حكم الدعاء الي شهادة أن لا إله إلا الله؛شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب


حكم الدعاء الي شهادة أن لا إله إلا الله؛شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب 



شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله
"   باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله  "

 لما بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب_رحمه الله 
الأمر الذي خلقت له الخليقة وفضله وهو التوحيد، وذكر الخوف من ضده الذي هو الشرك،
 وأنه يوجب لصاحبه الخلود في النار، نبّه بهذه الترجمة على أنه لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه كما يظن الجهال;

 ويقولون: اعمل بالحق واترك الناس وما يعنيك من الناس، بل يدعو إلى الله
 {بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}
 والمجادلة {بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، 

كما كان ذلك شأن المرسلين وأتباعهم إلى يوم الدين، وكما جرى للمصنف وأشباهه من أهل العلم والدين والصبر واليقين.

وإذا أراد الدعوة إلى ذلك، فليبدأ بالدعوة إلى التوحيد الذي هو معنى شهادة أن:
 لا إله إلا الله، إذ لا تصح الأعمال إلا به،
 فهو أصلها الذي تبنى عليه، ومتى لم يوجد، لم ينفع العمل، بل هو حابط، إذ لا تصح العبادة مع الشرك،

 كما قال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} .
 ولأن معرفة معنى هذه الشهادة هو أول واجب على العباد، فكان أول ما يبدأ به في الدعوة.

قال: وقوله تعالى:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} .

و قال ابن كثير: يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم آمرًا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله، 
أي: طريقته وسنته،
 وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان 
هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة وبرهان عقلي شرعي.


وقوله: {سُبْحَانَ اللَّهِ} :
أي: وأنزه الله وأجل وأعظم عن أن يكون له شريك ونديد، تبارك وتعالى عن ذلك {علوًا كبيرًا} .
 قلت: فتبين وجه المطابقة بين الآية والترجمة. 

قيل: ويظهر ذلك إذا كان قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} عطفًا على الضمير في {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} ، 
فهو دليل على أن أتباعه هم الدعاة إلى الله تعالى، وإن كان عطفًا على الضمير المنفصل،
 فهو صريح في أن أتباعه هم أهل البصيرة فيما جاء به دون من عداهم، والتحقيق أن العطف يتضمن المعنيين، فأتباعه هم أهل البصيرة الذين يدعون إلى الله.

وفي الآية مسائل نبه عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله:

_منها: التنبيه على الإخلاص،
 لأن كثيرًا ولو دعا إلى الحق، فهو يدعو إلى نفسه.


_ومنها: 
أن البصيرة من الفرائض، ووجه ذلك أن اتباعه صلى الله عليه وسلم واجب، وليس اتباعه حقًا إلا أهل البصيرة، فمن لم يكن منهم فليس من أتباعه، فتعين أن البصيرة من الفرائض.


_ومنها:
 أن من دلائل حسن التوحيد أنه تنْزيه لله عز وجل عن المسبة.


_ ومنها:
 أن من أقبح الشرك كونه مسبة لله.


_ومنها:
 إبعاد المسلم عن المشركين لا يصير معهم ولو لم يشرك، وكل هذه الثلاث في قوله: {سُبْحَانَ اللَّهِ ... } الآية.


( وصية الرسول لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن )
قال: وعن ابن عباس: 
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" .

وفي رواية: 
"إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم
أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة; فإن أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك، فإياك وكرائمَ أموالهم: 
واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" أخرجاه.

و قوله: "لما بعث معاذًا إلى اليمن". 

قال الحافظ: كان صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن سنة عشر قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره المصنف  يعني البخاري  في أواخر المغازي. 

وقيل: كان ذلك في آخر سنة تسع عند منصرفه صلى الله عليه وسلم من تبوك. رواه الواقدي بإسناده إلى كعب بن مالك، وأخرجه ابن سعد في الطبقات عنه.

 ثم حكى ابن سعد أنه كان في ربيع الآخر سنة عشر. 
وقيل: بعثه عام الفتح سنة ثمان. 
واتفقوا أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد أبي بكر، ثم توجه إلى الشام فمات بها; 

واختلف هل كان معاذ واليًا أو قاضيًا، فجزم ابن عبد البر بالثاني، والغساني بالأول. 
قلت: الظاهر أنه كان واليًا قاضيًا.


قوله: (إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب) :
قال القرطبي: يعني به اليهود والنصارى،
 لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب، وإنما نبهه على هذا ليتهيأ لمناظرتهم، ويعد الأدلة لامتحانهم، لأنهم أهل علم سابق، بخلاف المشركين وعبدة الأوثان.


