شهادة أن لا إله إلا الله

الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله 
شرح لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب 

قول الله تعالى :" قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين "
⁩هذه الآية جمعت بين آداب وأصول الدعوة إلى الله التي لابد لكل من يدعو إلى الله عز وجل أن يعلمها وأن يطبقها في دعوته 

(قل هذه سبيلي )
⁩الله ذكر في ذلك أن السبيل إليه واحد ، وهو سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم ، لان طريق الحق واحد لا تفرقة فيه ، ولا اختلاف بخلاف سبل الباطل فإنها كثيرة جدا ومتنوعة وعلى رأس كل منها شيطان يدعو إليه ، ويقود أتباعه في طريقه إلى النار 
فيجب على كل من يدعو إلى الله أن يعلموا أن لهم طريقا واحدا وهو طريق المنهج النبوي الصحيح وهو الإسلام الحق الذي بعث به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه الصحابة والسلف الذين تميز طريقهم عن البعد عن البدع والضلالة التي كثرت وافترقت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الفرقة الناجية وهي الجماعة 

وكما قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجز وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"
⁦⁩فهذه الأحاديث ذكرت أنه سوف تتعدد السبل  وسيكون هناك تفرقة وتباعد بين الناس وأنه لن ينجو ممن يدعون إلا من كان على طريق الحق فقط وعلى طريق مرضاة الله عز وجل وعلى منهج أهل السنة والجماعة في كل قطر من الأقطار 
هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أمة واحدة وطائفة واحدة متعاونين على البر والتقوى كما أمرهم الله عز وجل 
⁩لكن اليوم نجد الفرقة بين المسلمين ، والفرقة تجيئ من الاختلاف في المنهج فحينما يختلف من يدعون في اتباع المنهج فمن المستحيل أن يجتمعوا على كلمة واحدة 
⁩اما لو كان  الدعاة على منهج صحيح وكلهم يدعون إلى نفس هذا  المنهج تجمعوا ولو كان لكل جماعة اسم منفرد به وحده لأنهم جمعهم المنهج الصحيح والفهم الصحيح لدين الله عز وجل 
⁩فالله ذكر أنه سيكون هناك تفرقة وهذه من السنن الكونية 

ولكنه أمرنا بسنة شرعية فأمرنا بالاجتماع ولكن هذا الاجتماع لابد ان يكون كما يرضي الله 

( أدعو إلى الله) ⁦
هذه الآية فيها أصل مهم جدا 
لان فيها نسبة الدعوة إلى الله وهذا دليل على انها من أشرف الاعمال
لابد أن نعلم انه لا يتحقق هذا الانتساب إلى الدعوة إلا أن تكون دعوتك ربانية ، ولن تكون ربانية إلا بأصول 
فتكون:_
⁩ ربانية في أصلها ومصدرها فيكون مرجعها الوحي المنزل من عند الله كتابا وسنة ، ويكون فيها نقاء الأصل ونقاء الثمر وصحته
كما قال الله عز وجل :
"اتبع ما أوحي إليك من ربك"
⁩ر⁦بانية في طريقتها ومنهجها فتكون ربانية المنهج والطريق والوسائل ، وتكون ربانية على منهج الأنبياء
ربانية في غايتها ومقصدها ، فالغاية في الاسلام لا تبرر الوسيلة ، بل الوسيلة من عند الله ، وكذلك الغاية إليه وحده 
وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء تبين ذلك :
⁦⁩ولابد أن نعلم أن منهج النبي صلى الله عليه وسلم ودعوة الأنبياء قبله يراعى فيها موازين المصالح والمفاسد والقواعد الشرعية حتى لا تختلط الأمور وتلتبس الأحوال
⁦⁩⁦ولابد أن تكون الدعوة ربانية الغاية والمقصد ولابد أن تكون ابتغاء وجه الله والدار الآخرة لا غير ذلك
ويكون المقصد رضا الله وإعلاء كلمة الله لا لأخذ النفوذ والوصول لأمر معين 

