عداوة الشيطان للأنسان ومنعة من الرقية

 عداوة الشيطان للإنسان:

_لما امتنع إبليس من السجود لآدم طرده الله من السماء وحقت عليه لعنة الله إلى يوم القيامة فقال الله له : ( فاخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) ص/77-78 .

_ثم سأل الله أن ينظره إلى البعث فأنظره الله :
 ( قال أنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك من المنظرين ) الأعراف/14-15 .

_فلما أمِنَ إبليس من الهلاك تمرد وطغى وعاند :
 ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) الأعراف/16-17 .

_ولما قال إبليس ذلك قال الله له :
 ( اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً ، واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعِدهم , وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ، إن عبادي ليس لك عليهم سلطان , وكفى بربك وكيلاً ) الإسراء/62-64 .

_ومن هنا أعلن الشيطان عن خبث عداوته لبني آدم فبدأ يزين لهم المعاصي ويغريهم بالمحرمات والخبائث ويأمرهم بالسوء والفحشاء فانخدع بذلك أكثر الناس , ووقعوا في تلك المعاصي والمحرمات :
 ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين ) سبأ/20 .

_وكل ما يقع بين بني آدم من الكفر والقتل والعداوة والبغضاء وانتشار الفواحش والزنا , وتبرج النساء وشرب الخمور وعبادة الأصنام واقتراف الكبائر فذلك كله من عمل الشيطان ليصد عن سبيل الله ويفسد الناس ويجرهم معه إلى نار جهنم : 
( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) المائدة/90-91 .

_وقد حذرنا الله من السير خلف الشيطان واتباع خطواته فقال : 
( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) النور/21 .

_وإذا أعرض الإنسان عن الله تولاه الشيطان وجره إلى الفساد والطغيان : 
( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً ) مريم/83 .

_وكل من أعرض عن الله وسار خلف الشيطان فإنما يهلك نفسه وخسر ديناه و آخرته :
 ( ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً ) النساء/119 .

_وقد سلك الشيطان طرقاً عجيبة في الإغواء فأفسد كثيراً من الناس وزين لهم سوء أعمالهم فأوردهم جهنم وبئس المصير : 
( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ، أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً ) النساء/120 - 121 .

_ وعداوة الشيطان لآدم وذريته قديمة فقد أسكن الله آدم وزوجته في الجنة فجاء الشيطان إلى آدم وزين له المعصية فأطاعه آدم يظنه صادقاً فعصى آدم ربه وأخرج من الجنة ثم تاب الله عليه وقد حذرنا الله من طاعة الشيطان فقال : 
( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ) الأعراف/27 .

_ولما كانت عداوة الشيطان للإنسان ظاهرة بينة أمرنا الله بالحذر منه , وإعلان الحرب عليه ونصب العداوة له فقال : 
( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) فاطر/6 .

_وقد أرشدنا الله إلى أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كلما هممنا بمعصية فقال :
 ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) فصلت/36 .

_وفي يوم القيامة يوم الصدق والعدل يعترف الشيطان بجريمته فيعلن أمام الخلائق أن الله صادق وأنه كاذب وأنه لا لوم عليه وإنما الملامة على من اتبعه فيندم كل من اتبعه ولكن حينذاك لا ينفع الندم :
 ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) إبراهيم/22 .

....      .......      ......

● طرق الشيطان في صرف المرضى عن العلاج بالقرآن :
 
_أغلب من يصاب بمرض روحي يحتاج الى من يشجعه ويعينه على الرقية والعلاج ، فإن العارض يخطط ويعمل على صرف المريض عن الرقية والعلاج بكل الطرق والسبل ، وإن مصاحبة هؤلاء المرضى والصبر على تصرفاتهم يحتاج الى إنسان حليم صبور له علم ودراية في تلبيس الشياطين. 

_وان بعض من الناس يعانون من أعراض المس والسحر في اليقظة والمنام ، وتلاحظ أن تصرفات هؤلاء غير طبيعية أو أنهم يعانون من أمراض نفسيه مزمنة بل وربما أمراض عضويه لا يعلم لها سبب منطقي ، وحقيقة أمرهم أنهم مصابون بمس أو عين أو سحر ، ولكن الشياطين لا تريد لهم الخير أبدا ، فالشيطان يستهوي الإنسان ويستميله ويستخف بفكره وعقله ويبعده عن كل خير وعن كل ما فيه صلاح دينه ودنياه . 
.....   .......
●فتسعى الشياطين جاهدة بالمكر والخديعة حتى تصرفهم عن الاستشفاء بالرقى الشرعية ، وذلك ببعض الطرق التالية :

1_من الطرق التي تعمد لها الشياطين لصرف المريض عن الرقية ، الإيحاء للمصاب بأنه مصاب بحالة نفسية ، أو أنه طبيعي لا يعاني من مرض .

2_يُقنع العارض المريض برأي من ينكر تلبس الجن للإنس لا سيما إذا كان يتابع ما تنشره الصحف والإذاعة من حوارات ومناقشات حول الموضوع ذاته .

3_ العارض يوحي له بأن مرضه يمكن علاجه عند الأطباء ، فيقنعونه بأنه مصاب بحالة نفسية أو مرض عضوي لكي يترك الرقية ، ( والحل !
 هو وصاية المريض النفسي والعضوي بعلاج يشمل الدواء الحسي والرقية بالقرآن )

4 _توحي الشياطين للمريض أن الرقية لا تنفع إلا لمن يعاني من الجنون ، فيخشى أن يذهب لمن يرقيه فيُعير ويلقب بالمجنون .

5_ توسوس الشياطين للمريض بأنها من ملوك الجان أو من عفاريت الشياطين أو من كبار مردتهم ، وتجدها تضحك أو تغني في صدر المريض وقت الرقية حتى تثبت له أنها لا تتأثر ( أو في أحلامه ) ، فيجعلون المريض يشعر بحالة إحباط ويأس وقنوط. 

- حتى أني سمعت أحد المرضى يقول :
 ما أظن أن لمرضي هذا علاج وما أظن أن أشفى من هذا المرض أبداً ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إلا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ . رواه أحمد في المسند.

- وعند مسلم عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله أن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَال: 
لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

6 _ومن طرق صرف الشيطان ، الإيحاء للمريض بأن العارض نادم ويريد التوبة والإسلام ، فيصدق المريض الجان فينقطع عن العلاج والرقية على أمل أن يفي ذلك الشيطان بكلامه ، حتى أن أحد المرضى كان يحضر الجان عليه فيغيبه عن الوعي ، وعندما ينصرف عنه الجان يجد نفسه في مقر العلاج بالرقية عند أحد الرقاة ، أو في محاضرة في أحد المساجد ، ويفعل الشيطان هذه الأمور من باب التلبيس حتى يصدقه ، وكان يخبرني الشيطان على لسان المريض بأنه يذهب به إلى أقل الرقاة تأثيراً عليه ، ويقول لقد نجحت فعلا في صرفه عن الرقية والعلاج بهذه الطريقة .

7 _ بعض الشياطين تأتي بالمريض إلى مقرات الرقية الشرعية حتى توهم المريض بأنها لا تتأثر من القرآن وأنها أقوى من أن يؤثر فيها كلام الله تعالى ، وما هي إلا جلسات معدودات ثم تنطلي اللعبة على المريض فيتوقف عن العلاج .

8 _بعض الشياطين توسوس للمريض أن تركه للرقية سيجعله يرتاح ولن تؤذيه بل وتيسر له سبل المنكرات التي يهواها المريض نفسه .
 
9 _ ومن الشياطين من تجعل المريض في حرج وضيق عندما يتحدث الى الراقي أو ينوي الذهاب إليه.

10_ ومن التلبيس على المريض أنه عندما يشعر بالتعب مع الرقية لا يخطر بباله أن ذلك آثر احتراق العارض .. 
وأن الشعور بالعدوانية هو شعور العارض تجاه الرقية .. والشعور بالخوف من الموت هو شعور العارض وهو على مشارف الهلاك.

11_ ومن طرق صرف الشياطين : 
تركيب رموز الأحلام بما يوحي للمريض أن شفاءه ليس عن طريق الرقية أو أن شفاءه مربوط بشخص ما أو شرط صعب التحقق ( لتثبيط المريض أو ليترك بذل الأسباب أو ليتعلق قلبه بغير الله ) .

* فنقول للمرضى :
 إيمانك بوعد الله وحسن ظنك بالله ، وأن القرآن شفاء ، وتعلقك بالله - وحده لا شريك له - يجب أن يكون أعظم من اعتقادك بالأحلام ويمليه الشيطان .

12_ وطرق صرف الشياطين :
 يوسوس العارض للمريض بأنه سيرى شيئاً مخيفاً أو سيفقد الوعي أو سيتحدث على لسانه إن هو رقى نفسه..

تعليقات