تساؤلات في المرض الروحي
موانع تأثير الرقية:
بعض المصابين من الناس يشتكي أنه يقرأ الأذكار ويرقي نفسه ، ويحافظ على الصلوات الخمس، ومع ذلك لا يزال يرى الأحلامَ المزعجة، والكوابيس المقلقة والأعراض المؤلمة ؛
والسبب في ذلك عدة أمور منها:
_تعلُّق القلب بغير الله، وطلب الشِّفاء من الله ومن غيره.
_ قراءة أذكار ورقى بِدعيَّة، أو غير ثابتة في الكتاب والسُّنة.
_ عدم الالتزام بأذكار الصباح والمساء، وأذكار النَّوم، وضعفُ المحافظة عليها.
_ عدم قرآئتها بصدق ويقين ويستحضار نية ، مع قلَّة الفهم لمعاني النُّصوص التي يقرؤها ويتحصَّن بها.
_ الاكتفاء بالاستماع للرُّقية والأذكار، وعدم قراءتها بنفسِه.
_الذنوب والمعاصي ، من أبرز موانع الشفاء ،التي تُضعف تأثير الأذكار و الرُّقية، وتُذهب أثرها،وعدم الإنتفاع بها .
_ استعجال النتيجة وطلب الشفاء بسرعة؛
فإن حصل وإلا تبرَّم، وهذا غير مقبول، خاصَّةً في مَن أُصيب بكيدٍ قديم.
........ ........ ......
هل يعالج الرصاص الأمراض الشيطانية ؟!
_ الرصاص مادة شديدة السمية ، والتعرض له بمستويات عالية خطير جداً
حيث أنه يهاجم الدماغ والجهاز العصبي المركزي ويسبب الغيبوبة والتشنجات ،
بل قد يسبب بالموت ،كما يتسبب التعرض للرصاص في الإصابة بفقر الدم وارتفاع ضغط الدم والقصور الكلوي وتسمم جهاز المناعة والأعضاء التناسلية، ومن المعتقد أن آثار الرصاص العصبية والسلوكية لا شفاء منها ، وهذا ما يثبته أهل الإختصاص .
والرصاص يستخدم في أعمال السحر كما يستخدم الزئبق ، ولذلك نجد أن السحرة يستخدونه في أعمالهم القذره ، لعقد سحر الأمراض والتسبب في الأورام الخبيثة و في السحر المبطون والمحقون عبر الوريد .
ولا يمكن أن تستخدم في العلاج الشرعي وليس لها علاقة بالعلاج الشرعي لا من قريب ولامن بعيد .
ومن يستخدمه في العلاج مع الرقيه ويدعي أن له فوائد فهو إما أنه جاهل متعالم ، أو أنه ساحر ومشعوذ يتستر خلف شعار الرقية.
...... ....... ....... .....
ماذا يعني إشتمام مرضى السحر للروائح الكريهة وغيرها ؟!
كثير من مرضى السحر قد يشتم عرف روائح غريبه وكريهة بشكل واضح ومتكرر ، بحيث لا يشتمها من هم بجواره كرائحة المجاري ،
وذلك قد يشير إلى أن سحره قد خلط له بالنجاسات.
وإذا كانت الرائحة التي يشمها رائحة جيفة شبيهة برائحة الميته فذلك يشير إلى أن السحر من النوع الذي يدس في الجيف والميت ، أو السحر المدفون في القبور مع الموتى.
وقد يشتم بعض المسحورين روائح عطورات أو طيب ، وهذا يدل على أن المسحور قد عقد سحره على الطيب أو العطر المهدى له المدسوس له دون علمه.
وبعضه قد يشير إلى أن سببه سحر مشموم والله أعلى وأعلم.