وقال الحافظ: هو كالتوطئة للوصية ليجمع همته عليها، ثم ذكر معنى كلام القرطبي. 
قلت: وفيه أن مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل، 
والتنبيه على أنه ينبغي للإنسان أن يكون على بصيرة في دينه، لئلا يبتلى بمن يورد عليه شبهة من علماء المشركين، ففيه التنبيه على الاحتراز من الشبه، والحرص على طلب العلم.

قوله:
 "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله". يجوز رفع "أول " مع نصب " شهادة " وبالعكس.

قوله: وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله"، 
هذه الرواية في التوحيد من " صحيح البخاري " 
وفي بعض الروايات: "فادعهم

إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" . 
وفي بعضها وأن محمدًا رسول الله وأكثر الروايات فيها ذكر الدعوة إلى الشهادتين.

وأشار الشيخ محمد بن عبد الوهاب_ رحمه الله
 بإيراد هذه الرواية إلى التنبيه على 
معنى شهادة أن لا إله إلا الله، إذ معناها توحيد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه. 

فلذلك جاء الحديث مرة بلفظ "شهادة أن لا إله إلا الله" ومرة "إلى أن يوحدوا الله".
 ومرة "فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات" . 

وذلك هو الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله الذي قال الله فيه: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا} .

ومعنى الكفر بالطاغوت: 
هو خلع الأنداد والآلهة التي تدعى من دون الله  من القلب، وترك الشرك بها رأسًا، وبغضه وعداوته.

ومعنى الإيمان بالله: 
هو إفراده بالعبادة التي تتضمن غاية الحب بغاية الذل والانقياد لأمره، وهذا هو الإيمان بالله المستلزم للإيمان بالرسل عليهم السلام، المستلزم لإخلاص العبادة لله تعالى، وذلك
 هو توحيد الله تعالى ودينه الحق المستلزم للعلم النافع، والعمل الصالح، 
وهو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله، وحقيقة المعرفة بالله، وحقيقة عبادته وحده لا شريك له.

فلله ما أفقه من روى هذا الحديث بهذه الألفاظ المختلفة لفظًا المتفقة معنى! 
فعرفوا أن المراد من شهادة أن لا إله إلا الله
 هو الإقرار بها علمًا ونطقًا وعملاً، خلافًا لما يظنه بعض الجهال أن المراد من هذه الكلمة هو مجرد النطق بها، أو الإقرار بوجود الله أو ملكه لكل شيء من غير شريك، 
فإن هذا القدر قد عرفه عباد الأوثان وأقروا به، فضلاً عن أهل الكتاب، ولو كان كذلك لم يحتاجوا إلى الدعوة إليه.

وفيه دليل على أن التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه ـ هو أول واجب، فلهذا كان أول ما

دعت إليه الرسل عليهم السلام، 
كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} .
 
وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله: 
وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام، وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلمًا، والعدو وليًا، والمباح دمه وماله معصومَ الدم والمال، ثم إن كان ذلك من قلبه، فقد دخل في الإيمان، 

وإن قاله بلسانه دون قلبه، فهو في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان، وفيه البداءة في الدعوة والتعليم بالأهم فالأهم، واستدل به من قال من العلماء:

إنه لا يشترط في صحة الإسلام النطق بالتبري من كل دين يخالف دين الإسلام، 
لأن اعتقاد الشهادتين يستلزم ذلك ...

وفيه: أنه لا يحكم بإسلام الكافر إلا بالنطق بالشهادتين. قال شيخ الإسلام: 
فأما الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة 
فهو كافر باتفاق المسلمين، وهو كافر باطنًا وظاهرًا عند سلف الأمة وأئمتها، وجماهير علمائها.

قلت: هذا  والله أعلم  فيمن لا يقر بهما أو بإحداهما، 
أما من كُفْرُهُ مع الإقرار بهما ... ففيه بحث، والظاهر أن إسلامه هو توبته عما كفر به.

وفيه أن الإنسان قد يكون قارئًا عالمًا وهو لا يعرف معنى لا إله إلا الله، أو يعرفه ولا يعمل به، نبه عليه الشخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله .

وقال بعضهم: 
هذا الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا، هو الدعوة قبل القتال التي كان يوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه.

قلت: فعلى هذا فيه استحباب الدعوة قبل القتال لمن بلغته الدعوة، أما من لم تبلغه فتجب دعوته.

قوله: (فإن هم أطاعوك لذلك) :
أي: شهدوا وانقادوا لذلك.

