المتكبِّر - الكبير
ورود الاسمين في القرآن الكريم
سمّى الله -سبحانه وتعالى- نفسَه بـ [المتكبر] في آية واحدة من القرآن الكريم في:
قوله تعالى: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر:23]
وأما اسمه [الكبير] فقد ورد في ستّة مواضع من القرآن الكريم،
منها:
قوله تعالى:
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد:9]
وقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج:62]
وقد جاء مقترنًا باسمه [العليّ] و [المتعال].
........ ......... ......
المعنى اللغويّ لاسمَي [المتكبّر، الكبير]
يُقال:
"كَبُرَ" بالضم، يكبُر،
أي: عَظُمَ، فهو كبير.
قال ابن سيده:
_الكبر: نقيض الصغر،
_وكبَّر الأمر: جعله كبيرًا،
_واستكبره: رآه كبيرًا.
قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ} [يوسف:31]
أي: أَعْظَمنه.
_والتكبير: التعظيم،
_والتكبُّر والاستكبار : التعظم،
_والكِبْر: الرفعة في الشرف،
● والكبرياء: المُلك،
كقوله تعالى :
{وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْض} [يونس:78]
●والكبرياء أيضًا: العَظَمة والتجبُّر.
والتاء التي في [المتكبِّر] ليست تاء التعاطي والتكلف كما يُقال فلان يتعظَّم وليس بعظيم ويتسخى وليس بسخي!
وإنما هي تاء التفرُّد والتخصُّص.
......... .......... ......
معنى [المتكبِّر - الكبير] في حقّ الله :
_قال قتادة:
(المتكبِّر) أي: تكبَّر عن كلِّ شرّ.
وقيل (المتكبر): هو الذي تكبَّر عن ظلم عباده، (وهو يرجع إلى الأوّل).
_قال الخطابي :-
هو المُتعالي عن صفات الخَلق،
ويقال: هو الذي يتكبَّر على عُتاةِ خَلقه إذا نازعوه العظمة.
_قال القرطبي:-
(المتكبِّر): الذي تكبَّر بربوبيته فلا شيء مثله.
وقيل:
(المتكبِّر) عن كلِّ سوء، المتعظِّم عمّا لا يليق به من صفات الحدث والذمّ.
وأصلُ الكبر والكبرياء الامتناع وقلّة الانقياد.
_قال عبدالله النسفي:
هو البليغ الكبرياء والعظمة.
■وأما ما قاله العلماء في معنى اسمه (الكبير) فإنه مُشابه لما ذكرنا من معنى (المتكبِّر)
_ قال ابن جرير:
الكبير) يعني العظيم الذي كلُّ شيءٍ دونه ولا شيءَ أعظم منه.
_وقال الخطابي:
(الكبير) هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن فصغر دون جلاله كلُّ كبير،
ويقال: هو الذي كبر عن شَبَه المخلوقين.
●وعلى هذا يكون معنى (المتكبر) و(الكبير):
1-الذي تكبَّر عن كلِّ سوءٍ وشرٍّ وظُلم.
2-الذي تكبَّر وتعالى عن صفات الخَلق فلا شيءَ مثله.
3-الذي كَبُرَ وعَظُمَ؛ فكلُّ شيءٍ دون جلاله صغير وحقير.
4-الذي له الكبرياء في السموات والأرض أي: السُّلطان والعظمة.
...... ............ ......
من آثار الإيمان باسمي [المتكبر - الكبير] :
_ إنّ الله أكبر من كل شيء،
_وأكبر من أن يُعرف كنهُ كبريائه وعظمته،
_وأكبر من أن نحيط به علمًا.
قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110]
فالله جلَّت عظمته أكبر من أن نعرف كيفية ذاته أو صفاته ولذلك نُهينا عن التفكر في الله؛
لأننا لن ندرك ذلك بعقولنا الصغيرة القاصرة المحدودة،
فقد قال -صل الله عليه وسلم :
"تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله-عز وجل ".
[رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني بمجموع طرقه]
_وقد وقع الفلاسفة في ذلك وحاولوا أن يدركوا كيفية وماهية ربهم بعقولهم
فتاهوا وضلّوا ضلالًا بعيدًا،
🔹ولم يجنوا سوى الحيرة والتخبط والتناقض فيما سطروه من الأقوال والمعتقدات.
● فمن أراد معرفة ربه وصفاته
فعليه بطريق الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنه أعلم الخلق بالله وصفاته،
فعليه أنزل الكتاب العزيز الذي لا تكاد الآية منه تخلو من صفة لله سبحانه سواء كانت ذاتية أو فعلية أو اسم من أسمائه الحسنى،
وعليه أيضا أنزلت السّنّة الشارحة والمفصّلة للكتاب،
فطريقه -صل الله عليه وسلم- هو الطريق الأسلم ومنهجه هو المنهج الأقوم،
فمن اتّبعه كان من الناجين،
ولذلك بيَّنَ في الحديث الصحيح أن الفرقة الناجية هي ما كان عليه هو وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين في المعتقد والعبادة والسلوك.
