قصيدة الموت ؛لعلي بن إبي طالب ،والشافعي ،لابي نواس ،لأبي قاسم الشابي،لإبي العتاهية

قصيدة الموت ؛لعلي بن إبي طالب ،والشافعي ،لابي نواس ،لأبي قاسم الشابي،لإبي العتاهية 


قصيدة الموت_ لعلي بن إبي طالب  :

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
       لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

الا التي كان قبل الموت بانيها 
         فان بناها بخير طاب مسكنه 

وان بناها بشر خاب بانيها
      أموالنا لذوي الميراث نجمعها 

ودورنا لخراب الدهر نبنيها 
     أين الملوك التي كانت مسلطنة 

حتى سقاها بكأس الموت ساقيها 
         فكم مدائن في الآفاق قد بنيت

أمست خرابا وأفنى الموت أهليها 
          لتركنن الى الدنيا وما فيها 

فالموت لاشك يفنينا ويفنيها 
      لكل نفس وأن كانت على وجل 

 من المنية أمال تقويها المرء
          يبسطها والدهر يقبضها 

 والنفس تنشرها والموت 
       يطويها ان المكارم أخلاق مطهرة 

الدين أولها والعقل ثانيها 
        والعلم ثالثها والحلم رابعها 

 والجود خامسها والفصل سادسها
              والبر سابعها والشكر ثامنها 

والصبر تاسعها واللين باقيها
         واعمل لدار غدا رضوان خازنها

 والجار أحمد والرحمن ناشيها 
         قصورها ذهب والمسك طينتها 

 والزعفران حشيش ثابت فيها
         أنهار ها لبن محض ومن عسل 

والخمر يجري رحيقا في مجاريها
        والطير تجري على الاغصان عاكفة 

 تسبح لله جهرا في
         مغانيها من يشتري الدار

 في الفردوس يعمرها بركعة
            في ظلام الليل يحيها

.......   .....   .......

قصيدة وداع الدنيا_ للشافعي 

إليك إلــه الخـلــق أرفع رغـبـتــي
       وإن كنتُ يا ذا المن والجود مذنبــاً

ولما قسا قلبي، وضاقت مذاهبـي
          جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا

تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه 
        بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا

فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب
   لم تزل تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا

فلولاك لم يصمـد لإبليس عابـد
          فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا

فلله در العـارف الـنـدب أنــه 
     تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا

يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه 
      على نفسه من شدة الخوف مأتمـا

فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـه 
      وفيما سواه في الورى كان أعجما

ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه
        وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا

فصار قرين الهـم طـول نهـاره أخا 
         السهد والنجوى إذا الليل أظلما

يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي 
         كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا

ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي
          ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا

عسى من له الإحسان يغفر زلتـي
         ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا

....     .....   .....

قصيدة دع الأيام تفعل ما تشاء_للشافعي:

دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
      وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ

وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي 
         فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ

وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
         وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ

وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
           وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ

تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
         يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ

وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
          فَإِنَّ شَماتَةَ الأعداء بَلاءُ

وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
          فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ

وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
       وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ

وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
         وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ

إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ 
         فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ

وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا 
         فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ

وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
        إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَض

دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
      فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
.......      ........      ........

قصيدة خبت نار نفسي باشتعال مفارقي _للشافعي  :

خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي 
          وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها

أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
       عَلي الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها

رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
          وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها

أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي 
        طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها

إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
           تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها

فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها
        حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها

وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها 
       كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها

وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم
          فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها

وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ
         فاخِراً فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها

وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي 
   طَعَمتُها وَسيقَ إِلَينا عَذبُها

وَعَذابِها فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً
          كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها

وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ 
            عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها

فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها
        وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها

فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها
        مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها.

.......   .........     ........
قصيدة الموتُ منّا قريبٌ_ لأبي نواس

ولَيسَ عنَّا بنازحْ في كلِّ يومٍ نعِيٌّ

تصيحُ مِنهُ الصَّوائحْ تَشْجى القلوبَ وتبكي

موَلْوِلاتُ النَّوائحْ حتَّى مَتى أنتَ تَلـهو في غَفْلةٍ

وتُمازِحْ والموتُ في كلِّ يومٍ في زَندِ عيشِكَ قادِحْ

فاعمَلْ ليومٍ عبوسٍ من شدّةِ الهوْلِ كالِحْ

ولا يغُرَّنْكَ دنيا نَعيـمُها عنَكَ نازحْ

وبُغْضُها لكَ زَيْنٌ وحُبّها لك فاضِحْ

قصيدة علي بن ابي طالب عن الموت
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا

وَقَد عَلِمَت إِنَّ السَلامَةَ فيها

تَركُ ما فيها لا دارَ لِلمَرءِ

بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها

إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها

فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها

وإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها

أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً حَتّى سَقاها

بِكَأسِ المَوتِ ساقيها

أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها

وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها

كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت

أمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ

مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَّهرُ يَقبُضُها

وَالنَّفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها

......   .......    .......

قصيدة إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا_ لأبي قاسم الشابي:

إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا

مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ فأيُّ غَناءٍ

لهذي الحياة وهذا الصراعِ، العنيفِ، الشديد،

وذاك الجمال الذي لا يُملُّ وتلك الأغاني،

وذاكَ الّنشيد وهذا الظلامِ،

وذاك الضياءِ وتلكَ النّجومِ،

وهذا الصَّعيد،

لماذا نمرّ بوادِي الزمان سِراعاً،

ولكنّنا لا نَعُود،

فنشرب من كلّ نبع شراباً ومنهُ الرفيعُ،

ومنه الزَّهيد ومنه اللذيذُ،

ومنه الكريهُ، ومنه المُشيدُ،

ومنه الُمبيد وَنَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ،

وتلكَ العهودَ التي لا تَعود.

....    .....    ......
الموت _أبو العتاهية :

لِدوا للموت وابنوا للـخـراب 
             فكلكم يصير إلـى تـبـاب
 لمن نبني ونحن إلـى تـرابٍ
             نصير كما خلقنا للـتـراب
 ألا يا موت لم تقـبـل فـداءً
           أتيت فما تحيف ولا تحابـي
 كأنك قد هجمت على مشيبي 
         كما هجم المشيب على شبابي

وقال أيضاً:

 لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف
       وفي نَفَس ولو تَمَنَعْتَ بالحُجَّابِ
 والـحَـرَسِ فما تزالُ سِهَامُ الـمـوتِ
            نـافـذةً في جَنبِ مُدَّرعٍ منّـا 
ومُـتَّـرسِ ما بالُ دينكَ تَرْضَى 
        أن تُـدَنِّـسَـهُ وثوبُك الدهرمَغسولٌ
 من الدَّنَـسِ ترجو النَجاة ولم تَسْلُكْ 
مسَالِـكَـهـا إن السفينةَ لا تجرِي علـى يَبَـس
تعليقات