قوله: (فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات):
فيه أن الصلاة بعد التوحيد والإقرار بالرسالة  أعظم الواجبات وأحبها، 
واستُدِلَ به على أن الكفار غير مخاطبين بالفروع؛
 حيث دعاهم أولًا إلى التوحيد فقط، ثم دعوا إلى العمل ورتب ذلك عليها بالفاء، 

وأيضًا فإن قوله: "فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم"، يفهم منه أنهم لو لم يطيعوا لم يجب عليهم شيء.

قال النووي: وهذا الاستدلال ضعيف، فإن المراد أعلمهم بأنهم مطالبون بالصلوات وغيرها في الدنيا، والمطالبة في الدنيا لا تكون إلا بعد الإسلام، ولا يلزم من ذلك أن لا يكونوا مخاطبين بها، ويزاد في عذابهم بسببها في الآخرة،

 قال: ثم اعلم أن المختار أنّ الكفار مخاطبون بفروع الشريعة المأمور به والمنهي عنه، هذا قول المحققين والأكثرين.

قلت: ويدل عليه قوله تعالى:
 {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} .

وفيه دليل على أن الوتر ليس بفرض إذ لو كان فرضًا لكان صلاة سادسة لا سيما وهذا في آخر الأمر.

قوله: "فإن هم أطاعوك" لذلك:
 أي: آمنوا بأن الله افترضها عليهم وفعلوها.

قوله: "فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم":
 فيه دليل على أن الزكاة أوجب الأركان بعد الصلاة، وأنها تؤخذ من الأغنياء، وتصرف إلى الفقراء، 
وإنما خص النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء بالذكر 
 مع أنها تدفع إلى المجاهد والعامل ونحوهما وإن كانوا أغنياء ؛ 
لأن الفقراء والله أعلم هم أكثر من تدفع إليهم، أو لأن حقهم آكد.
 وفيه أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها إما بنفسه أو نائبه، فمن امتنع عن أدائها إليه أخذت منه قهرًا.

قيل: وفيه دليل على أنه يكفي إخراج الزكاة في صنف واحد كما هو مذهب مالك وأحمد. 
وعلى ما تقدم لا يكون فيه دليل. 
وفيه أنه لا يجوز دفعها إلى غني ولا كافر، وأن الفقير لا زكاة عليه، وأن من ملك نصابًا لا يعطى من الزكاة من حيث إنه جعل المأخوذ منه غنيًا وقابله بالفقير. 
ومن ملك النصاب فالزكاة مأخوذة منه فهو غني، والغنى مانع من إعطاء الزكاة إلا من استثني، وأن الزكاة واجبة في مال الصبي والمجنون، كما هو قول الجمهور لعموم قوله: من أغنيائهم.

قوله: "فإياك وكرائمَ أموالهم":
 هو بنصب كرائم على التحذير، والكرائم جمع كريمة، أي: نفيسة.

 قال صاحب " المطالع [ابن قلقل] "
 وهي جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة لبن وجمال صورة، أو كثرة لحم وصوف.

 ذكره النووي. وفيه أنه يحرم على العامل أخذ كرائم المال في الزكاة، بل يأخذ الوسط، ويحرم على صاحب المال إخراج شر المال، بل يخرج: الوسط، فإن طابت نفسه بإخراج الكريمة جاز.


قوله: "واتق دعوة المظلوم" :
أي: احذر دعوة المظلوم واجعل بينك وبينهم وقاية بفعل العدل وترك الظلم، لئلا يدعو عليك المظلوم.

 وفيه تنبيه على المنع من جميع أنواع الظلم، والنكتة في ذكره عقب المنع من أخذ الكرائم إشارة إلى أن أخذها ظلم، ذكره الحافظ.


قوله: فإنه : أي الشأن  

ليس بينها وبين الله حجاب :
 أي: لا تحجب عن الله تعالى، بل ترفع إليه فيقبلها وإن كان عاصيًا، كما في حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعًا: "دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه" . وإسناده حسن، قاله الحافظ.


وقال أبو بكر بن العربي: 
هذا وإن كان مطلقًا، فهو مقيد بالحديث الآخر أن الداعي على ثلاث مراتب: 
إما أن يعجل له ما طلب، 
وإما أن يدخر له في الآخرة أفضل منه،
 وإما أن يدفع عنه من السوء مثله. وهذا كما قيد مطلق قوله: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} . 