فلابد أن نعلم أن كل دعوة لا تؤدي إلى إعلاء كلمة الله
فهي ليست دعوة صحيحة 

⁦⁩فمن كانت دعوته تؤدي إلى زيادة المنكرات فاعلم أن فيها خطأ وأنها ليست ربانية 
فيجب لكي تكون دعوته ربانية صحيحة أن يكون فيها درجات تغيير المنكر فإما أن تزيل المنكر كلية أو تقلله او تزيل بعضه 

يقول الله تعالى:
" الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور "
⁩فلابد أن نعلم انه لا يتحقق التمكين الا إذا اتبعنا الوسائل والأسباب الربانية التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وفي دعوته 
⁩ونعلم أن من يدعو إلى الله لابد ان يكون حاله ثابت في علاقته مع الله في كل أحواله في الفقر والغنى ، التمكين والضعف ، وفي حالة الظلم والسجن  أو حتى يكون ملكا ممكنا على رؤوس الناس 
فتجد حاله واحد وفي كل هذه الأحوال يتجه إلى الله ويلجأ إليه ، ولا يترك الدعوة والطريق الصحيح إلى الله عز وجل ، وعنده ثوابت لا يتنازل عنها ويتعامل بقواعد الشرع 
⁦⁩فهذا مما نستفيده من هذه الآية ⁦:
_⁩الثبات على الأصول الأصيلة في الدين وعدم التنازل عنها
_⁩وأيضا الشمولية والاتساع ونعلم أن هذا الدين دين شامل ولا ينحصر في جانب واحد 
_⁩وأن من يدعو إلى الله لابد أن يجمع بين العلم والعمل والسلوك والخلق 
ومن لا يطبق علمه عملا وسلوكا وخلقا فمنهجه خاطئ
وان يكون الذي يطبقه على نفسه يطبقه على الآخرين 
وان يتكلم بعلم ويكون مطبقا لما يعلمه للناس 

يقول الله تعالى:
" إن هو إلا ذكر العالمين " 
⁩فايضا من صفات الدعوة انها عالمية ليست منحصرة في بلد او قبيلة او شعب فهي دعوة الإنس والجن إلى يوم القيامة 
⁩ولابد لمن يدعو ان يكون عنده واقعية فلا يعيش في الخيال ، ويتعامل مع الواقع والمتاح ، ويسعى لتحقيق المأمول بالمتاح 
فكل مسلم يدعو إلى الله حسب علمه وقدرته ، وان لم يجد من يدعوه سوى نفسه فليدعها إلى الله

قال تعالى:" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون "

وقال النبي صل الله عليه وسلم:
" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "
⁩فالدعوة إلي الله فرض كفاية  إذا قامت به طائفة من الأمة حتى يوجد المعروف ويزول المنكر سقط الحرج عن الباقين وإلا أثم كل قادر 
وليس كما يظن بعض الناس أنه يسقط عن الكل إذا قام به البعض حتى لو لم يقيم الواجب الذي يسقط به
⁩فيجب لكي يسقط الاثم يجب أن يكون الواجب قد أقيم
اما إن لم يقم بعد فيأثم كل مستطيع ومقصر
⁩وحينما نتكلم عن وجوب الدعوة لابد أن نعلم أن مشاركة الجميع في الدعوة ليس لحاجة الدعوة إليهم  
بل لأننا من يحتاج إلى الدعوة 
ودين الله ماض بنا وبغيرنا ، ودين الله ينصر بالبر والفاجر 
ومن يدعو إلى الله هو من يفوز بذلك

يقول الله تعالى:" وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "
فكيف لبعض الدعاة أن يظن أن الدعوة ستتوقف من غيره؟!
بل إنها ماضية ودين الله سينصر 
فلابد أن نعلم أن من قصر في الدعوة إلى الله فهو الخاسر الوحيد ، ودين الله ليس بخاسر 

( على بصيرة ) ⁦
البصيرة اهم أسس الدعوة إلى الله ، لان الدعوة بالجهل تضر أكثر مما تنفع 
والبصيرة للقلب كالبصر بالنسبة للعين
وبها يفرق المؤمن بين الحق والباطل ، والسنة والبدعة ، والمصلحة والمفسدة 

