علامات المرض الروحي :
« تكرر الأحلام الغريبة والمخيفة »
_ المرض الروحي مرض خفيّ ، والعدوّ خفي ،
فلابد أن الله سبحانه وتعالى برحمته وهدايته للمؤمن أن يُري المريض أحلام متكررة للتنبيه والإنذار عن المرض والعدو الذي يؤذيه ..
فالشخص السليم لا يرى الشياطين والجان بتكرار ،
ولا يرى الحيوانات بتكرار ،
ولا يصيبه الجاثوم بتكرار ،
وكذلك لا يرى الرموز الغريبة والمخيفة والقذرة بتكرار ،
ورؤية شخصيات ( معروفة أو مجهولة ) تؤذيه أو تحاول أن تغويه بتكرار ،
وهذه الأحلام تدل على صفاتهم ، ونوع المرض والغاية منه ، ونقاط ضعفهم وقوتهم ، ليستهدفها المريض في علاجه.
وعلى الراقي أن يسأل المريض عن أحلامه المتكررة ، خاصة بعدما يجتهد في الرقية غالباً يرى ما ينفعه ويرشده ..
وعلى المريض أن يكثر من الدعاء :
اللهم اهدنا سبل الشفاء ، ويبذل جميع الأسباب
فلا يدري بأي طريقة يهديه الله إلى مفتاح شفاءه : إما رقية يقرأها وبدعوة يدعوها أو رؤيا يراها ..
.... ....... ........
● فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين
كثيراً ما يرى المصاب بالمس أو الحسد أو السحر أحلام محزنة ، مفزعة ،
شرٍّ يصيبه ، أو حيوان ينال منه ، أو أشرار يمكرون به ، أو مكروه يصيب أحباءه ، أو أنه سيضل ويُفتن في دينه ..
ويستيقظ مهموماً مغموماً خائفاً أن ذلك الشر سيقع .
_فتذكر أن الشيطان ليس له مساحة للإيذاء كما يؤذي في الأحلام .. إنها مضماره.
وهناك من يهتم بمعاني تلك الأحلام ويضع لها إعتباراً حتى وإن كانت مخالفة لحسن الظن بالله ، أو مخالفة لما يقوله الله عن نفسه ، أو في كتابه ، أو السنن الكونية التي قدّرها.
_ فلنتذكر قول الله تعالى :
{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
_ فكان عاقبتهم :
{ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }
هذا السلوك هو ما يرضي الله فينعم الله عليه ويصرف عنه عدوّه.
_ ويتضح في الآية التي تليها :
{ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
_حال المؤمن :
أن حسن ظنه بالله أعظم من كل أحلام التخويف والتحزين والتهديد من الشيطان وأولياءه .
........ ......... .........
● الهدي النبوي في التعامل مع الرؤى المفزعة :
_ عن أبي قتادة قال : كنت أرى الرؤيا تمرضني ، حتى سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول :
" الرؤيا الحسنة من الله ، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ، ومن شر الشيطان ، وليتفل ثلاثا ، ولا يحدث بها أحدا ، فإنها لن تضره "
- صحيح البخاري
_ قال النووي رحمه الله:
وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( فإنها لن تضره ) معناه : أن الله تعالى جعل هذا سببا لسلامته من مكروه يترتب عليها، كما جعل الصدقة وقاية للمال وسببا لدفع البلاء . انتهى
_ (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاث:
[فالرؤيا] الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه؛ فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس)
- صحيح مسلم
_ (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)
- صحيح مسلم
_ قال الإمام النووي رحمه الله:
فينبغي أن يجمع بين هذه الروايات ويعمل بها كلها.. وإن اقتصر على بعضها أجزأه في دفع ضررها بإذن الله تعالى كما صرحت به الأحاديث. ا.هـ.
_ فمن رأى ما يكره فعليه بالآتي :
1_ الاستعاذة بالله عز وجل :
أي الاستعاذة من شر الشيطان، وشر الرؤيا.
2_ النوم على الجانب الآخر:
أي تغيير وضع الجسـم في النـوم إلى الجانب الآخر.
3_البصق جهة اليسار:
وهو بصق خفيف مثل النفخ دون لعاب ثلاث مرات.
4_الصلاة:
أي أن يقوم المسلم من فراشه، ويصلي لله عز وجل.
5_ عدم التحدث بالرؤيا:
وذلك مستحب حتى لا يحزن عليه حبـيبا، ولا يشمت به عدوا، ولا يثير عند من يحكي له الرؤيا شكوكا أو مخاوف لا أساس لها، وكذلك حتى لا تقع الرؤيا في يد جاهل، فيفسرها له على الشر، فيسبب ذلك للرائي مزيدا من المعاناة. وبالتالي، فمن الأفضل أن يبحث الرائي عن عالم بالرؤى ذي أمانة، وكفاءة، ودين، فيستشيره فيها، وإلا فمن الأفضل ألا يخبر بها أحدا..