بقوله تعالى: {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ} .وفي الحديث أيضا قبول خبر الواحد العدل ووجوب العمل به، 
وأن الإمام يبعث العمال لجباية الزكاة وأنه يعظ عماله وولاته، ويأمرهم بتقوى الله، ويعلمهم ما يحتاجون إليه، وينهاهم عن الظلم، ويعرفهم قبح عاقبته والتنبيه على التعليم بالتدريج، ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله

واعلم أنه لم يذكر في هذا الحديث ونحوه الصوم والحج، مع أن بعث معاذ كان في آخر الأمر كما تقدم، فأشكل ذلك على كثير من العلماء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله :
 أجاب بعض الناس أن الرواة اختصر بعضهم الحديث وليس الأمر كذلك، فإن هذا طعن في الرواة، 
لأن هذا إنما يقع في الحديث الواحد مثل حديث عبد القيس ـ حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم لم يذكره . فأما الحديثان المنفصلان، فليس الأمر فيهما كذلك، 
ولكن عن هذا جوابان:

_أحدهما:
 أن ذلك بحسب نزول الفرائض، وأول ما فرض الله الشهادتان. ثم الصلاة،
 فإنه أمر بالصلاة في أول أوقات الوحي، ولهذا لم يذكر وجوب الحج في عامة الأحاديث إنما جاء في الأحاديث المتأخرة.
 قلت: وهذا من الأحاديث المتأخرة ولم يذكر فيها الجواب.


_الثاني: 
أنه كان صلى الله عليه وسلم يذكر في كل مقام ما يناسبه، فيذكر تارة الفرائض التي يقاتل عليها كالصلاة والزكاة، ويذكر تارة الصلاة والصيام إن لم يكن عليه زكاة، ويذكر تارة الصلاة والزكاة والصيام،

 فإما أن يكون قبل فرض الحج، كما في حديث عبد القيس ونحوه،

 وإما أن يكون المخاطب بذلك لا حج عليه.

وأما الصلاة والزكاة، فلهما شأن ليس لسائر الفرائض، ولهذا ذكر الله تعالى في كتابه القتال عليهما،

 لأنهما عبادتان ظاهرتان بخلاف الصوم، فإنه أمر باطن وهو مما ائتمن عليه الناس، 

فهو من جنس الوضوء والاغتسال من الجنابة: ونحو ذلك مما يؤتمن عليه العبد، فإن الإنسان يمكنه أن لا ينوي الصوم وأن يأكل سرًا، كما يمكنه أن يكتم حدثه وجنابته، بخلاف الصلاة والزكاة، 
وهو صلى الله عليه وسلم يذكر في الإعلام الأعمال الظاهرة التي يقاتل الناس عليها، ويصيرون مسلمين بفعلها، فلهذا علق ذلك بالصلاة والزكاة دون الصيام، وإن كان واجبًا كما في آيتي (براءة11) فإن (براءة) نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس.

وكذلك لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن لم يذكر في حديثه الصيام؛ 
لأنه تبع وهو باطن ـ ولا ذكر الحج، 
لأن وجوبه خاص ليس بعام، وهو لا يجب في العمر إلا مرة واحدة. انتهى ملخصًا بمعناه

قوله: أخرجاه، أي: أخرجه البخاري [4347] ومسلم [19] في " الصحيحين " وأخرجه أيضًا أحمد [2070] وأبو داود [1584] والترمذي [629] والنسائي [2284] وابن ماجة [1784] .

إعطاء الرسول الراية لعلي بن أبي طالب يوم خيبر.

قال: ولهما عن سهل بن سعد:
 "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله; 
يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟
 فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها. 
فقال: أين علي بن أبي طالب؟ 
فقيل: هو يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق في عينيه، ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجَع، فأعطاه الراية. 
وقال: انفذ على رسلك حتى تنْزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم" .
 يدوكون أي: يخوضون.

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله :
 هذا الحديث أصح ما روي لعلي رضي الله عنه من الفضائل أخرجاه في " الصحيحين " من غير وجه.


قوله: (عن سهل) :هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس صحابي شهير، وأبوه صحابي أيضًا. مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المائة.

قوله: (قال يوم خيبر) :
 أي: في غزوة خيبر. في " الصحيحين " واللفظ لمسلم عن سلمة بن الأكوع قال: "كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر، وكان رمدًا،
 فقال: أنا تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي رضي الله عنه فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله عز وجل في صباحها" 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
"لأعطين الراية، أو ليأخذن بالراية غدًا رجل يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه. 

فقالوا: هذا علي: فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية، ففتح الله عليه" . 

وهذا يبين أن عليًا رضي الله عنه لم يشهد أول خيبر، وأنه عليه السلام قال هذه المقالة مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها.

قوله: "لأعطين الراية". قال الحافظ في رواية بريدة: "إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله".
 والراية بمعنى اللواء،

 وهو العلم الذي يحمل في الحرب، يعرف به موضع صاحب الجيش وقد يحمله أمير الجيش، وقد يدفعه لمقدم العسكر.