وأشتمام رائحة الحريق أو الشواء ،
يدل على أن السحر محروق ومنثور ،
وأذا كان المريض ممن يكثف من الرقية بشكل كبير فقد يشم رائحة إحتراق أثناء الرقية ويشعر بحرارة وإحتراق في جلده تظهر عليه كدمات ، فهذا مما يستدل به بعضهم على أن العارض يتأثر ويحترق بالرقية .
وهذا التفسير والإستنتاج ليس تخمين أو تخرص ، وأنما من خلال التجربة والممارسة الطويلة ومتابعة ألآلاف الحالات ومن خلال الإلمام بأعراضهم ومراحل مرضهم والقرائن التي تدل على ذلك.
وللتأكد من هذا التحليل يجب على الراقي النظر إلى الأعراض التي يعاني منها المريض بحيث يتطابق ذلك مع ماذكرنا من أسباب ، لتتضح له الصورة أكثر حتى لا يفسر الأمر للمرضى بشكل خاطئ ويغرقهم الوهم ... والله أعلم.
والمفترض بالمرضى عدم الإنشغال بتفسير هذه الأعراض والتفاصيل الأخرى ، ويكفيهم معرفتهم الأولية بالتشخيص الدقيق ، والواجب عدم الخوض في ذلك ،
لأن ذلك لايقدم في العلاج ، بل يشتتهم ويشغلهم عن العلاج وتكثيف جلسات الرقية بالشكل المطلوب المتناسب مع حجم المرض حتى يصلوا إلى العافية بإذن الله.
...... ...... ............ ...
مسألة أن الكلب الاسود والابل شياطين واقول أهل العلم في المسألة؟!
الاحاديث الاحاديث:
في سنن البيهقي عن عبد الله بن مغفل مرفوعا: وإذا أدركتم الصلاة وأنتم في أعطان الإبل فاخرجوا منها فصلوا فإنها جن من جن خلقت، ألا ترى أنها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإبل خلقت من الشياطين.
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني وغيره
جاء في الحديث عن جابر رضي الله عنه
قال :
أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ، ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهَا، وَقَالَ:
(عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ)
رواه مسلم
قال النووي رحمه الله :
"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْأَسْوَدِ الْبَهِيم ذِي النُّقْطَتَيْنِ) مَعْنَى الْبَهِيم الْخَالِص السَّوَاد ، وَأَمَّا النُّقْطَتَانِ فُهِّمَا نُقْطَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ بَيْضَاوَانِ فَوْق عَيْنَيْهِ وَهَذَا مُشَاهَد مَعْرُوف" انتهى
أقوال أهل العلم في المسألتين؟!
المسألة الأولى:
مسألة الإبل وكونا خلقت من شيطان
قيل خلقت على صفة شيطان
قال العلامة ابن عابدين الحنفي رحمه الله في حاشيته:
والظاهر أن معنى كون الابل من الشياطين أنها خلقت على صفة تشبههم من النفور والإيذاء، فلا يأمن المصلي من أن تنفر وتقطع عليه صلاته
كما قاله بعض الشافعية:
أي فيبقى باله مشغولاً حال سجوده، وبهذا فارقت الغنم.اهـ
قال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير:
قال ابن جرير:
معناه أنها خلقت من طباع الشياطين وأن البعير إذا نفر كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفره، ألا ترى إلى هيئتها وعينها إذا نفرت؟ انتهى
قال الإمام أبو حاتم ابن حبان رضي الله عنه في صحيحه:
لو كان الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين؛
لم يصل صلى الله عليه وسلم على البعير، إذ محال أن لا تجوز الصلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان، ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه،
بل معنى قوله صلى الله عليه وسلم :
« إنها خلقت من الشياطين »
أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب، اهـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله :
أشار صلى الله عليه وسلم في الإبل إلى أنها من الشياطين ، يريد والله أعلم أنها من جنس الشياطين ونوعهم ، فإنَّ كلَّ عاتٍ متمرِّدٍ شيطانٌ من أي الدواب كان ، كالكلب الأسود شيطان ، والإبل شياطين الأنعام ، كما للإنس شياطين ... فلعلَّ الإنسان إذا أكل لحم الإبل أورثته نفاراً وشماساً وحالاً شبيها بحال الشيطان ، والشيطان خُلق من النار ، وإنما تُطفئ النَّارُ بالماء ، فأُمر بالوضوء من لحومها كسراً لتلك السَّورة ، وقمعاً لتلك الحال ، وهذا لأنَّ قلبَ الإنسان وخُلقه يتغير بالمطاعم التي يطعمها " انتهى من " شرح عمدة الفقه "(1/185)
قال الشيخ المنجد_ رحمه الله
ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أركبوه برذونا ، فجعل يهملج به ، فقال :
( إنما أركبوني شيطانا ) .." انتهى
قلت وعلى هذا يحمل قوله عليه الصلاة والسلام أنها خلقت من شيطان أو من جن على أنها تحمل صفاتهم من حيث الغضب والنفرة والأذى والله اعلم
المسألة الثانية:
مسألة الكلب الاسود شيطان
اقوال اهل العلم في المسألة ؟
قال الشيخ المنجد _رحمه الله :
وهذا الحديث يدل على أن الكلب الأسود شيطان ، وأنه يُقتل .
وليس معنى وصفه بأنه شيطان أنه من الجن ، ولكن المعنى :
أن هذا الكلب يشابه الشيطان في بعض صفاته ، كما يقول الناس في وصف من عُرف بالشر والفساد : إنه شيطان .
قال ابن عبد البر رحمه الله :
" وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى قَتْلِ الْأَسْوَدِ مِنْهَا بِأَنَّهُ شَيْطَانٌ عَلَى مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ فَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمَّى مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الشَّرُّ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ شَيْطَانًا بِقَوْلِهِ شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَلَمْ يَجِبْ بِذَلِكَ قَتْلُهُ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانة وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مَسْخًا مِنِ الْجِنِّ وَلَا أَنَّ الْحَمَامَةَ مُسِخَتْ مِنِ الْجِنِّ وَلَا أَنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ قَتْلُهُ " انتهى ، من "التمهيد" (14/234)
وقال أبو بكر ابن العربي المالكي :
" .. شيطان : أي: بعيدٌ من الخير والمنافع، قريب من الضّرر والأذى، وهذا شأن الشَّيطان أنّ يتعدّى الخير." انتهى من "المسالك شرح الموطأ" (7/528)
وجاء في " مرقاة المفاتيح " (7/2261)
قَالَ الْقَاضِي أَبُو لَيْلَى : فَإِنْ قِيلَ :
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ :
( إِنَّهُ شَيْطَانٌ ) وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنْ كَلْبٍ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْإِبِلِ :
(إِنَّهَا جِنٌّ) وَهُوَ مَوْلُودَةٌ مِنَ النُّوقِ ؟
فَالْجَوَابُ :
أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ التَّشْبِيهِ لَهُمَا بِالشَّيْطَانِ وَالْجِنِّ ، لِأَنَّ الْكَلْبَ الْأَسْوَدَ شَرُّ الْكِلَابِ وَأَقَلُّهَا نَفْعاً ، وَالْإِبِلُ شِبْهُ الْجِنِّ فِي صُعُوبَتِهَا وَصَيالتِهَا " انتهى .
وقرر نحوا من ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "شرح العمدة" ، قال : (1/331)
قال الشيخ المنجد_ رحمه الله :
وذهب بعض أهل العلم إلى حمل الحديث على ظاهره ، وأن الجن تتصور بصورة الكلب الأسود كثيرا .
