فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب 
شرح لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب 


 يقول الله عز وجل :
"الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"

وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل. "

ولهما في حديث عتبان :
"فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" 

 وعن ابي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" قال موسى : يا رب! علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال : "قل يا موسى لا إله إلا الله" قال : كل عبادك يقولون هذا؟ قال :" يا موسى ! لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله "

 وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" قال الله تعالى :"ياابن ادم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة"

 نشرع في شرح هذا الباب عن ما معنى الشرك؟ 
وما هي انواع الشرك؟ 
وسنتكلم ونعلم ما هو الكفر ؟
 وما هو انواع الكفر ؟وما هي شروط التكفير ؟
 وما هي موانع التكفير؟ ثم نتكلم ما هو الايمان ؟ وما هو تعريفه عند اهل السنة؟ والقواعد المتعلقة بمسائل الايمان؟ 

_ أولا:
1_ مسائل الكفر / الشرك

ما معنى الشرك ؟!
 الشرك الاكبر او  الكفر الاكبر هو صرف العبادة لغير الله سواء عن طريق العبادة او التوسل سواء كان ملكا مقرباً او نبياً مرسلاً او عبداً صالحا 
فهذا لا يجوز لانه لا يجوز صرف العبادة الا لله.

ما انواع الشرك ؟!
الشرك او الكفر نوعين اكبر واصغر
والفروق بينهما مهمة جداً جداً ولازم الاخوات تستوعبها طيلة دراستها للعقيدة 
ولأن عدم فهمها ممكن يؤدي للاخت انها تكفر الناس بلا دليل صحيح

١_ الشرك الأكبر :
يخرج صاحبه من الملة اي يكون كافرا مرتدا في الدنيا ويخلد صاحبه في النار يوم القيامة

٢_ الشرك الأصغر: 
لا يخرج صاحبه من الملة ولكن فاعله مثل فاعل الكبيرة وهذا  في الدنيا إما في الآخرة فأيضا لا يخلد في النار، لكنه ربما يدخلها ويحاسب على ما فعله من البدع والشرك ثم بعد ذلك يدخل الجنة لما فيه قلبه من توحيد الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :" أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" 

أيضا هناك نقطة مهمة في مسألة التكفير وأنواعه 
وهي التفريق بين كفر النوع وكفر العين 

▪️ وكفر النوع :
هو الذي نتكلم فيه عن القول أو الفعل 
مثلا فنحكم على القول أو الفعل  وليس الشخص نفسه  فهو متعلق بالقول أو الفعل
وهذا النوع ليس فيه خلاف 

▪️ اما كفر العين
 هو تكفير الشخص نفسه الذي يقول القول ويفعل الفعل  

من الذي له ان يكفر؟!
 الذي له ان يقوم بهذا هم العلماء وليس عوام الناس 
وهذا الشخص لا يكفر الا بشروط 

◾ما شروط التكفير وموانعه؟!
_ اولاً شروط التكفير سبعة 
١_ان يكون عاقلا
٢_ بالغ 
٣_ان يكون  متعمدا
٤_ ان يكون مخيرا
٥_ ان يكون متذكرا
٦_ان  يكون مستيقظا
٧_ ان يكون غير مؤول (عدم التأويل)

_ثانيا موانع التكفير :
وهي أيضا سبعة وهي عكس الشروط التي ذكرناها فالذي يمنع أن يكفر الإنسان
١_ ان يكون مجنونا
٢_ صبيا لم يبلغ
٣_ مخطئ غير متعمد 
٤_ ان يكون مُكرها
٥_ ان يكون ناسيا 
٦_ ان يكون نائما
٧_ أن يكون متأولا اي لم يفهم الدليل بشكل صحيح

▪ شروط التكفير السبعة إذا نقص منها واحد لا يكفر الإنسان
وهذا دليل على أن السلف غير مكفرين كما يظن البعض 
واذا  كفروا يكون بدليل وعندهم شروط حازمة جداً وهذا مستنبط من الادلة الشرعية ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم 

.....         .......           .........

مسائل الإيمان :
◾ما تعريف الايمان عند اهل السنة  ؟!