 وقد صرح جماعة من أهل اللغة بترادفهما، لكن روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض. ومثله عند الطبراني عن بريدة، وعند ابن عدي عن أبي هريرة وزاد: مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهو ظاهر في التغاير فلعل التفرقة بينهما عرفية.

قوله:
 "يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". 
فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي الله عنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك، ولكن ليس هذا من خصائصه.

 قال شيخ الإسلام: ليس هذا الوصف مختصًا بعلي ولا بالأئمة، فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله، لكن هذا الحديث من أحسن ما يحتج به على النواصب الذي يتبرؤون منه ولا يتولونه، بل لقد يكفرونه أو يفسقونه كالخوارج.
 لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم، فإن الخوارج تقول في علي مثل ذلك، 

لكن هذا باطل فإن الله ورسوله لا يطلق مثل هذا المدح على من يعلم أنه يموت كافرًا. 

وفيه إثبات صفة المحبة لله، وفيه إشارة إلى أن عليًا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحبه الله، ولهذا كانت محبته علامة الإيمان، وبغضه علامة النفاق ذكره. الحافظ بمعناه.

قوله: "يفتح الله على يديه":
 صريح في البشارة بحصول الفتح على يديه، فكان الأمر كذلك، ففيه دليل على شهادة أن محمدًا رسول الله.

قوله: (فبات الناس يدوكون ليلتهم) :
هو بنصب " ليلتهم " على الظرفية، ويدوكون.

 قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله : يخوضون. والمراد أنهم باتوا تلك الليلة في خوض واختلاف فيمن يدفعها إليه، وفيه حرص الصحابة على الخير ومزيد اهتمامهم به، 
وذلك يدل على علو مراتبهم في العلم والإيمان.

قوله: أيهم يعطاها فهو برفع " أي " على البناء.

قوله: "فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها" :
 وفي رواية أبي هريرة عند مسلم: 
"أن عمر قال: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ".

فإن قلت: إن كانت هذه الفضيلة لعلي رضي الله عنه
ليست من خصائصه; 

فلماذا تمنى بعض الصحابة أن يكون له ذلك؟ 
قيل الجواب كما قال شيخ الإسلام أن في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بإيمانه باطنًا وظاهرًا، وإثبات لموالاته لله ورسوله، ووجوب موالاة المؤمنين له، وإذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة أو دعا له بدعاء أحب كثير من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة، ومثل ذلك الدعاء، 

وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو به لخلق كثير، وكان تعيينه لذلك المعين من أعظم فضائله ومناقبه، وهذا كالشهادة بالجنة لثابت بن قيس، وعبد الله بن سلام وغيرهما، 

وإن كان قد شهد بالجنة لآخرين ، والشهادة لمحبة الله ورسوله للذي ضرب في الخمر. 

قلت: وفي هذه الجملة أيضًا حرص الصحابة على الخير.

قوله: فقال: "أين علي بن أبي طالب؟ ".

 قال بعضهم: كأنه صلى الله عليه وسلم استبعد غيبته عن حضرته في مثل ذلك الموطن، لا سيما ؛

وقد قال: "لأعطين الراية":
 إلى آخره وقد حضر الناس وكلهم طمع بأن يكون هو الذي يفوز بذلك الوعد.
 وفيه سؤال الإمام عن رعيته وتفقده أحوالهم وسؤاله عنهم في مجامع الخير.

قوله: (فقيل له: هو يشتكي عينيه) :
أي: من الرمد كما في " صحيح مسلم " عن سعد بن أبي وقاص فقال: "ادعوا لي عليًا، فأتي به أرمد فبصق في عينيه".

قوله: قال: "فأرسلوا إليه":
بهمزة قطع، أمر من الإرسال، أمرهم بأن يرسلوا إليه فيدعوه له. ولمسلم من طريق إياس بن سلمة عن أبيه قال: "فأرسلني إلى علي ... ، فجئت به أقوده ... أرمد ... ، فبصق في عينيه فبرأ".

قوله: " فبصق "، بفتح الصاد، أي: تفل.

قوله: "ودعا له فبرأ". وهو بفتح الراء والهمزة، بوزن ضرب،

ويجوز الكسر بوزن علم:
 أي: عوفي في الحال عافية كاملة، كأن لم يكن به وجع من رمد ولا ضعف بصر أصلاً. وعند الطبراني من حديث علي: فما رمدت ولا صدعت منذ دفع إلي النبي صلى الله عليه وسلم الراية. وفيه دليل على الشهادتين.