قال أبو العباس القرطبي_ رحمه الله :
" حمله بعض العلماء على ظاهره ، وقال : إن الشياطين تتصور بصور الكلاب السود ، ولأجل ذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( اقتلوا منها كل أسود بهيم ) انتهى، من "المفهم" (5/38ـ الشاملة)
وفي الاخير يكون الآتي :
أن الابل ليس اصل خلقتها من الشياطين ولكن اخذت صفات الشياطين من ناحية غضبها ونفرتها وآذاها
كذلك تبين أيضا أن الكلب الاسود شيطان من ناحية التشكل والشر وأخذ صفات الشياطين والجن من ناحية الشر في العموم
.... ...... ..... .......
هل يستطيع السحرة عمل السحر في رمضان ..؟!
معلوم أن الشياطين تصفد في شهر رمضان ومنهم شياطين الإنس كالسحرة
لأنهم يستخدمون شياطين الجن ولا يستطيعون تنفيذ شي بدونهم ، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم :
( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ). متفق عليه
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
( أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ).
_صحيح الجامع 55
والظاهر والله أعلم أن التصفيد لايشمل كل الشياطين كما قال بذلك بعض أهل العلم ، فالواضح من الأحاديث أن من يصف من الشياطين هم مردة الجن ،
قال محمد بن مفلح _رحمه الله :
( الشياطين تسلسل وتغل في رمضان على ظاهر الحديث أو المراد مردة الشياطين كما في هذا اللفظ ، وكذا جزم به أبو حاتم ابن حبان وغيره من أهل العلم ، فليس في ذلك إعدام الشر بل قلة الشر لضعفهم ،
قال : وقد أجرى الإمام أحمد هذا على ظاهره قال عبدالله بن الإمام أحمد :
قلت لأبي قد نرى المجنون يصرع في شهر رمضان !؟
قال : هكذا جاء الحديث ولا تكلم في ذلك ، قال فإن أصل أحمد أن لا يتأول عن الأحاديث إلا ما تأوله السلف ، وما لم يتأوله السلف لا يتأوله ).
_مصائب الإنسان ص 144 وقال ابن مفلح إسناده حسن .
قال الشبلي : ( قال عبدالله ين الإمام أحمد بن حنبل : سألت أبي عن حديث ( إذا جاء رمضان صفدت الشياطين ) ، قال : نعم. قلت : الرجل يوسوس في رمضان ويصرع ، قال : هكذا جاء الحديث )
_أحكام الجان – ص 158 .
قال الحافظ بن حجر في الفتح ( وصفدت الشياطين ) قال عياض يحتمل : أنه على ظاهره وحقيقته ، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين.
والأرجح الذي نراه واضحاً من خلال التتبع أن السحرة لا يستطيعون عمل السحر
في هذا الشهر المبارك ولا حتى تجديد السحر وإرسال إمدادات فيه ، وتسخير وإرسال خدمتهم لأذية الناس ، ولذا يكرهون قدومه ،
لأنه يقيدهم ويصيب سوقهم بكسادكبير.
ولذلك نرى أثر التصفيد على معظم الناس فنجد أن من كانوا يهجرون المساجد ويواضبون على صلواتهم يرتادون المساجد ويحضرون الصلوات الخمس في هذا الشهر المبارك وتعج بهم المساجد ،
ونرى في قلوبهم رقة وهدوء وسكون وإقبال على الله ، وهذا دليل على تكبيل وتصفيد شياطينهم.
أما المرضى المصابين بالسحر والمس فهم قد أصيبوا بالتسلط الشياطني سلفاً وتحتل أجسادهم،
ومن الطبيعي أن تتأذي وتتأثر الشياطين المتسلطة عليهم بالصيام والقيام والذكر ،
وينعكس ذلك عليهم بلا شك ، حيث يلمس معظم المرضى أن الأعراض تهيج وتشتد عندهم في رمضان أكثر من غيره من الشهور ، فتحاول الشياطين إعاقتهم عن الإستمرار في العلاج وعن أداء العبادات ، وتصيبهم بالكسل والخمول والوهن والإرهاق والشديد والضيق والكرب، مما يجعل معظم المرضى يهملون علاجهم في هذه الأيام وأستغلال تلك الأيام والليالي الثمينة.
