عن ﺣﺒﺎﻥ ﺑﻦ ﻭاﺳﻊ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺥ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ:
ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺪﻝ ﺻﻔﻮﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ، ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻗﺪﺡ ﻳﻌﺪﻝ ﺑﻪ اﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻤﺮ ﺑﺴﻮاﺩ ﺑﻦ ﻏﺰﻳﺔ - ﺣﻠﻴﻒ ﺑﻨﻲ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ اﻟﻨﺠﺎﺭ - ﻭﻫﻮ بارز ﻣﻦ اﻟﺼﻒ، ﻓﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﺡ، ﻭﻗﺎﻝ:
" اﺳﺘﻮ ﻳﺎ ﺳﻮاﺩ "،
ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ! ﺃﻭﺟﻌﺘﻨﻲ ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺜﻚ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭاﻟﻌﺪﻝ، ﻓﺄﻗﺪﻧﻲ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺸﻒ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺑﻄﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: " اﺳﺘﻘﺪ "،
ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻋﺘﻨﻘﻪ ﻓﻘﺒﻞ ﺑﻄﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:
" ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻳﺎ ﺳﻮاﺩ؟ " ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ! ﺣﻀﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ، ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ اﻟﻌﻬﺪ ﺑﻚ: ﺃﻥ ﻳﻤﺲ ﺟﻠﺪﻱ ﺟﻠﺪﻙ! ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺨﻴﺮ .
رواه ابن اسحاق في السيرة وغيره وصححة العلامة الألباني
أبيات شعرية :
أروي لكم عن قصةٍ للمصطفى
إذ قام يوما في الجهاد منظماً
رصّ الصفوف كما الصلاةُ تصفُّهم
فـكـأنهـم بنـيان سـدٍّ أُحـكـما
وتجوّل المختار بين صفوفهم
فإذا بـشخـصٍ بـينـهـم مُتقدما
قد غيَّر الصفَ القويمَ خروجُه
نظـر الرسـولُ إليه ثـمّ تبسما
وبعود غصن للصفوف أعاده
وٱعـاد للـصـف القويـم تقوُّما
قال الفتى في رقةٍ وتمسكنٍ
يشكـو إلى المختار منه تألّـما
آلمتني بالعُود يا خيرَ الورى
فاستغرب الجمعُ الغفيرُ وهمهما
ما ظنُّكم ماذا يكون جوابُه ؟!
هـذا رسـولٌ حاز خُلقا عـُظّما
فتأمـلوا في قـائـدٍ ومجـندٍ
قد أزهـر الٳسـلام حباً فيهـما
هذا محمدُ كاشفاً عن بطنه
تفديـه روحي مُرسلا ومـُعلِّماً
يعطيه ذاك العودَ دون ترددٍ
ويقول خذ مني القصاص مسلِّماً
وإذا به في لهفة وتشوق
وكأنه يروي الـفؤاد من الظـّما
يجثو سوادٌ كي يضمَّ حبيبه
لم يستطع من شوقه أن يُحجما
ويعانق البطنَ الشريفَ بوجهه
متبـركا متمرغا كي يغنما
يا سعده قد نال حظاً وافراً
أصغوا إلى ما قال حين تكلما
يا سيدي إني خرجت مجاهدا
وعدونا جيش يسـير عرمـرما
لا علم لي إن كنت أمسي بينكم
حـيّـا لعلـّي أو قـتيلا ربمـا
فإذا قُتلتُ فلستُ أدري مَوئِلي
في جنّةٍ أم في سعيرٍ أُضرِما
لكنّ جلدي مسّ جلدك علّني
أمضي وجلدي عن جهنّم حُرّما
صلّى عليك اللهُ يا خير الورى
قد صار حبّك في شراييني دما
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد..