواب الأول 

 والفرق إننا مأمورون بأرج  باهل البدع تعذيراً لهم وتحذيراً منهم بخلاف إهل الذمة.. 

 ومما يرجح رأي الجمهور في وجوب الرد علي أهل الكتاب قوليه إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم 
....     ......     ...... 

 ومن صور الموالاة الغير محرمة: 
 6_  الإنتفاع بما عندة: 

 وهو: ان يتلقي المسلم من غير المسلم
 ما ينفعة ُفي علم الكيمياء والفيزياء والفلك والطب..... وغيرها ...

 وهذا حين لاتستفاد العلوم من مسلم  : 
_ لو انت فعلا لا يوجد من مسلم تستفيدي منه 
_ أما إن كان يوجد فهو الأولي أن تأخذها من مسلم

 كذلك يجوز الانتفاع بهم  ؟!
 في دلالة الطريق وما عندهم من سلاح وملابس.... وغيرُ ذلك 

 يعني ينفع الإنتفاع بهم في أُمور الدنيا:
 "الانتفاع بغير المسلمين في أمور الدنيا" 

 أما في أمور الدين فليس لهم ذلك 
يعني يذهبوا يتعلموا في الجامعات الأمريكية ويدرس لهم شخص مستشرق او نصراني.. كيف؟ 
   إذاً فلا يجوز ذلك

أما يجوز الإنتفاع بهم في أُمور الدنيا لمصلحة المسلمين؛  يجوز
.......    ........     ......... 

  أيضاً  من ضمن الموالاة الغير محرمة: 
7_ تزوج الكتابية  :
  قال تعالي : 
{ والمحصناتُ من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم  } 

 إذا يجوز الزواج المسلم من الكتابية العفيفة يهودية أو نصرانية  ؛ 
ولكن بشرط أن تكون عفيفة مع بغضها علي دينها 
لذلك قال النبي صل الله وعليه وسلم:
  "  فظفر بذات الدين تربت يداك   "

......    .......      ......... 
 أيضاً من صور الموالاة الغير محرم: 

8_ إظهار الموافقة للكفار عند الإكراة 
أو  "  والتقي  " للكفار عند الإكراة:
هذة متي في حالة الإكراة فقط 

 إظهار الموافقة للكفار عند الإكراة:
لما كان؛ مثل:
المسلمين تعرضوا للإذاء والتعذيب 

 مثل:
سيدنا عمار بن ياسر_رضي الله عنه  فلما ذهب للنبي صل الله وعليه وسلم امروني ان أسبكُ فسبيتكُ؛
فقال صل الله وعليه وسلم أليس في قلبك الإيمان، قال:نعم 
قال: فإن عادوا فعد 

 قال تعالي : 
("ومن كفر باللهِ من بعد إيمانه إلامن أُكره وقلبهُ مطمئنُ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرةُ فعليهِ غضبٌ من الله ولهم عذابٌ عظيم  ")  

 ولابد أن نعلم!!
 ماهي الشروط التي تكون بها مكرة أو 
ماهي شروط الإكراه المعتبرة شرعاً ؟!

_  أن يكون فاعلةُ قادراً علي الإيقاع مايهدد بهِ والمأمور عاجزاً عنه بالدفع ولو بالفرار 

_  أن يغلب علي ظنه انه إذا امتنع اوقع به بذلك 

_ أن يكون ماهددهُ به فورياً : 
فلو قال:إلا لم تفعل كذا ضربتك غداً لايعدو مكرهً ويثتثني ما إذا ذكر زمنً قريباً جدا أو جرت العادة أنه لايخلف

_ إلا يظهر من المأمور ما يدل علي إختيارة 
أما إذا تمكن من الفرار علي أن يعطيهم مالهُ فعل ذلك 

......       ........     ........