وعلينه أوصي المرضى عدم التفريط في ذلك وٱستغلال إيام وليالي هذا الشهر المبارك ، وذلك بتكثيف جلسات الرقية والقيام والإكثار من الدعاء والذكر وقراءة القرآن بنية الشفاء ،
لأن لها وقعاً أكبر على الشياطين عن غيرها من الشهور.
..... ........ .........
تنبية :
أنصح بأن يرقي الإنسان نفسه بعد صلاة الفجر مباشرة
لأن هذا وقتٌ مباركٌ فيه كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" بارك الله لأمتي في بكورها"
...... ........ .......
لماذا تقرأ في الرقية؟!
أتقرأ لتدفع و تبعد أم تقرأ لتجلب وتحضر
أتقرأ لتطلب الشفاء أم أتقرأ لتطلب الرياء
أتقرأ لأنقذ المريض الحائر أم أتقرأ لاحضار المتعدي الجائر
اقرأ أيها الراقي المعالج / لـ
_الدفع والابعاد و طلب الشفاء لانقاذ المريض الحائر
_و لا تقرأ للجلب والاحضار و طلب الرياء و الكلام مع المتعدي الجائر
حسن نيتك و توكل الواحد الجبار فالله يعطيك التوفيق على قدر نيتك
..... ...... .......
هل بمقدور الجن خطف الإنس ..؟!
مسألة خطف الجن للإنس وتغييبهم لفترات طويلة حقيقة معلومة عن أهل الخبرة ، والقصص في ذلك متواترة منذ قديم الزمان ،
وقد ثبت ذلك في السنة والأثر .
وقد مرت حالات كثيرة أختطفت من الجن ووصلت إلى أماكن جبلية لا يستطيع أحد من البشر الوصول إليها إلا بوسائل تسلق أو نزول حديثه وبعد جهد وإعداد كبير ، وقد مكث بعضهم في عالم الجن عدة أسابيع وأكثر من ذلك ،
وكثير منهم يقص ما حصل معه ولرؤيته لهم على غير صورهم الحقيقية ، ويذكر كيف كانوا يطعمونه من طعامهم الغريب الذي لايشبه طعام الإنس ، وكيف كانوا يعاملونه ، وغالباً مايكون هدفهم من إختطافه إما عشقاً أو إنتقاماً أو عبثاً أو لإستخدامه في تعلم السحر .
وقد جاء ذكر خطف الجن للإنس في السنة الصحيحة وعلمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف نتقي ذلك ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، رفعه،
قال : ( خمروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشاراً "وخطفة" ، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت» ، قال: ابن جريج وحبيب، عن عطاء «فإن للشياطين».
رواه البخاري(3316)
وفي الأثر قال عبيد بن عمير :
فقد رجل فى عهد عمر فجاءت امرأته إلى عمر فذكرت ذلك له فقال: انطلقى فتربصى أربع سنين ففعلت ثم أتته فقال: انطلقى فاعتدى أربعة أشهر وعشرا ففعلت , ثم أتته فقال: أين ولى هذا الرجل؟ فجاء وليه فقال: طلقها ففعل.
فتزوجى من شئت فتزوجت ثم جاء زوجها الأول فقال له عمر: أين كنت فقال استهوتنى الشياطين فوالله ما أدرى.
رواه البيهقى (7/445 ـ 446) وصححه الألباني في الإرواء(6/150)
وقال الشيخ أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله :
يقدر الجن على إختطاف الإنسي _بإذن الله –لأن هذا الإختطاف في مقدور الجن قال تعالى {قال عفريت من الجن أناآتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين }(النمل39)
وقد حصل في عهد عمر أن أختطف رجل وقد صحت القصة في ذلك عند الإمام أحمد.