تعريفه قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية 
أولا كلمة ( قول) تنقسم لقسمين :_
(قول القلب ، قول اللسان)
١_ قول القلب :
وهو الاعتقاد والتصديق واليقين والمعرفة بالله 
او ان قول القلب معناه التصديق بلا شك ولا تكذيب بأن الله واحد .

وأصل الدين( لا إله إلا الله )ثم الانسان اذا اخبر بشيء ثاني اصبح من اركان الايمان لمن بلغه وآمن به

▪  فهناك من يقول لا اله الا الله معتقداً بقلبه وهم الناس الذين بلغهم او عرفوا او سمعوا عن الرسل  فلما بُلِّغوا بان الله واحد فامنوا فهؤلاء مسلمون 

▪وهناك ناس لم يبلغهم ولم يسمعوا ، وهؤلاء مثل
من يوجد في بعض الاماكن البعيدة جداً في الصحاري او بعض الاماكن في افريقيا لكن لم يصل اليها بعض الناس بل اساساً لم يسمعوا وليس لديهم اتصال بالعالم الاخر اساساً  فهؤلاء الناس لم يصل اليهم اي شيء ولم يبلغهم شيئ عن الإسلام إطلاقا 
فهؤلاء اسمهم في الدنيا كفار ، ولكنهم غير معذبين يوم القيامة
لان من ام تبلغه الرسالة يُمتحن يوم القيامة 
فالله يبعث اليهم رسل وان  امنوا بهم دخلوا الجنة وان كفروا بهم دخلوا النار
وهؤلاء حالهم كحال الإنسان المجنون لانه ليس مدركا ولم يقل لا اله الا الله ورغم هذا لا يعذب في القيامة قبل أن يرد الله عليهم عقولهم ويمتحنهم ، لكي يدخلوا الجنة بعملهم وإيمانهم أن ءامنوا ويدخلوا النار بكفرهم ان كفروا
اما من بلغهم شيئ بالتشويه بمجرد ما يسمعوا حتى لو  وجب عليهم البحث  

٢_ قول اللسان :
 هو النطق بالشهادتين  

وقد أُفرد اللسان لان قول اللسان والاقرار بالشهادتين ركن من اركان الايمان 

والنبي صل الله عليه وسلم قال :
" من شهد أن لا إله إلا الله حرم مني دمه عرضه او عُصم دمه وعرضه"

فلو أن إنسانا لا ينطق مثل الأخرس وجب عليه أن
يعطي إشارة أو يكتب ما يدل على أنه يؤمن بالله لكي يقبل منه .

ثانيا:_ كلمة ( عمل ) تنقسم لثلاثة أقسام :_
( عمل القلب ، وعمل اللسان ،وعمل الجوارح)

١_  عمل القلب  :
 معناه هو حب الله. والاخلاص له والحب لاجله وفيه كذلك البغض لأجله والرجاء والذل والانقياد والتوكل والشكر والصبر

 اعمال القلوب زائده على مجرد التصديق

▪مثال:
 لكي اخاف الله يلزم أولا أن اعتقد ان الله واحد 
فبعد الاعتقاد يأتي عمل القلب 

 لان كون المرء يعلم لا يلزم منه ان يكون محب
لكن المحب يلزم منه أن يعلم من يحب

▪مثال:
 النصارى كلهم يعرفون ان المسلمين يقرون أن الله واحد ولكنهم مع ذلك ليسوا مسلمين.
فكونهم يعرفون ولم يعتقدوا بقلوبهم ولم يخافوا الله ولم يتذللوا له. 

 ولذلك من يخاف الله ويرجوه ويتوكل عليه كيف لا يعرفه
لذلك لازم يكون عنده اولا قول القلب و هو التصديق بلا شكٍ ولا تكذيب فاعمال القلوب زائدة على مجرد التصديق 

ولا تعارض بين بغضك للكافر وبيعك وشراؤك من الكافر  لان البر والاحسان والعدل امر ظاهر امر ظاهري غير متعلق بالقلب والحب شيءٌ اخر

 ولذلك عندنا في سورة الممتحنة ربنا امر بالبر والاحسان مع النصارى وغير المسلمين ولكنه امرنا بالبغض لهم فالبغض هذا شيء قلبي اما البر والاحسان هذا شيء ظاهري 