قوله: "فأعطاه الراية":
قال الشيخ محمد بن علد الوهاب _رحمه الله :
 فيه الإيمان بالقدر لحصولها لمن لم يسع، ومنعها عمن سعى، وفيه التوكل على الله، والإقبال بالقلب إليه، وعدم الالتفات إلى الأسباب، وإن فعلها لا ينافي التوكل.


قوله: "وقال انفُذ على رسلك":
 أما " انفذ " فهو بضم الفاء،
 أي: امض لوجهك.

 ورسلك: بكسر الراء وسكون السين :
 أي: على رفقك ولينك من غير عجلة، يقال لمن يعمل الشيء برفق.

 وساحتهم: فناء أرضهم، وهو حواليها.
 وفيه الأدب عند القتال، وترك الطيش والأصوات المزعجة التي لا حاجة إليها، وفيه أمر الإمام عماله بالرفق واللين من غير ضعف ولا انتقاض عزيمة كما يشير إليه قوله: "حتى تنْزل بساحتهم".


قوله: "ثم ادعهم إلى الإسلام" :
أي: الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ومن هذا الوجه طابق الحديث الترجمة.

وفي حديث أبي هريرة عند مسلم: 
"فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب، فأعطاه الراية. 

وقال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. فسار علي شيئًا ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟
 فقال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" .

وفيه أن الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله، المراد بها الدعوة إلى الإخلاص بها وترك الشرك وإلا فاليهود يقولونها، ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إليها بينهم وبين من لا يقولها من مشركي العرب، 
فعلم أن المراد من هذه الكلمة هو اللفظ بها، واعتقاد معناها، والعمل به،

 وذلك هو معنى قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} .

وقوله: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} ، [الرّعد، من الآية: 36] .

 وذلك هو معنى قوله: "ثم ادعهم إلى الإسلام " الذي هو الاستسلام لله تعالى، والانقياد له بفعل التوحيد وترك الشرك.

 وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال، لكن إن كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالهم ابتداء،

 لأن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون، وتستحب دعوتهم لهذا الحديث وما في معناه، وإن كانوا لم تبلغهم وجبت دعوتهم.

وقوله: "وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه":
 أي في الإسلام
 أي: إذا أجابوا إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقوقه التي لا بد من فعلها، كالصلاة، والزكاة، 

وهذا كقوله في حديث أبي هريرة: " فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها" 

وقد فسره أبو بكر الصديق لعمر رضي الله عنهما
 لما قاتل أهل الردة الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. 

فقال له عمر: "كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها؟!
 قال أبو بكر: فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلهم على منعها".

وحاصله أنهم إذا أجابوا إلى الإسلام الذي هو التوحيد فأخبرهم بما

يجب عليهم بعد ذلك من حق الله تعالى في الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من شرائع الإسلام الظاهرة وحقوقه؛ 
فإن أجابوا إلى ذلك فقد أجابوا إلى الإسلام حقًا، وإن امتنعوا عن شيء من ذلك فالقتال باق بحاله إجماعًا. 

فدل على أن النطق بكلمتي الشهادة دليل العصمة لا أنه عصمة، أو يقال:
 هو العصمة لكن بشرط العمل، يدل على ذلك قوله تعالى:
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}ولو كان النطق بالشهادتين عاصمًا لم يكن للتثبت معنى، 
يدل على ذلك قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا} :
 أي: عن الشرك وفعلوا التوحيد {وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} 
 فدل على أن القتال يكون على هذه الأمور.

وفيه أن لله تعالى حقوقًا في الإسلام من لم يأت بها لم يكن مسلمًا، كإخلاص العبادة له والكفر بما يعبد من دونه. وفيه بعث الإمام الدعاة إلى الله، 
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يفعلون.
 وفيه تعليم الإمام أمراءه وعماله ما يحتاجون إليه.

قوله: "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم"3 أن: هي المصدرية، واللام قبلها مفتوحة، لأنها لام القسم، ومدخولها مسبوك بمصدر مرفوع على أنه مبتدأ خبره " خير ".

وحمر بضم المهملة وسكون الميم. والنعم بفتح النون والعين المهملة.
 أي: خير لك من الإبل الحمر، 
وهي أنفس أموال العرب، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء. 
قيل: المراد خير من أن تكون لك فتتصدق بها.
وقيل تقتنيها وتملكها.
قلت: هذا هو الأظهر، والأول لا دليل عليه.
أي أنكم تحبون متاع الدنيا، وهذا خير منه.

قال النووي: وتشبيه أمور الآخرة بأمور الدنيا إنما هو للتقريب إلى الأفهام، وإلا فذرة من الآخرة خير من الأرض بأسرها، وأمثالها معها.