أحكام التعامل مع الجن وآداب الرقى الشرعية (ص188)
...... ....... .........
تعسر وتأخر الزواج وفسخ الخطوبة ، أسراره ،وأسبابه وعلاجه ؟
بعض القصص التي ترويها الفتيات في تعسر امر الزواج:
1 ـ تقول فتاة أصبح عمري أكثر من خَمْسِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وعندي كل مؤهلات الزواج الجمال الخلق الادب، ولم يأت أحد لخطبتي حتى الان.
2 ـ وتقول فتاة اخرى تقدم لخطبتي أكثر من خَمْسَةٍ ولم أعجب بواحد منهم، رغم ان جميعهم لا شيء يعيبه.
3 ـ وتقول اخرى تقدم لخطبتي أكثر من خَمْسَةٍ كلهم أعجبوا بي، وأعلنوا استعدادهم للزواج، وانني الفتاة المناسبة لكل منهم، الا انهم يذهبون ولا يعودون، ولا يذكرون أي سبب لعدم عودتهم.
4 ـ وتقول اخرى تقدم لي أكثر من عشرة للزواج، وتم الاتفاق على كل شيء، وحتى تم تحديد موعد الزواج، الا انه تحدث امور تافهة، فيغير الخاطب رأيه ويترك الخطبة.
5 ـ وتقول اخرى بمجرد ان يتقدم لخطبتي أحد، اشعر بتوتر واضطراب وقلق، واشعر بمرض شديد، وعندما اقرر رفض الخاطب، واعتمد عدم القبول به، مباشرة تعود الى حالتي الطبيعية، وينشرح صدري.
6 ـ وتقول اخرى احببت شاباً، وعندما تمت الخطبة بشكل رسمي، بدأت المشاكل بيني وبين خطيبي، فبمجرد ان اسمع صوته أو اراه اتوتر، وتصيبني عصبية لاي كلمة يقولها، واشاجره من أتفه الأسباب، وكنت اشاجره بين الحين والاخر بلا أي سبب يذكر، ففر مني وترك الخطبة.
7 ـ تقول اخرى، خطبني أحد الشباب فوافقت على الخطبة، وكان شاباً وسيماً وصاحب خلق ودخل قلبي، ولكن بعد اقل من شهر من الخطبة، بدأت انظر الى وجهه فاراه بمنظر بشع، وكنت اشاجره لأتفه الاسباب، ففر مني وترك الخطبة.
السؤال هنا ما هو السر وراء تعسر أو تأخر زواج الفتاة العفيفة الجميلة التي فيها جميع المؤهلات التي تجعلها زوجة ويرغب بها الشباب؟
الجواب عن هذا السؤال :
نحن كمسلمين نؤمن بقضاء الله وقدره، و نسلم لقضاء الله وقدره، ونقول امر الله على الرأس والعين ، ونقبل بهذا القدر بلا نقاش وبلا حوار،
ولكن هنا أنصح أخوتي ؟
أن تفحص هذه الفتاة العفيفة نفسها بالرقية الشرعية فإذا تبين من خلال الفحص القرآني للفتاة انها مصابة بأذى روحي (عين، حسد، سحر، مس)،
فعندها نقول أن الشيطان لا يريد له العفيفة الزواج والستر والسعادة ، فالواجب يحتم على هذه الفتاة أن تعالج نفسها بالرقية الشرعية
وأن تحارب هذا الشيطان الرجيم الذي يمنعها من الزواج، وعلى المسلم ان لا يستسلم لهذا الشيطان ان تبين انه مصاب بأذى روحي، وفي استسلام المسلم للشيطان وعدم محاربته له ، اثم ومعصية لله سبحانه وتعالى، وسيفرج الله كرب هذه العفيفة بالقرآن الكريم، والرقية الشرعية ان شاء الله وسيفتح الله نصيبها وستتزوج بإذن الله ...