⁦⁩فمقام الدعوة مقام خطر تزل فيه الاقدام ، ويضل فيه أقوام ، والانحراف فيه يمتد خطره لأجيال ويتحمل صاحبه اوزارا
⁩ولذلك كان تحصيل البصيرة واجب ومن الفرائض على الناس عموما والدعاة خصوصا لأن قرارهم يتوقف عليه مصير أمتهم 

(انا ومن اتبعني)⁦
⁩يدعو إليه على بصيرة أيضا 
او بمعنى آخر :⁩ انا ومن تبعني أيضا على بصيرة
وكلا المعنيين صحيح 

( وسبحان الله ) ⁦
سبحان الله تنبه على أن التوحيد تنزيه لله عن المسبة  فالشرك مسبة لله عز وجل
فأصل الدعوة تنزيه الله عن الشرك وتعظيم له أن يكون له شريك في ملكه او معبود سواه في سلطانه ، وتنزيهه عن الشريك و الند والصاحبة والولد والمثيل والشبيه وكل صفات النقص
وفيه تنبيه على أساس الدعوة 
فاساس الدعوة التوحيد وهو اول واجب على المكلف وأول واجب في الدعوة وسنحاسب عليه يوم القيامة
فهذا رد ودليل قوي لمن يقول إن المهم هو الصلاة والصوم وتصحيح عقائد الناس وتحذيرهم من شركيات لا يعلمها كثير من الناس ليس مهم 
فمن ير ان التوحيد ليس مهم فاعلم أن دعوته فاشلة 

( وما أنا من المشركين )
 تنبه على الإخلاص 
لأن كثيرا من الناس لو دعا إلى الله فهو يدعو إلى نفسه اي تكون نيته ليست خالصة لله ويغضب لنفسه 
⁩فالله نبه في هذه الآية على أن الدعوة تكون لله
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب لله إذا تعدى أحد حدا من حدود الله ولا يغضب لنفسه.
         
......         .......        ......

أسباب تحصيل البصيرة ؟!

١_ صدق الإيمان بالله ورسوله 
يقول الله تعالى :
" أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها "
فهذه الايه تفرق بين المؤمن والكافر

٢_ العلم النافع 
فالذي ليس عنده علم ليست عنده بصيرة في الدعوة إلى الله عز وجل
كلما زاد العلم زادت بصيرة العبد وكلما زاد صدقه وإخلاصه في طلب العلم زادت بصيرته واتضحت له
يقول الله تعالى:" قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " 
ويقول :" إنما يخشي الله من عباده العلماء "

٣_ العمل بالعلم
من عمل بما علم رزقه الله علم ما لم يعلم 
⁦⁩وحقيقة التقوى أن نعمل بطاعة الله على نور من الله نرجو ثواب الله
والتقوى تقود إلى البصيرة  
قال تعالى :" واتقوا الله ويعلمكم الله" 

٤_ صدق اتباع السنة ظاهرا وباطنا 
لان هذا تحقيق الإيمان برسوله 
يقول الله تعالى:"يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم "

٥_كثرة تلاوة القرآن وتدبره وحفظه 
⁦⁩ويجب أن تكوني عالمة بأصول الدين وقواعده وعالمة بالعقيدة الصحيحة لكي يحصل الفهم الصحيح للآيات 
ولذلك كان الصحابة يقولون في الحديث
"كنا فتيانا جزاورة فتعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا"
فلا يكون الانسان لا علم له بالعقيدة والفقه ووو
ثم يدخل في دورات تدبر
⁦⁩فمن شروط التدبر معرفة أصول الدين ، وأيضا ان يكون قد تعرض قبله لعلم التفسير الصحيح ومعنى الآية الحقيقي

▪فمثلا من تقول لا اريد ارتداء الحجاب  وتريد بعد ذلك تدبر القران
فكيف تتدبر القران وهي لا تعلم ولا تؤمن ان ما تفعله من تركها للحجاب أو تفريطها في الصلاة أو غيرها   معاصي وكبائر 
⁦⁩وليس فقط تلاوة القرآن وتدبره وأيضا حفظه وتعاهده والاستدلال به والعمل به
فبحسب نصيبك من القرآن يكون نصيبك من النور 
قال تعالى:" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم "

٦_ كثرة العبادة وخاصة الصلاة وإطالة السجود
قال تعالى :" واسجد واقترب "
⁦⁩فكلما اقترب العبد من ربه رأي الأمور على حقيقتها وقدرها حق قدرها ووزنها بميزان الحق 
وكلما أخلد إلى الأرض ولم يرتفع واتبع هواه التبس عليه الحق بالباطل وترك الحق 
⁦⁩وهنا:
 أمر مهم العبادة وحدها لا تنفع بدون علم وعمل وحسن اتباع للنبي والمنهج الصحيح فلا تؤدي إلى بصيرة 
مثل بعض الدعاة والصوفية ممن يقولون اهتم بنفسك وعلاقتك مع ربك وصم وصلي فقط وليس لك علاقة بغيرك فهذا ليس من البصيرة 
فلا تأتي البصيرة إلا بعلم وعمل وعبادة متوازيين مع بعضهم

٧_ الصدق والصبر ومنه الصوم
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
" الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء
فإذا اشتبهت عليك الأمور فافزعي إلى الصلاة 
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة فكان يكثر من الصلاة والصدقة 
وعليك أيضا بالصوم فإنه نصف الصبر  
⁦⁩ولكن انتبهي فبعض الناس إذا كان في مشكلة  يصلي فقط ويستفتي قلبه دون الرجوع لأهل العلم ومعرفة الحكم الشرعي 
فاستفتاء القلب يكون بعد علمك بالحكم 

٨_ غض البصر وحفظ الفرج وتجنب الاختلاط المحرم
فإن أثر هذه المعاصي خصوصا في عمل قلب معلوم لدى أهل العلم خطير
الم نر كيف كان قوم لوط قد حان عذابهم وقال الله عنهم " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " 
⁦⁩ولابد أن نتأمل في أحكام الله تعالى في غص البصر وحفظ الفرج وعاقبة الزنا وآداب الاستئذان والأخذ بالحجاب وترك الاختلاط والأمر بالزواج والعفة والنهي عن البغاء وغيرها من الأمور فهذا كله من أسباب تحصيل البصيرة 
ومن كانت عنده هذه المعاصي تقل بصيرته أو تنعدم 

⁩وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم لنا بعث معاذا إلى اليمن ، قال له :
" إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم ، فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" 
⁩لابد أن نعلم أن أهم الأشياء المتعلقة بالولاء والبراء 
ابعاد المسلم عن المشركين لكي لا يصير منهم ولو لم يشرك
فكثير ممن عندهم جهل بالدين عندما يعيشون في بيئة أغلبها نصارى تجدهم يتصرفون مثلهم ، والعكس صحيح قد يتأثر نصراني بالمسلمين عندما يعيش في بيئة أغلبها مسلمين ولكن هذا لا يجعله مسلما إلا إذا شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
⁩هذا الحديث فيه دليل على ؟!
_ أن التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله وترك عبادة ما سواه هو أول واجب واول ما يدعو إليه الرسل واول مايؤمر به الخلق شهادة الا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، فبذلك يصير الكافر مسلما ، والعدو وليا ، والمباح دمه معصوما 

_ وأيضا فيه دليل على أن الذي يدعي أنه على علم بالكتاب ويدعي الإيمان بالله وتوحيده ولا يعمل بذلك يجب أولا أن يدعى إلى تحقيق التوحيد والالتزام به
فاهل اليمن كانوا نصارى ويعرفون أن الله واحد  
لكن معرفة لا تؤدي إلى الإيمان بالله فعوملوا معاملة من لا يعلم ولذلك بعث النبي معاذا إليهم 
فالنصارى حاليا يعلمون أننا نؤمن بالله ولكن معرفتهم لم تؤدي بهم للإسلام 
فلذلك يعاملون في الدعوة كالجاهل الذي لا يعلم فيدعون إلى دين الله عز وجل 
_ أيضا يؤخذ من هذا الحديث ان الصلاة اول واجب بعد الشهادتين 
وهذا يعلمنا الترتيب في الدعوة