▪ وأيضا ابليس كان متيقن ان ربنا واحد  ولم يكن عنده شك في ذلك  
ولكن السبب في كفر ابليس ان ابليس رغم ان عنده يقين ان الله واحد  وليس له شريك الا انه لم يعمل قلبه و لم يخاف الله ولم يرجوه ولم يتوكل عليه. 
ف ابليس نطق بلا اله الا الله وعنده قول القلب لكن لم يكن عنده عمل القلب فكفر

▪أيضا فرعون كان موقن هو و قومه ان الله واحد ولكن لم يقلها استكباراً وعلوا

 قال تعالى:
 " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا،،،"

٢_  عمل اللسان

٣_ عمل الجوارح 

ويمكن ان ندخلهم مع بعض ونسميهم جوارح وهذا غير قول القلب قول القلب 
لانهما غالباً مرتبطين ببعض. 

▪مثال:
 من يصلي لسانه يتكلم وجوارحه كلها تتحرك وقلبه كذلك يكون مشغولا 

وقول القلب وقول اللسان وعمل القلب :
هؤلاء الثلاثة يجب أن يكونوا عند كل مسلم 
واذا نقصت واحدة كفر بالإجماع 
لان من نواقض الاسلام نقص اي ركن من هؤلاء الثلاثة.

▪مثل :
 إبليس كان عند قول القلب، وقول اللسان لكن لم يكن عنده عمل القلب فكفر.

وهناك درجة باجماع الامة تركها لا يكفر صاحبها ولكن ايمانه بينقص مثل تارك اعمال الجوارح.
فترك عمل الجوارح غير مكفر لكن صاحبها يكون عاصيا مثلا الا في مسائل المباني الاربعة وهم الصوم والصلاة والحج والزكاة ففيها خلاف سائغ

فهناك شق من أعمال الجوارح وهو المتعلق بالمباني هناك خلاف بين أهل السنة على حكم تكفير تاركها ومعنى ان الهلاف بين اهل السنة يعني ان الذي  ياخد بأي رأي يكون من أهل السنة وليس من اهل بدع 

أولا من ترك المباني الأربعة عمدا وإنكارا وترك الصلاة عمدا مع انكاره لفرضيتها فهو كافر كفر اكبر بالإجماع 

لكن أهل السنة اختلفوا في تارك الصلاة تكاسلا  

_فالقول الاول من اهل السنة :
وهو رأي جمهور العلماء ان تارك المباني الاربعة او تارك الصلاة تكاسلا 
لا يكفر كفر اكبر مخرج من الملة ولكنه كفر اصغر او كفرٌ دون كفر.لان عنده اصل الايمان .

_ والقول الاخر من اهل السنة :
 على انه كافر كفر اكبر 
وفي الحقيقة هذه المسألة قائمة اصلاً على المعلوم من الدين بالضرورة 

▪مثلا :
 في  السعودية  كل مشايخ السعودية يكفرون تاريخ الصلاة تكاسلاً بانه كافر كفر اكبر مخرج من الملة  لانه عندهم من المعلوم من الدين بالضرورة 
اما في بعض البلاد الأخرى يوجد اماكن فعلاً لا يعلم الناس أن الصلاة فرض

......          .......           .......

كيف يزيد وينقص قول القلب ؟!
قول القلب و هو التصديق واليقين يزيد كماً وكيفاً :_
زيادة الكمية هو زيادة ما يعلمه الانسان كلما علم الانسان مثلاً شيئاً لم يكن يعلمه فلما علمه وصدقه ازداد بزلك ايمانا والذي يعلمه هذا يكون ركناً في اصل الايمان.

 فمن بلغه مثلاً اصل الايمان فقط وهو لا اله الا الله وامن كان مؤمنا

ومن لم يبلغه يكون كافرا في الدنيا  ممتحن في الاخرة. والذي لا يبلغ الانسان غير مكلف به 
ومهم ان نعلم ان هناك 
مهم جدا ان نعرف ان هناك فرق بين الذي بلغته الرسالة وبين من لم تبلغه 
ومهم أن نفصل في مسألة أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
لان بعض الناس تقول ان الايمان قول فقط
فيقول ان المهم ان يقول لا اله الا الله حتى إذا لم يكن عنده خوف ولا رجاء ولا اي عمل من أعمال القلوب وهذا يكون عندهم غير كافر
وعلى كلامهم ان كل الناس التي تعرف لا اله الا الله مع ان هم كفار عندهم أنهم مسلمين وأنهم يدخلون الجنة  
وهذا الكلام لا يعقله انسان 