وهنا أتقدم بملاحظة ونصيحة هامة وارجوا ان ينتبه الى هذه الملاحظة الاطباء النفسانيين والاباء والامهات والمصلحين الاجتماعيين :
هناك فتيات عفيفات طاهرات ملتزمات صاحبات دين وعفة وخلق ، يوسوس لها الشيطان انها غير عذراء ، أو يأتيها الشيطان في المنام باعتداءات جنسية،
والبعض منهم يرى اعتداءات جنسية من محارمها، وهذه العفيفة لا تبوح بهذا السر حتى لوالدتها ، وكلما تقدم اليها خاطب ترفضه ، وتتحجج بأعذار واهية ،
لأنها تقول في نفسها انها غير عذراء ، فان تزوجت كشف امري وفضحت أنا ، وفضح اهلي ، واقسم ان هذه الحالات كثيرة ، وفي كل المجتمعات فارجوا من أصحاب المسؤولية والاختصاص الاهتمام لهذه القضية ..
وهنا اطمئن كل فتاة تعرضت لهذه الوسوسة ولهذه الاحلام الجنسية، اطمئنها واقسم لها انها عفيفة طاهرة، ولا يمكن للشيطان أن يؤذيها في عذريتها ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي حفظ الفتيات من عبث وتلاعب الشياطين ،
وكذلك هناك حالات للشباب أيضا، نتيجة أحلام يراها الشاب أو من خلال وساوس من الشيطان انه فاقد لرجولته، وهذه الحالات هي كثيرة عند الشباب وعند الفتيات ، فيرفضون الزواج خوفاً من الفضيحة .
النتيجة والنصيحة اخوتي:
انصح كل اخت مؤمنة عفيفة طاهرة وكل شاب مؤمن عفيف طاهر، عندهم مؤهلات الزواج، وتأخر زواجهم، أو حدثت عقبات غير مبررة في طريق زواجهم، انصحهم
ان يفحصوا أنفسهم بالرقية الشرعية،
فان تبين سلامتهم من الاذى الشيطاني، فعليهم ان يصبروا ويلتجؤوا الى الله بالدعاء في ساعات الاستجابة، وأن يحافظوا على عفتهم، وحسن خلقهم وتدينهم، فان بعد العسر يسرا، وبعد الضيق الفرج.
ولكن ان اجرت الفتاة أو الشاب فحصاً بالرقية الشرعية وتبين انهم مصابون بمس، عندها يكون الشيطان
هو السبب في منع زواجهم، وواجب عليهم حينئذ ان يحاربوا هذا الشيطان ويتخلصوا منه، وعلى المصاب بمس أن يعالج نفسه بنفسه بالرقية الشرعية، فان لم يفرج الله عنه، عندها عليه البحث عن راق شرعي ثقة، فسيجعل الله له فرجاً ومخرجاً، ومن حق كل فتاة أو شاب عفيف وعفيفة أن يطلب ويظهر رغبته في اختيار شريك الحياة بما يرضي الله سبحانه وتعالى..
..... ..... ........
هل يستفيد المريض الغير مقنع بمرضه والغير مؤمن بفعالية العلاج بالقرآن من الرقية بالتحايل ؟!
هناك الكثير من المرضى بالأمراض الروحية لايؤمنون بوجود الأمراض الشيطانية ولا بمسها لبدن الإنسان وبإلحاق الضرر به نفسياً أوعضوياً أو عصبياً أو أخلاقياً ولا بتسببها بتعطيل حياته ،
ولا بأثرها في التفريق بين الأزواج والأهل والأصحاب والأحباب ولا بتعطيلها للمصالح والأعمال والزواج ووقوف الحال ،
وبالتالي لا يؤمنون بالطرق الشرعية لعلاجها ، بل أن بعضهم يرد أدلة الكتاب والسنة في إثباتها أو أنه يتجاهلها أويتأول تفسيرها بحسب علمه القليل وفهمه السقيم و ويقدم عقله القاصرة عليها ، وبعضهم لفرط جهله يتعالم ويحشر العلاج بالقرآن الكريم تحت خانة الخرفات والخزعبلات،
ويعد العلاج به من التخلف ، وكثير منهم ينكر أنه مريض من حيث الأصل ولا يعترف أنه متغير في تصرفاته وأخلاقه رغم أنه يتردد على الأطباء النفسانيين ،
ومع ذلك مازال يعاني من أعراض المرض ولم يجد لها علاجاً أوتفسيراً منطقياً عند أهل الإختصاص.