▪مثال :
امرأة لا تلبس الحجاب وتتنمص ولا تصلي أو تصلي لكنها تذهب للقبور والأضرحة 
فأول ما يجب أن ندعوها إليه هو عدم اللجوء إلى أصحاب القبور فهذا من التوحيد فيجب أولا تصحيح العقيدة ثم نتكلم في مسألة الصلاة ثم نتكلم في مسألة الحجاب لأنها معصية 
_⁩ثم التنبيه على أن الزكاة واجبة وأنها اوجب الاركان بعد الصلاة

_فهذا الحديث فيه تنبيه على أن التعلم يكون بالتدريج 
فأتكلم عن الاهم فالمهم
_⁩وأيضا يؤخذ من هذا الحديث بعثُ الدعاة إلى الله ونشرهم إلى الاقطار وسفرهم من أجل الدعوة 
فلابد لكل من يستطيع أن ينتشر ويسافر الذهاب إلى كل مكان يحتاج للدعوة إلى الله
_⁩فنتعلم ان الدعوة يؤتى لها فالدعاة لابد أن يذهبوا الى الناس ويعلموهم كل على قدر استطاعته
_⁩نتعلم أيضا قبول الخبر في العلم والعمل 
لأن الرسول لما أرسل معاذا إلى اليمن وأمرهم ان يدعوهم للإيمان علما وعملا كان قد علَّمه اولا
فهذا فيه جواز ان يقبل منه ما تعلَّم ويعلمه لغيره
_أيضا في هذا الحديث العظيم تحذير من الظلم حينما قال له : ( واتق دعوة المظلوم )
_⁩أيضا فيه الاقتصار بالحكم بإسلام الكافر إذا أقر بالشهادتين وذلك حينما قال له :
 (وادعهم  إلى عبادة الله فإن هم أطاعوك لذلك فإياك ومرائم أموالهم ) 
فهذا يعني ثبوت الإسلام لمجرد النطق بالشهادة
ونستفيد من حادثة أسامة بن زيد خطأه عندما قتل واحدا  نطق وشهد  ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل قتله  فلما سأله الرسول لماذا فعل ذلك فقال له أسامة  :
"لقد قالها خوفا من السيف " فقال له الرسول :
" أشققت عن قلبه ؟!"
فنتعلم من هذا أن قبول الشهادة يكون بظاهر القول ولا يعلم ما في القلوب الا الله 
_⁩ونتذكر فضل الهداية حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب:
" لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم "
وحمر النعم ⁦هي الإبل الحمراء وكانت هي أنفس وأغلى الأموال على عهد رسول الله لذلك ضرب بها المثل 
_وقد ذكر النبي صل الله عليه وسلم فضل الدعوة في حديث آخر عندما قال :
"من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا "
فكل من علَّم الدعوة لغيره إلى أن انتشرت في كل مكان كان ذلك في ميزان حسناته إلى يوم القيامة
_⁩أيضا يؤخذ من هذا الحديث مشروعية الدعوة قبل القتال 
فالمسلمون إذا دخلوا بلدا لا يعرف أهلها شيئا عن الإسلام ولم يسمعوا عنه ولم تبلغهم دعوة الإسلام فلا يجوز قتالهم و وجب عليهم أولا دعوتهم إليه قبل القتال ،  أما إذا بلغتهم الدعوة قبل ذلك فلهم أن يبدءوا بالقتال ولكن يستحب دعوتهم مرة أخرى للإسلام 
وإن طلبوا مهلة ليسألوا أكثر عن الإسلام فيعطوا هذه المهلة.
      