وفيه فضيلة الدعوة إلى الله، وفضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد، وجواز الحلف على الفتية والقضاء والخبر، والحلف من غير استحلاف


.....................

قول الشيخ ابن باز في شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب _رحمه الله 
"  باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله  "

وقول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108].  

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلي الله وعليه وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن 
قال :إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله

 وفي رواية: إلى أن يوحِّدوا الله.
 فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة.
 فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتُرد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم. واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب أخرجاه.

ولهما عن سهل بن سعد  أن رسول الله صلي الله وعليه وسلم؛
 قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدًا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه. 

فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلي الله وعليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها ,
فقال: أين علي بن أبي طالب؟ 
فقيل: هو يشتكي عينيه. فأرسلوا إليه فأُتي به،
 فبصق في عينيه ; ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع. 

فأعطاه الراية فقال: أُنفُذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.

الشيخ محمد بن عبد الوهاب_رحمه الله بعدما ذكر كتاب التوحيد وحق الله على العبيد وبيّن الأدلة وذكر فضل التوحيد وتحقيقه وذكر الخوف من ضده، ذكر بابًا آخر مؤكدًا لما مضى:
 (باب الدعاء إلى شهادة ألا إله إلا الله) وما تقدم كله في الدعوة إلى شهادة ألا إله إلا الله، 
ولكن هذا من باب التأكيد،

 المعنى: باب وجوب الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، والإيمان به وبرسوله عليه الصلاة والسلام، ذاك بيان وهذا بيان بوجوب الدعوة إلى الله وهذا واجب العلماء؛ 

لأنهم خلفاء الرسل، فالواجب على أهل العلم الدعوة إلى الله، وتبصير الناس بحق الله ودين الله، وإرشادهم إلى ما خلقوا له، وتحذيرهم مما نهى الله عنه، هذا هو واجب أهل العلم، وواجب كل مؤمن على حسب طاقته أن يدعو إلى الله وأن يرشد إلى دينه وأن يحذر من ضد ذلك، 

قال تعالى:"  قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي  " [يوسف:108] 
يعني قل يا محمد قل يا أيها الرسول للناس:

"    هَذِهِ سَبِيلِي   "[يوسف:108] 
يعني هذه الطريقة التي أنا عليها من توحيد الله والإخلاص له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،
 وغير هذا والجهاد في سبيل الله هذه هي سبيل الله: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ [يوسف:108]

 يعني هذه طريقي ومحجتي التي أسير عليها، 
وهي الدعوة إلى الله، وهي الصراط المستقيم توحيد الله وطاعته والدعوة إلى ذلك: 
أَدْعُو إِلَى اللَّهِ [يوسف:108] لا إلى غيره، لا إلى ملك ولا إلى قبيلة ولا إلى مذهب معين من مذاهب الناس، ولكن أَدْعُو إِلَى اللَّهِ

 يعني: أدعو إلى توحيد الله وطاعة الله واتباع شريعته كما دعت الرسل، الرسل كلهم بُعثوا بهذا

"    وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ   "[النحل:36] 

قال تعالى: 
"   وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ   "[الأنبياء:25]
 كل الرسل من أولهم إلى آخرهم، من أولهم نوح لما أرسله الله إلى أهل الأرض، وقبله آدم، إلى آخرهم محمد صلي الله وعليه وسلم ،
 كلهم أرسلوا إلى الناس بهذه الدعوة يدعون الناس إلى توحيد الله وطاعته والإيمان به وبرسله وبكل ما أخبر الله به ورسوله عن الآخرة والجنة والنار والحساب والجزاء وغير ذلك، ويأمرونهم بما أوجب الله وينهونهم عما حرم الله هذه دعوة الرسل عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108] على علم ما هو عن جهل،
 الداعي إلى الله لا بدّ أن يدعو إلى الله على بصيرة وعما قاله الله ورسوله لا بالرأي والتخريص لا ولكن بالعلم؛ قال الله قال الرسول كذا،

 قال تعالى: "  وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ   "[فصلت:33]

 وقال تعالى: "  وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ   "[الحج:67].