● إن التكبّر لا يليق إلا به -سبحانه وتعالى-،
_فصفة السيد: التكبّر والترفُّع،
_وأما العبد: فصِفَتهُ التذلّل والخشوع والخضوع.
وقد توعَّد الله -سبحانه- المتكبّرين بأشدِّ العذاب يوم القيامة،
قال تعالى :{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} [اﻷحقاف:20]
وقال تعالى: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:60]
واستكبارهم هذا: هو رفضهم الانقياد لله ولأوامره ورفضهم عبادة ربهم،
كما قال الله تعالى:
{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات:35].
فرفضوا الإذعان لكلمة التوحيد،
وقوله تعالى: {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِين} [الجاثية:31]
يبيّن أنهم رفضوا الحقّ الذي جاءت به الرسل وردوه ولم يقبلوه،
وقوله تعالي: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء:111]
يبيّن أنهم احتقروا أتباع الرسل لكونهم من ضَعَفة الناس وفقرائهم فلم يدخلوا في جماعتهم ولم يشاركوهم في الإيمان بما جاءت به الرسل.
وكان الكبر سببًا للطبع على قلوبهم فلم تَعُد تعرف معروفًا ولا تنكر مُنكرًا.
قال تعالى :{كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر:35]
فالحاصل أنَّ الكبر كان سببًا في هلاك الأمم السابقة،
بل كان السبب في هلاك إبليس وطَرْده من رحمة الله أنه أبى أن يسجد لآدم -عليه السلام- واستكبر على أمر ربه سبحانه،
قال تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين} [البقرة:34].
● امتلاءُ القلب بخُلُق التواضع لله -تعالى-؛
_بتوحيده وعبادته،
_والانقياد للحقّ الذي جاء في كتابه -سبحانه- وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-،
_ والتواضُع لعباد الله وعدم التكبّر عليهم،
_والبُعد عن ظلمهم وهضم حقوقهم.
قال صل الله عليه وسلم :
"الكبر بطر الحق وغمط الناس". [رواه مسلم].
وبقدر ما في القلب من تعظيم الله -تعالى- والإيمان بكبريائه وجلاله،
يكون التواضع للحقّ وترك احتقارِ الخَلق.
قال صل الله عليه وسلم :
"إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لايفخر أحد على أحد ولا يبغي أحدٌ على أحد" [رواه مسلم].
● الخوفُ من الله -عزّ وجلّ- والحياء منه،
مما يكن له الأثر في:
_المبادرة إلى طاعته فيما أمر به،
_ واجتناب ما عنه نهى وزجر،
_ والإخلاص له -سبحانه- في ذلك،
_ وتعظيم أمره،
_والانقياد لحُكمه.
اليقين بأنّه ما من مُتكبّر وطاغية إلا وسيقصمه الله -عزّ وجلّ- في الدنيا والآخرة؛
🔅قال الله تعالي :
{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَن اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ} [فصلت:15-16]،
وفي الآخرة:
يقول الله تعالي :
{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف:20]،
وقال الرسول صل الله عليه وسلم- :
"يُحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة أمثال الذّرِّ يطؤهُم الناس"
[رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الألباني]
وهذا يُثمر في "قلب المؤمن":
_عدم الاغترار بقوّة الكافر وجبروته؛
فإنّ الله -عزّ وجلّ- فوقهم وقاصمهم، إذا أخذ المؤمنون بأسباب النّصر وشروطه.
● واعلم -وفَّقك الله لمعرفته وحسن عبادته-:
_أنَّ كبرياء الله وعظمته وجلاله لا تُحيط بها العقول،
ولا تتصوّرها الأفهام،ولا تدركها الأبصار والأفكار،
_فالله أكبر وأعظم من ذلك كله
{مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:74].
_سبحانه لا إله إلا هو،لا نهاية لعظمته وقوّته وعلمه،
ولا نهاية لجلاله وجماله،ولا نهاية لمُلكه وسلطانه،
فإذ تكبَّر؛
_ فلأنّه يعلم أنّ له وحده الأسماء الحسنى، والصفات العُلى،
_ويعلم أنّه الكبير وحده لا شريك له،
_وأنه العظيم وحده،
_وأنه الخالق وحده،
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ* هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ* هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر:22-24].
●واعلم أن:
_حَمْدَ الله نفسَه، وإجلاله نفسه،
_وإكباره نفسه، وإعزازه نفسه،
_وإعلاءه نفسه، وتقديسه نفسه؛
كلُّ ذلك منه حقٌّ وصدقٌ وعدلٌ لا ريب فيه.
▪️هو العليُّ الكبير الذي مَلَك فرحم،
▪️وحَكَم فعدل،
▪️وقدر فقهر،
▪️وسُئِلَ فأعطى،
▪️وخَلَقَ فسوَّى، ورزق الخلائق،
▪️وفرَّج الكُرب، وأغاث من استغاث.