⁩عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال يوم خيبر :
" لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه
 " فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم بعطاها ، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطاها فقال :
" أين علي بن أبي طالب ؟ " فقيل : هو يشتكي عينيه ، فأرسلوا إليه فأتي به ، فبصق في عينيه ، ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية فقال : " تنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم" 
_⁩فهذا الحديث فيه فضل الدعوة إلى الله
_⁩وفيه التمهل والرفق في الدعوة وترك العجلة  ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" انفذ على رسلك " اي على رفق من غير عجلة 
وهذا يعلمنا أن الدعوة إلى الله تحتاج إلى صبر. 
فربما تجد نتيجة دعوتك الان او بعد زمن ور بما لا تراها ويراها من بعدك .
_⁩وأيضا هذا الحديث ذكر فيه معجزة من معجزات النبي حينما بصق على عين علي بن ابي طالب فشفي رضي الله عنه
_⁩أيضا فيه قبول خبر الواحد في العلم والعمل ما دام عدلا صادقا عالما بدين الله وكان علي بن ابي طالب واحدا ممن بلَّغ عن النبي صلى الله عليه وسلم
_⁩ايضا فيه حرص الصحابة على أن يكونوا من أصحاب هذا الفضل  

.........        .......     ......     

اختصار لمسائل الباب لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب :

١_الدعوة إلى الله طريق من اتبعه صلى الله عليه وسلم

٢_التنبيه على الاخلاص لأن كثيرا ممن دعا إلى الحق هو يدعو إلى نفسه

٣_أن البصيرة من الفرائض 

٤_من دلائل حسن التوحيد كونه تنزيه لله عن المسبة

٥_أن من قبح الشرك كونه مسبة

٦_وهي من أهمها  ابعاد المسلم عن المشركين لئلا يصير منهم ، ولو لم يشرك

٧_كون التوحيد اول واجب

٨_أنه يبدأ به قبل كل شيئ حتى الصلاة

٩_أن معنى (أن يوحدوا الله ) معنى شهادة أن لا إله إلا الله وتحقيقها قولا باللسان واعتقادا بالقلب وعملا بالجوارح 

١٠_ ان الانسان قد يكون من أهل الكتاب وهو لا يعرفها أو يعرفها ولا يعمل بها 

١١_ التنبيه على التعليم بالتدريج

١٢_البداءة بالأهم فالمهم

١٣_ مصرف الزكاة وأنها من أوجب الواجبات بعد الصلاة

١٤_كشف العالم الشبهة عن المتعلم 

١٥_ النهي عن كرائم الأموال 
وهي المال الزائد عن الصدقة أو الزكاة فلا يجوز مثلا أن يأخذ الإنسان الذي يجمع أموال الزكاة شيئا له زائدا عن هذه الأموال فهو يعمل لله فقط
ولذلك كان هناك صحابي كلفه الرسول بجمع الزكاة فأعطاه الناس هدايا على ذلك فقال هذه هدايا اعطيت لي وهذه زكاة فقال الرسول هي ليست لك

١٦_ اتقاء دعوة المظلوم

١٧_ الإخبار بأنها لا تحجب

٢٨_ من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء

١٩_ قوله "لأعطين الراية"إلخ :علم من اعلام النبوة
فالنبي علم ما في قلب علي من أنه يحب الله ورسوله عن طريق الوحي 

٢٠_تفله في عينه أيضا علم من إعلامها ، ومعجزة من معجزاتها 

٢١_فضيلة علي رضي الله عنه

٢٢_ فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح

٢٣_الإيمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعَ لها ومنعها عمن سعى  ، 
فسيدنا علي لم يسع ليحصل على الراية ولكن الله رزقه بها 
ولكن يؤخذ من جمع الأحاديث الأخرى الاخذ بالاسباب والسعي مع اللجوء إلى الله

٢٤_ الأدب في قوله " على رسلك " اي التؤدة في الدعوة إلى الله

٢٥_ الدعوة إلى الإسلام قبل القتال

٢٦_ أنه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقوتلوا

٢٧_ الدعوة بالحكمة لقوله :
" أخبرهم بما يجب عليهم "

٢٨_المعرفة بحق الله في الإسلام وما الصلاة  وماالزكاة وغيرها

٢٩_ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد

٣٠_الحلف على الفتيا

تعليقات