اذن قول القلب يزيد بزيادة المعرفة  بأنه كلما علمت شيئا آمنت به

▪ مثلا :
علمت أن  لا اله الا الله فامنت بالا اله الا الله
ثم بعد ذلك  علمت ام محمدا رسول الله فآمنت ب لا اله الا الله محمد رسول الله وكل ما علمت شيئا في ديني أؤمن بها فهذا زيادة الإيمان بالكم

لماذا كان التصديق من القول ؟ اي لماذا نقول إن قول القلب هو التصديق واليقين ؟

لان التصديق في الاصل ينسب الى الاقوال فمن الممكن ان تجدي من يصدق لكن يبغض لكن من اامستحيل أن تجدي من يحب ولا يصدق فهناك من يشهد ولا يوجد عنده اعمال القلب .

اما زيادة قول القلب بالكيفية هي الزيادة التي تكون بزيادة اليقين التي تكون بتظاهر الادلة. 

▪مثال:
قول سيدنا ابراهيم عليه السلام :
" رب أرني كيف تحيي الموتى" مع أنه لم يكن عنده شك في قدرة الله
لكنه كان عنده علم اليقين فاراد ان يرى هذا بعينه. 
لان ما تراه بعينك درجة تصديقك له غير ما تسمعي عنه.
ولذلك درجات التصديق أربعة:_
الدرجة الأولى :_
 أصل التصديق أو ركن التصديق او يسمى مطلق الايمان وهذه مرتبة الإسلام

الدرجة الثانية :_ 
التصديق الواجب او الايمان المطلق الواجب او كمال الايمان الواجب وهذه مرتبة الإيمان

الدرجة الثالثة:_
التصديق المستحب وهذه مرتبة الإحسان

 الدرجة الرابعة :_
اعلى درجات التصديق و هي عين اليقين

▪مثال:
الصحابة كان عندهم عين اليقين لأنهم رأوا النبي بعينهم 

▪مثلا :
 اغلب الامة عندها علم اليقين فنحن موقنون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبعثته لكن لأننا لم نره بأعيننا فلم نصل  لدرجة عين اليقين لكن الصحابة وصلوا لهذه للدرجة لأنهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم

 والنبي صلى الله عليه وسلم رأى الجنة ورأى النار فهو أيضا عنده عين اليقين في هذه المسائل الغيبية اما نحن عندنا علم واليقين

إذن فليس كل الناس لديهم نفس درجات التصديق
وليس كل الناس مؤمنون ولكن ممكن نقول ان كل من امن او كل من شهد ان لا اله الا الله فهو مسلم 

من يعلم درجة كل واحد الله عز وجل ،و لا يعلم ما في القلوب الا الله  ولكن من يتكلم في اي مسألة من هذه المسائل لابد ان يتكلم على الامور الظاهرة ، لكن ما في القلوب لا يعلمه الا الله.

وكل محسن مؤمن وكل مؤمن مسلم وليس العكس

إذن ما الفرق بينهم ؟
حال المراتب الأربعة في الدنيا :_
● فمرتبة الإسلام :
هي أول درجة التي تسمى أصل التصديق او ركن الايمان او مطلق الايمان 
والمسلم الذي عنده أول درجة اذا فتن افتتن واذا  شككه احد يشك
وهم الذين نزلت فيهم الاية :
"ومن الناس من يعبد الله على حرف "
فهم يكونون مؤمنين بان الله واحد  لكن اول ما تأتي فتنة او شبهة فإنهم يشكون في دينهم  
و المسلم هو من يجيء بالفرائض فقط وربما يقصر فيها وربما لا يترك المنهيات 

● الدرجة التانية التي هي الايمان الواجب او الايمان المطلق الواجب او كمال الايمان الواجب:
 فهذا يكون عنده يقين ان الله واحد. ولو شككه احد لا يشك ولكن ممكن تأتي له وساوس 
والمؤمن هو يفعل المأمورات ويترك المنهيات  