▪️قال الحقَّ وفَعَله،
▪️وتفضَّل به على عبادَه وحده،
▪️وصدَق وعدَه.
☆وما استَعبَدَ به خلقَه من ذلك؛
_فهو من إحسانه إليهم،
_ومَنِّهِ عليهم،
_ونعمةٌ أنعم بها عليهم،
فيجب عليهم شكرها، والقيام بحقها
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
[آل عمران:164].
● فالتعبد حقاً باسم الله الكبير يكون:
_ بالتَّصاغُر لكبريائه،
_والانكسارِ بين يديه،
_والمُسارعة إلى طاعته،
_ وعدم الاستكبار عن أوامره،
_ والحياء من معصيته،
●هذا في الباطن.
●وأما التعبُّد به في الظاهر فيكون:
_بتكبيره وتعظيمه،
_ وتوحيده وحَمده وتسبيحه،
_ وسجود الأعضاء له،
_وتمريغ الوجوه في التراب ذلًّا بين يديه،
_وذَرف الدموع حياءً وصغارًا وخشوعًا بين يديه،
_ومُجانبة كل مكروه إليه.
قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ الحج:٧٧ ] .
●واعلم أن مَنْ غَمَط الناس ازدراهم ،
ومن ازدراهم ردَّ الحقَّ على قائله،
و هذا أصل العصيان كلّه، وعذابه أشدّ العذاب!
قال تعالى : {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ } [ النحل:٨٨] .
فإيّاك أن تردَّ الحقَّ على قائله الذي أوصله إليك؛
فتكون فيك الصفات التي لعن الله إبليس من أجلها !
كما قال تعالي :
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:٣٤].
وعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -ﷺ- قال:
"لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ "،
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً،
قَال -صل الله عليه وسلم-:
"إِنَّ الله جَمِيلٌ يحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ" [أخرجه مسلم].
وإيّاك أن تنظر إلى أحد من خلق الله بعين الاستكبار والاستصغار والاستهزاء والاحتقار،
_فذلك فسق وظلم يجب التوبة منه؛
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [ الحجرات:١١] .
_وعليك بالتواضع والإحسان،
_ واحذر الفخر والعُجب والبطر،
_ وجانِب الكبر كله وما تولَّد منه؛
تسلم وتغنم وتؤجر.
..... ......... .........
● تعلَّمنا.... ■ فما الأثر
تعلمنا أنَّ (الكبير) من أسماء الله الحسنى.
الأثر:كبِّر ربك الكبير؛
قال تعالى: {وَرَبَّك فكبِّر} [المدثر:3]
_كُن كبيرًا بمعرفة ربّك الكبير حقَّ المعرفة،
_كُن كبيرًا بتكميل إيمانك و دعوة غيرك .
_صاحِب مَن هو أكبر منك علمًا وأدبًا وحكمةً.
● تعلَّمنا أنَّ (الكبير):
هو العظيم، وهو الموصوف بالجلال وكبر الشّأن،
فَصَغُرَ دون جلاله كلُّ كبير،
■ الأثر:
_اشغل قلبَك بحبِّ الله وتعظيمه وتكبيره،
_ألزِم نفسَك التصاغُر والتذلُّل لله وحده،
_استصغر شأن الدنيا ولا تُعَظِّمها،
_ارضَ بما يأتيك منها قليلًا كان أو كثيرًا.
●تعلَّمنا أنَّ صفة الكبرياء لله من أعظم الصفات؛
ولهذا كان الكبرياء رداءَه -جلَّ جلاله-
■الأثر:
_تيقَّن بأنَّ لله من كلِّ الصفات أعظمها وأكبرها،
_تيقَّن بأنَّه لا أحد يستحقُّ التكبير والتعظيم غير الله،
_فتِّش في قلبك وسَلْ نفسَك:
مَن العظيم في قلبك حقا ؟؟؟
(عليك بالتَّخلية قبل التَّحلية).
● تعلَّمنا أنَّ (اللّه أكبر) رمز التعظيم؛
ولهذا كان شعارًا للعبادات الكبار؛ فالله أكبر من كل شيء.
■الأثر:
_فتِّش عن همومك فالله أكبر
_فتّش عن مخاوفك فالله أكبر
_اعرِف همومك من انشغالاتك.
_اجعل همَّك هو رضا الله والدار الآخرة.
قل (الله أكبر) في الصَّلاة والآذان والحج والعمرة وغيرها..
⇦اعتقادًا ⇦وعملًا ⇦واستحضارًا.
○استفتح صلاتك بقولك:
"الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا".
● وأخيرًا:
_ فالله هو الكبير
فتصاغَر له ذلًّا وانكسارًا.
_ والله أكبر
فاستصغر الدنيا وهمومها.
_ ارتقِ بهمومك من الدنيا
إلى الآخرة.