ولذلك نرى بعض محبيهم يسألوا عن طريقة لمعالجتهم بالرقية الشرعية بالتحايل دون علم منهم أو إيمان أو رغبه أو قناعه.
ولذلك أقول لهولاء الأوفياء لا تحاولوا علاج المنكرين بالتحاليل ، فهم ليسوا مرضى بأمراض عضوية أو نفسية حتى يمكنكم علاجهم بالحيلة، وبدس العلاجات لهم في أكلهم وشربهم ،
وإنما هم مصابين بأمراض شيطانية ذكية تفهم وتعرف وتراقب وتخطط وتدبر وتمتلك مشروع وهدف تدميري جاءت من أجل تنفيذه ، ولايمكن أن تنطلي عليها الحيل العلاجية ،
حتى تتخلى عن صاحبها بالسهولة التي يتوقعها البعض لأنه يسير في ركبها ويتماهى ويتماشى معها كما تريد وينفذ مرادها وأهدافها.
ولأن الأمراض الشيطانية لا تعالج إلا بالعلاج الرباني القرآني
والذي يشترط فيه الإيمان والقبول واليقين والتسليم التام والعمل بالأسباب الشرعية مع قوة التوكل وصدق التوجه وحسن الظن بالله.
وعليه فإنه لا يمكن أن يستفيد منه المصاب المسلم العاقل بالتحاليل عن بُعد أو بمجرد دس بعض العلاجات العينية دون علمه ، أو بدس الرقية له في أكله أو شربه ، فالعلاج بالقرآن لا يستفيد منه إلا من كان مسلماً مؤمناً معتقداً ومتيقناً به كشفاء تام لأمراض القلوب والأبدان ، كمايشترط فيه الأعتراف بهذه الأمراض وبأثرها وتأثيرها وعدم إنكارها ، والقناعه والتسليم بفائدة الرقية وتأثير القرآن في علاجها ، والرضى بأقدار الله بدون تسخط أو تذمر ، والعمل بالأسباب الشرعية للعلاج كما ينصح أهل الخبرة ،
كما قال تعالى :
{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا }.الإسراء(82)
وقال جل وعلا :
{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}فصِّلت(44) .
و قال تبارك وتعالى :
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }. الإسراء (57)
وقال ابن القيم _رحمه الله في كتابه زاد المعاد : (فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها؟!! فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه،
قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله..
وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره :
(فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحمة وليس ذلك لكل أحد، وإنما ذلك للمؤمنين به المصدقين بآياته، العاملين به.
وأما الظالمون بعدم التصديق به أو عدم العمل به فلا تزيدهم آياته إلا خساراً، إذ به تقوم عليهم الحجة).
ولذا ينبغي على المحب لهم والحريص على علاجهم أن يسعى أولاً إلى تصحيح عقيدتهم وأفهامهم وأفكارهم بذكاء وحكمة، عن طريق الأقارب أو الأصحاب أو غيرهم ممن لهم أمر عليهم أو تأثير عليهم أو من له قدر أو ميزة وأحترام أو هيبة أوكلمة مسموعة عندهم، بحيث يقنعونهم بتغير حالهم وبحقيقة أصابتهم بالأمراض الشيطانية من خلال الأعراض التي تظهر عليهم وبشرعية علاجهم بالقرآن بإيمان وقبول وتسليم.