سوء الظن ،قصة ،وعبرة ،وخواطر

سوء الظن ؛ قصة ،وعبرة ،وخواطر 


قصة عن سوء الظن :

 يحكى أن رجل كان لديه صقر يلازم ذراعه , يخرج به ويطلقه على فريسته ليطعم منها ويعطيه ما يكفيه .
ذات يوم خرج الرجل في الخلاء وحده ولم يكن معه إلا الصقر .


وانقطع بهم المسير وعطشوا ,, وأراد الرجل أن يشرب ,, فسار حتى وجد ينبوعاً في أسفل جبل فملأ كوبه,

وحينما أراد شرب الماء جاء الصقر وانقض على الكوب ليسكبه 


 حاول مرة أخرى  ولكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم الرجل كان يقترب ,, ويضرب الكوب بجناحه فيطير الكوب ,, وينسكب الماء .

وتكررت الحالة ,, للمرة الثالثة,,!!


 فاستشاط غضباً منه , وأخرج سيفه وحينما اقترب الصقر ,, ليسكب الماء ضربه ضربة واحدة  فقطع رأسه ووقع الصقر صريعاً

 أحس الرجل بالألم ,, لحظة وقوع السيف على رأس صاحبه ,, وتقطع قلبه لما رأى الصقر يسيل دمه


وقف للحظة , وصعد فوق الينبوع فرأى بركة كبيرة , يخرج من بين ثنايا صخرها منبع الينبوع  وفيها حيةٌ كبيرة ميتة  وقد ملأت البركة بالسم !

أدرك الرجل أن صاحبه , كان يريد منفعته , لكنه لم يدرك ذلك إلا :  بعد أن سبق السيف العدل 


العبرة :

 أخي أختي . أحسن الظن 

 كم من روح أزهقت ظلماً .وكم من مشاعر ماتت من سوء الظن .وكم من العلاقات انقطعت لأسباب خاطئة !؟

قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: (لا يحلُّ لامرئ مسلم يسمع من أخيه كلمة يظنُّ بها سوءًا، وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجًا. وقال أيضًا: لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه) .

- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من علم من أخيه مروءة جميلة فلا يسمعنَّ فيه مقالات الرِّجال، ومن حَسُنت علانيته فنحن لسريرته أرجى) .

- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنَّا إذا فقدنا الرَّجل في صلاة العشاء وصلاة الفجر، أسأنا به الظَّنَّ )  

- وعن سعيد بن المسيَّب قال: (كتب إليَّ بعض إخواني من أصحاب رسول الله: أن ضع أمر أخيك على أحسنه، ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنَّن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملًا) .

- وقال المهلب: (قد أوجب الله تعالى أن يكون ظنُّ المؤمن بالمؤمن حسنًا أبدًا، إذ يقول: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ [النور: 12]، فإذا جعل الله سوء الظَّن بالمؤمنين إفكًا مبينًا، فقد ألزم أن يكون حُسْن الظَّن بهم صدقًا بينًا) .

- وروى معمر عن إسماعيل بن أمية قال: (ثلاث لا يعجزن ابن آدم، الطِّيرة، وسوء الظَّن والحسد. قال: فينجيك من سوء الظَّن أن لا تتكلم به، وينجيك من الحسد أن لا تبغي أخاك سوءًا، وينجيك من الطِّيرة أن لا تعمل بها)  .

- وقال قتادة: (إنَّ الظَّن اثنان: ظنٌّ يُنْجِي، وظنٌّ يُرْدِي) 

خواطر علي حسن الظن :

إن لم يكن في هذه الصِّفة إلَّا راحة القلب، وسلامة البال لكفى، كيف لا، وبها يسلم الإنسان من الخواطر الرَّديئة التي تقلقه، وتؤذي نفسه، وتجلب عليه كَدَرَ البال،
 وتعب النَّفس والجسد، ومن هنا نعرف فضيلة هذه الصِّفة الرَّائعة والخُلق الفاضل، وهذه جملة من فوائد حسن الظن:

1- حُسْن الظَّن علامة على كمال الإيمان في قلب المتحلِّي به، فلا يظنُّ بالمؤمنين خيرًا إلا من كان منهم، كما قال تبارك وتعالى في سورة النُّور:
 لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ [النور: 12].

2- فيه إغلاق باب الفتنة والشَّر على الشَّيطان الرَّجيم؛ فإنَّ من أبوابه سوء الظَّن بالمسلمين،
 قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ [الحجرات: 12]،
 فمن يَحْكُم بشرٍّ على غيره بالظَّن، بعثه الشَّيطان على أن يطول فيه اللِّسان بالغيبة فيهلك، أو يقصر في القيام بحقوقه، أو يتوانى في إكرامه، وينظر إليه بعين الاحتقار، ويرى نفسه خيرًا منه. وكل ذلك من المهلكات .

3- طريق من طرق زيادة الألفة والمحبَّة بين أفراد المجتمع المسلم، وحماية له من التَّفكُّك والتَّشرذم.

4- حصن منيع يحمي المجتمع من إشاعة الفاحشة، وانتشار الرَّذيلة، وبه يسلم المجتمع من انتِّهاك حقوق النَّاس وأعراضهم وخصوصياتهم.

5- دليل على سلامة القلب وطهارة النَّفس، وزكاء الرُّوح.

تعليقات