سورة الكافرون ,تفسير السعدي ،تفسير ابن عطية ،التفسير الميسر ،المختصر في التفسير ،تفسير الجلالين .إعراب .خواطر علي سورة الكافرون
تفسير سورة الكافرون للسعدي :
.... ....... .......
تفسير سورة الكافرون لابن عطية :
تفسير سورة الكافرون
وهي مكية إجماعا.
قوله عز وجل:
قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين
قرأ أبي بن كعب وابن مسعود : "قل للذين كفروا".
وروي في سبب نزول هذه السورة ؟!
عن ابن عباس وغيره أن جماعة من عتاة قريش ورجالاتها قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: دع ما أنت فيه ونحن نمولك ونزوجك من شئت من كرائمنا، ونملكك علينا، وإن لم تفعل هذا فلتعبد آلهتنا ولنعبد إلهك حتى نشترك، فحيث كان الخير نلناه جميعا، هذا معنى قولهم ولفظهم، لكن للرواة زيادة ونقص. وروي أن هذه الجماعةمذكورة هم:
الوليد بن المغيرة ، والعاصي بن وائل، والأسود بن المطلب وأمية بن خلف، وأبي بن خلف وأبو جهل، وابنا الحجاج ونظراؤهم ممن لم يسلم بعد، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم معهم في هذه المعاني مقامات نزلت السورة في إحداها بسبب قولهم: هلم نشترك في عبادة إلهك وآلهتنا، وروي أنهم قالوا: اعبد إلهنا عاما ونعبد إلهك عاما، فأخبرهم عن أمره عز وجل أن لا يعبد ما يعبدون، وأنهم غير عابدين ما يعبد، فلما كان قوله: "لا أعبد" محتملا أن يراد به "الآن" ويبقى المستأنف منتظرا ما يكون فيه من عبادته جاء البيان بقوله:
ولا أنا عابد ما عبدتم أي أبدا وما حييت، ثم جاء قوله:
ولا أنتم عابدون ما أعبد حتما عليهم أنهم لا يؤمنون به أبدا كالذي كشف الغيب، فهذا كما قيل لنوح عليه السلام :
أنه لن يؤمن من قومك إلا [ ص: 702 ] من قد آمن ، أما إن هذا في معنيين، وقوم نوح عموا بذلك، فهذا، معنى الترديد الذي في السورة وهو بارع الفصاحة وليس بتكرار فقط، بل فيه ما ذكرته مع التأكيد والإبلاغ، وزاد الأمر بيانا وتبريا منهم بقوله: لكم دينكم ولي دين وفي هذا المعنى الذي عرضت قريش نزل أيضا: قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون .
وقرأ أبو عمر : "ولي دين" ساكنة الياء من "لي" ونصبها الباقون بخلاف، عن كل واحد منهم، والقراءتان حسنتان، وأمال قوم "عابد" و"عابدون" وفتحها قوم، وهما حسنتان أيضا، ولم يختلف السبعة في حذف الياء من "دين"، وأثبتها سلام، ويعقوب في الوصل والوقف، وقال بعض العلماء: في هذه الألفاظ مهادنة ما، وهي منسوخة بآية القتال.
.... ..... ......
تفسير سورة الكافرون في التفسير الميسر :
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ( 1 )
قل- أيها الرسول- للذين كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون بالله.
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ( 2 )
لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والآلهة الزائفة.
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ( 3 )
ولا أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد, هو الله رب العالمين المستحق وحده للعبادة.
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ( 4 )
ولا أنا عابد ما عبدتم من الأصنام والآلهة الباطلة.
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ( 5 )
ولا أنتم عابدون مستقبلا ما أعبد. وهذه الآية نزلت في أشخاص بأعيانهم من المشركين، قد علم الله أنهم لا يؤمنون أبدًا.
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ( 6 )
لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه, ولي ديني الذي لا أبغي غيره.
.... ....... ......