إيضاً من صور المولاة الغير محرمة :

9_عيادة مرضاهم إذا كان في ذلك مصلحة: فعنأنس رضي الله عنه قال:
" كان غلام يهودي يخدم  النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صل الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه. فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده. فقال له: أطع أبا القاسم صل الله عليه وسلم. فأسلم.. فخرج النبي صل الله عليه وسلم وهو يقول: ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري 

....        .......

ومن صور الموالاة الغير محرمة :
10_ اللين في معاملتهم ولا سيما عند عرض الدعوة عليهم، 
قال تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }.....
وهكذا أمر الله نبيه موسى – عليه السلام - أن يصنع مع فرعون،
 قال تعالى:{ فقولا له قولا لينا }

...........       .........

ومن صور الموالاة الغير محرمة :
11_ العدل معهم وعدم ظلمهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، 
قال تعالى: { لا ينهاكم الله  عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }
وعن  عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صل الله عليه وسلم قال: ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري ..

....      ......    ...
ومن صور الموالاة الغير محرمة :
12_التصدق عليهم والإحسان إليهم: 
قال تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا }
وعن أسماء  رضي الله عنها قالت:  قدمت أمي وهي مشركة .. فاستفتيت النبي صل الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي، قال: ( نعم صلي أمك ) رواهالبخاري .

....      ......    ....

ومن صور الموالاة الغير المحرمة :

13_  الدعاء لهم بالهداية إلى الإسلام، فقد دعا النبي صل الله عليه وسلم لطوائف من المشركين منهم دوس، فقال صل الله عليه وسلم: 

( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) رواه البخاري ...

....     .........     ......

ومن صور الموالاة الغير محرمة :

14_  إباحة أكل ذبائحهم من أهل الكتاب ولكن بشروطه، قال تعالى: 

{ اليوم أحل لكم الطيبات  وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم }

......    ........     ....

علاقة عقيدة الولاء والبراء بأهل السنة والجماعة :

قال تعالى: { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا }
فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي، وأمر بالإصلاح بينهم، فليتدبر المؤمن:

 أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك. فإن الله سبحانه بعث الرسل، وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه، والإكرام والثواب لأوليائه والإهانة والعقاب لأعدائه.

وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خير وشر، وفجور وطاعة، ومعصية وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة كاللص تقطع يده لسرقته، ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته...

 هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم

ولمّا كان الولاء والبراء مبنيين على قاعدة الحب والبغض ... فإن الناس في نظر أهل السنة والجماعة بحسب الحب والبغض والولاء والبراء ؛ ثلاثة أصناف:

الأول: من يحب جملة !!

 وهو من آمن بالله ورسوله، وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام علماً وعملاً واعتقاداً. وأخلص أعماله وأفعاله وأقواله لله، وانقاد لأوامره وانتهى عما نهى الله عنه، وأحب في الله، ووالى في الله وأبغض في الله، وعادى في الله، وقدم قول رسول الله صل الله عليه وسلم على قول كل أحد كائناً من كان  

الثاني: من يحب من وجه ويبغض من وجه !!

فهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فيحب ويوالى على قدر ما معه من الخير، ويبغض ويعادى على قدر ما معه من الشر ومن لم يتسع قلبه لهذا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.. وإذا أردت الدليل على ذلك فهذا عبد الله بن حمار_رضي الله عنه وهو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - كان يشرب الخمر، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صل الله عليه وسلم (لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله) ؛ مع أنه صل الله عليه  وسلم لعن الخمر وشاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه  ..

الثالث: من يبغض جملة !!

وهو من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولم يؤمن بالقدر خيره وشره، وأنه كله بقضاء الله وقدره وأنكر البعث بعد الموت، وترك أحد أركان الإسلام الخمسة، أو أشرك بالله في عبادته أحداً من الأنبياء والأولياء والصالحين، وصرف لهم نوعاً من أنواع العبادة كالحب والدعاء، والخوف والرجاء والتعظيم والتوكل، والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة، والذبح والنذر والإبانة والذل والخضوع والخشية والرغبة والرهبة والتعلق، أو ألحد في أسمائه وصفاته واتبع غير سبيل المؤمنين، وانتحل ما كان عليه أهل البدع والأهواء المضلة، وكذلك كل من قامت به نواقض الإسلام العشرة أو أحدها ..


فأهل السنة والجماعة – إذن – يوالون المؤمن المستقيم على دينه ولاء كاملاً ويحبونه وينصرونه نصرة كاملة، ويتبرؤون من الكفرة والملحدين والمشركين والمرتدين ويعادونهم عداوة وبغضاً كاملين. أما من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فيوالونه بحسب ما عنده من الإيمان، ويعادونه بحسب ما هو عليه من الشر... 
وأهل السنة والجماعة يتبرؤون ممن حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، قال تعالى:
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }..

ويمتثلون لنهيه تعالى في قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }

ويلخص شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله مذهب أهل السنة والجماعة فيقول:
الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعادة إنما تكون بالأشياء التي أنزل الله بها سلطانه، وسلطانه كتابه، فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافراً وجبت معاداته من أي صنف كان.
قال تعالى:{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }


وقال تعالي:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين }

وقال تعالي:{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }
ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أعطي من الموالاة بحسب إيمانه، ومن البغض بحسب فجوره، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقول الخوارج والمعتزلة.
ولا يجعل الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون بمنزلة الفساق في الإيمان والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة 
قال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
فجعلهم إخوة مع وجود الاقتتال والبغي..

(... ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضاً موالاة الدين لا يعادون كمعاداة الكفار، فيقبل بعضهم بشهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم من بعض، ويتوارثون ويتناكحون، ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك)   

الولاء والبراء القلبي:
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع أن الولاء القلبي وكذلك العداوة يجب أن تكون كاملة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله : 
فأما حب القلب وبغضه، وإرادته وكراهته، فينبغي أن تكون كاملة جازمة، لا توجب نقص ذلك إلا بنقص الإيمان، وأما فعل البدن فهو بحسب قدرته، ومتى كانت إرادة القلب وكراهته كاملة تامة وفعل العبد معها بحسب قدرته فإنه يعطى ثواب الفاعل الكامل.
ذلك أن من الناس من يكون حبه وبغضه وإرادته وكراهته بحسب محبة نفسه وبغضها، لا بحسب محبة الله ورسوله، وبغض الله ورسوله وهذا نوع من الهوى، فإن اتبعه الإنسان فقد اتبع هواه{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

........ .......

ثمرات العمل بعقيدة الولاء والبراء للمسلمين :

1_ ظهور العقيدة الصحيحة وبيانها وعدم التباسها بغيرها وتحقيق المفاصلة بين أهل الكفر وأهل الإسلام، قال تعالى: 

{ قد كانت لكم أسوة حسنة  في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده }

2_ حماية المسلمين سياسيا، وذلك أن ما يوجبه الإسلام من مبدأ الولاء والبراء يمنع من الانجرار وراء الأعداء، وما تسلط الكفار على المسلمين وتدخلوا في شؤونهم إلا نتيجة إخلالهم بهذا الأصل العظيم ..

3_ تحقيق التقوى والبعد عن مساخط الله سبحانه، قال تعالى:

 { ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا  لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون 

 وقال تعالى:{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}

إن عقيدة الولاء والبراء هي عقيدة صيانة للمسلمين وحمايتها من أعدائها، كما أنها سبب للألفة والإخاء بين أفرادها، وهي ليست عقيدة نظرية تدرس وتحفظ في الذهن مجردة عن العمل؛ 

بل هي عقيدة عمل ومفاصلة، ودعوة ومحبة في الله، وكره من أجله وجهاد في سبيله؛ فهي تقتضي كل هذه الأعمال، وبدونها تصبح عقيدةً نظرية سرعان ما تزول، وتضمحل عند أدنى موقف أو محك ..





تعليقات