●و الدرجة الثالثة لا تأتي له وساوس و اذا شككه احد لا يشك  مهما اطلق له وساوس :
 وهذه درجة الإحسان 
والمحسن هو من يقيم الفرائض ويجيء بالمأمورات ويترك المنهيات ويجيء بالنوافل والسنن  

🌺اما حالهم في الآخرة :_ 
🔹 المسلم لا يخلد في النار ولكن لا يلزم ان يدخل الجنة من اول وهلة ، فمن الممكن ان يدخل النار اولا  ليحاسب على ما فعله المعاصي. ثم يدخل الى الجنة 
🔹 اما الثاني وهو المؤمن يدخل الجنة لاول وهلة
🔹 اما الثالث فيدخل الجنة لاول وهلة أيضا ولكن تكون  درجته أعلى درجات الجنان  

فكأن الفرق بينهم أنهم عبارة عن ثلاث دوائر داخل بعض وأصغر دائرة فيهم هي الاسلام ويليها الإيمان ويليها الإحسان
فمن ليست عنده مرتبة الاحسان ولا الإيمان وزالت منه دائرة الإحسان والإيمان يتبقى معه الاسلام فهو ما زال مسلما ما زال عنده الاصل ( لا اله الا الله) 
اما إذا زالت من عنده دائرة او مرتبة الإسلام فيكفر
إذن فالناس في اليقين مراتب منهم من وصل لدرجة الاحسان ومنهم في درجة الايمان ومنهم من عنده درجة الاسلام فقط 

لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :
"لا يزني الزاني وهو مؤمن "
ولم يقل وهو مسلم فهذا  معناه ان النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن الدائرة الثانية فمعناه ان الانسان لما يزني او يقتل او يسرق أو يفعل المعاصي في هذه الحالة لا يكون في الدرجة التانية الاعلى في الايمان لكن يبقى عنده درجة الاسلام ولكنه ليس بكافر


◾  كيف يزيد قول اللسان ؟!
يزيد بزيادة النطق فالذي ينطق (بلا اله الا الله) ليس كمن ينطق (لا اله الا الله محمد رسول الله) ليس كمن   ينطق( بلا اله الا الله محمد رسول الله وانه يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله )   

◾  ايضا الزيادة تكون في عمل القلب كذلك يتفاوت اعمال القلب من الحب والخوف والرجاء والشكر والتوبة تزيد وتنقص من عبد لآخر 
ومن يزول عنده عمل القلب كلية يصبح كافرا

◾ وكذلك اعمال اللسان والجوارح تزيد وتنقص
فالذي يقرأ آية من القرآن ليس كمن يقرأ سورة 
ومن يصلي ركعتين ليس كمن يصلي عشرة 

             ....        .......          .....
 يقول الله عز وجل :"الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"
  المقصود بالظلم في هذه الاية الشرك 

 و الظلم ثلاثة أنواع:_
◾اولها الشرك 
◾ الثاني ظلم العباد
◾ الثالث الظلم للنفس  

 فمن سلم من انواع الظلم الثلاثة :
_الشرك_ وظلم العباد _وظلم لنفسه بما دون الشرك كان له الامن التام والاهتداء التام.

 والامن في الدنيا ان يكون مطمئن القلب وفي القبر يأمن من فتنة القبر وفي الاخرة يُهدى الى مكانه في الجنة 
فكل هذا  عاقبة التوحيد. 
فكلما علت درجة الايمان كلما كان الامن والاهتداء في الدنيا والطمأنينة اكثر. وزادت درجاته في الآخرة

ومن لم يسلم من ظلمه لنفسه كان له مطلق الامن اي اصله لا كماله ، اي لابد ان يدخل الجنة لكن قبل ذلك قد يحصل له من نقص الامن او الاهتداء بحسب ما نقص من ايمانه بظلمه لنفسه
فبقدر الايمان يكون الامن والاهتداء والطمأنينة في القلب في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة

اما الكفار لا امن لهم في الدنيا ولا في الاخرة فهم مهما كثرت جنودهم وامتدت حراستهم فهم في رعب وخوف دائم اذ القلب لا يطمئن الا مع التوحيد فمن لم يوحد الله اخافه الله من كل شيء ويوم القيامة هم في فزعٍ عظيم 


تعليقات