تفسير سورة الكافرون في المختصر في التفسير :
سورة الكافرون
- مَكيّة-
مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ:
تقرير توحيد العبادة والبراءة من الشرك، والتمايز التام بين الإسلام والشرك.
التَّفْسِيرُ:
1 - قل -أيها الرسول-: يا أيها الكافرون بالله.
2 - لا أعبد في الحال ولا في المستقبل ما تعبدون من الأصنام.
3 - ولا أنتم عابدون ما أعبده أنا؛ وهو الله وحده.
4 - ولا أنا عابد ما عبدتم من الأصنام.
5 - ولا أنتم عابدون ما أعبده أنا، وهو الله وحده.
6 - لكم دينكم الَّذي ابتدعتموه لأنفسكم، ولي ديني الَّذي أنزله الله عليّ.
........ ........ ......
تفسير سورة الكافرون في تفسير الجلالين :
1. ( قل يا أيها الكافرون )
2. ( لا أعبد ) في الحال ( ما تعبدون ) من الأصنام
3. ( ولا أنتم عابدون ) في الحال ( ما أعبد ) وهو الله تعالى وحده
4. ( ولا أنا عابد ) في الاستقبال ( ما عبدتم )
5. ( ولا أنتم عابدون ) في الاستقبال ( ما أعبد ) علم الله منهم أنهم لا يؤمنون ، وإطلاق ما على الله على وجه المقابلة
6. ( لكم دينكم ) الشرك ( ولي دين ) الإسلام وهذا قبل أن يؤمر بالحرب وحذف ياء الإضافة القراء السبعة وقفاً ووصلاً وأثبتها يعقوب في الحالين
..... ....... ........
إعراب سورة الكافرون :
سورة مكيّة، عدد آياتها ستّ آيات.
قُلْ: فعلُ أمرٍ مبني على السّكون، والفاعل: ضميرٌ مُستتر تقديره أنتَ.
يَا: حرفُ نداءٍ مبني على السّكون.
أَيُّهَا: أيُّ: مُنادى نكرة مقصودة مبني على الضّم في محلّ نصبِ مفعول به لفعلٍ محذوف تقديره (أُنادي). الهاء: أداة تنبيه مبنيّة على السّكون.
الْكَافِرُونَ: نعتٌ (لأيّ) مرفوعٌ بالواو لأنّه جمع مُذكّر سالم.
لَا: حرفُ نفيٍّ مبني على السّكون.
أَعْبُدُ: فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضّمة، والفاعل: ضميرٌ مُستترٌ تقديرهُ أنا.
مَا: اسمٌ موصولٌ مبني على السّكون في محلّ نصبِ مفعول به.
تَعْبُدُونَ: فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ بثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة. واو الجماعة: ضميرٌ مُتّصلٌ مبني على السّكون في محلِّ رفع فاعل، والمفعول به محذوف والتّقدير: تعبدونه. وصلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
وَلَا: الواو: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. لَا: حرفُ نفي مبني على السّكون.
أَنتُمْ: ضميرٌ مُنفصلٌ مبني على السّكون في محلِّ رفع مُبتدأ.
عَابِدُونَ: خبرٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكّر سالم.
مَا: اسمٌ موصولٌ مبني على السّكون في محلّ نصبِ مفعول به لاسم الفاعل (عَابِدُونَ).
أَعْبُدُ: فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضّمة، والفاعل: ضميرٌ مُستترٌ تقديرهُ أنا. والجُملة الفعليّة (صلة الموصول) لا محلّ لها من الإعراب.
وَلَا: الواو: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. لَا: حرفُ نفي مبني على السّكون.
أَنَا: ضميرٌ مٌنفصلٌ مبني على السّكون في محلّ رفع مُبتدأ.
عَابِدٌ: خبرٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه تنوين الضّم.
مَّا: اسمٌ موصولٌ مبني على السّكون في محلّ نصبِ مفعول به لاسم الفاعل (عَابِدٌ).
عَبَدتُّمْ: عَبَدْ: فعلٌ ماضٍ مبني على السّكون لاتّصاله بتاء الفاعل. تّمْ: تاءُ المُخاطب ضميرٌ مُتّصل مبني على الضّم في محلّ رفع فاعل. الميم: حرفُ دال على الجمع، والمفعول به محذوف والتّقدير: عبدتموه. والجُملة الفعليّة (صلة الموصول) لا محلّ لها من الإعراب.
وَلَا: الواو: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. لَا: حرفُ نفي مبني على السّكون.
أَنتُمْ: ضميرٌ مُنفصلٌ مبني على السّكون في محلِّ رفع مُبتدأ.
عَابِدُونَ: خبرٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكّر سالم.
مَا: اسمٌ موصولٌ مبني على السّكون في محلّ نصبِ مفعول به لاسم الفاعل (عَابِدُونَ).
أَعْبُدُ: فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضّمة، والفاعل: ضميرٌ مُستترٌ تقديرهُ أنا. والجُملة الفعليّة (أعبدُ …) لا محلّ من الإعراب صلة الموصول. وجُملة (وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ…) توكيد لجُملة (وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ…) الأولى.
لَكُمْ: اللّام: حرفُ جرٍّ مبني على الفتح. الكاف: ضميرٌ مُتّصل مبني على الضّم في محلّ جرٍّ بحرف الجر. الميم: للجمعِ. والجارُ والمجرور (شبه الجُملة) في محلِّ رفع خبر مُقدّم.
دِينُكُمْ: دِيْنُ: مُبتدأ مؤخّر مرفوعٌ وعلامة رفعه الضّمة، وهو مُضاف، والكاف: ضميرُ المُخاطب مُضافٌ إليه مبني على الضّم في محلّ جرّ مُضاف إليه، والميم: حرفٌ دال على الجمع.
وَلِيَ: الواو: حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. اللّام: حرفُ جرٍّ، والياء: ضميرٌ مُتّصل مبنى على الفتح في محلِّ جرّ بحرف الجر. والجار والمجرور (شبه الجُملة) في محلّ رفع خبر مُقدّم.
دِينِ: مُبتدأ مؤخّر مرفوعٌ وعلامة رفعه الضّمة المُقدّرة ما قبل الياء المحذوفة للتّخفيف، منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المُناسبة (الكسرة)، وهو مُضاف، وياء المُتكلّم المحذوفة ضميرٌ مُتّصل مبني على السّكون في محلّ جرّ مُضاف إليه.
..... ..... .......
خواطر علي سورة الكافرون :
_ تُعد سورة الكافرون واحدة من سور المُفصّل التي أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل سورة الفيل وبعد سورة الماعون، ونسلط الضوء في هذا المقال على فوائد من سورة الكافرون.
_ تعتني سورة الكافرون بالتركيز على أمر الوحدانية وإثبات العبودية لله وحده.
_ تُرشد السورة إلى نبذ عبادة ما سواه من الأصنام وبراءة الرسول ومن معه من المؤمنين من الشِّرك والضلال وعبادة الأوثان وثباتهم على دينهم.
_ تتمثل مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله دون إجبار أحدٍ على اعتناق الإسلام، وبالتالي أمرُ الجزاء والحساب مَنوطٌ بالله -سبحانه وتعالى.
_المسلم له طريق واضح المعالم، بيّن الهدف والمقصد، فلا يخبط خبط عشواء، بل يسير بخطًى ثابتة رزينة، لا ارتجاج فيها ولا مرج.
_ تعتبر آية “لكم دينكم ولي دين” إعلانًا للمقاطعة والمفاصلة بين المؤمنين، ومَن دونهم مِن الكفار والمشركين؛ لأن هدفهم هو الإبعاد عن الحق.
_ عبر القرآن الكريم عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- بأنه ليس متصفًا بعبادة ما يعبدون، ولا هم عابدون ما يعبد، فكان أحد الوصفين لنفي الوصف الثابت، والآخر لنفي حدوثه فيما بعد.