وفي الصحيحين أن معاذًا لما بعثه الرسول صلي الله وعليه وسلم  إلى اليمن قال له: إنك تأتي كما في حديث ابن عباس أن الرسول صلى الله وعليه وسلم  لما بعث معاذًا إلى اليمن 
قال له: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب وهم أهل اليمن، وكان سكانه ذلك الوقت من العرب ومن اليهود إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله 

وفي الرواية الأخرى: وأني رسول الله

 وفي اللفظ الآخر: فادعهم إلى أن يشهدوا ألا إله إلا الله وأني رسول الله 

وفي رواية البخاري: فادعهم إلى أن يوحدوا الله وهذا هو معنى شهادة ألا إله إلا الله،

 معناها: توحيد الله والإخلاص له، فإن هم أطاعوك لذلك، يعني تركوا الشرك واستقاموا على التوحيد وآمنوا بالرسول محمد صلي الله وعليه وسلم فإنهم يؤمرون بعد هذا بالصلاة والزكاة وبقية أمور الإسلام، 

قال:
 فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتُرد في فقرائهم هذا يبين لهم أنهم لا يُدعون إلى الصلاة والزكاة وغيرها إلا بعد التوحيد، بعد أن يدعوا الشرك، بعد أن يوحدوا الله وينقادوا للشريعة ويؤمنوا بالله أنه ربهم وإلههم ومعبودهم الحق، 

ويدعوا عبادة الأوثان والأصنام ويؤمنوا بمحمد صلي الله وعليه وسلم وأنه رسول الله إذا آمنوا بالله ورسوله وتركوا عبادة الأوثان والأصنام؛

 بعد ذلك يُدعون إلى الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك، فأول شيء يدعى إليه توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وبرسوله عليه الصلاة والسلام وبالإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله،

 هذا أول شيء، ثم الدعوة إلى الصلاة والزكاة والصيام والحج وترك المعاصي وفعل كل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه، هذا كله بعد إيمانهم بالله ورسوله، بعد شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، تكون الدعوة بعد ذلك إلى بقية أركان الإسلام، وإلى بقية أمور الإسلام، وإلى ترك ما نهى الله عنه.

 هذا هو واجب الدعاة على هذا التفصيل يبدؤون بالأهم فالأهم.

وهكذا في حديث سهل بن سعد لما بعث النبي صلي الله وعليه وسلم  عليًا إلى خيبر، وكانت خيبر فيها اليهود وقد قاتلهم النبي صلي الله وعليه وسلم  وفتح بعض حصونهم وطال حصارهم، وفي بعض الأيام دعا عليًا، في بعض الأيام
 قال: لأعطين الراية غدًا يقول للصحابة في الليل: لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله فبات الناس يدوكون ليلتهم يخوضونها كل واحد يقول: لعلي أن أكون هذا الأمير الذي يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، محبة لهذا الوصف، 
ما هو لأجل الإمارة، لأجل هذا الوصف العظيم أنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كل مؤمن يحب الله ورسوله، وكل مؤمن يحبه الله ورسوله، ولكن الشهادة من الرسول صلي الله وعليه وسلم  على التعيين بأن هذا الشخص يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله هذه منقبة عظيمة، ولهذا حرص عليها الصحابة، فلما أصبح غدوا إليه كل يرجى أن يعطى هذه الراية... فقال: أين علي بن أبي طالب؟
 ابن عمه ، رابع الخلفاء، قيل له: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه
 وفي رواية قال: (فأرسلوا إليه)، فلما جاء وكان قد رمدت عيناه تفل في عينيه، ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، لما وصل علي تفل النبي صلي الله وعليه وسلم في عينيه ودعا له بالشفاء فأبرأه الله في الحال، وهذه من علامات النبوة أن الله أبرأ بريقه الشريف ودعوته الطيبة هذا المرض العظيم في الساعة الراهنة في الحال؛ 
فصار كأن لم يكن به وجع طيب العينين سليم العينين، فأعطاه الراية .. 

قال: انفذ على رِسلك يعني: سر على مهلك، حتى تنزل بساحتهم

 يعني: سر إلى اليهود في خيبر، ولا تكن جبانًا بعيدًا انزل بساحتهم
 لأن النزول بساحتهم أوهن لقلوبهم وأضعف لقلوبهم وأشجع للمسلمين؛ بخلاف ما إذا نزل بعيدًا عنهم، فإنهم قد يتقوون وقد ينشطون لكن إذا نزل قريبًا منهم صار هذا أوهن لقلوبهم وأضعف لهم وأشجع للمؤمنين، وأدعا لهم إلى الحزم والقوة.

ثم ادعهم إلى الإسلام يعني: بعد النزول بساحتهم يعني بقربهم لا تعجل، وإن كانوا قد دُعوا قبل هذا أراد أن يكرر عليهم إعذارًا وإنذارًا ادعهم إلى الإسلام يعني مرة أخرى بعدما دعاهم النبي صلي الله وعليه وسلم في السابق،
 وهذا يدل على استحباب كثرة تكرار الدعوة إذا رآها ولي الأمر أن يكرر، وإن رأى أن يغير عليهم غرة فلا بأس، كما أغار النبي صلي الله وعليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون؛

 لأنهم قد دُعوا وأُنذروا فأبوا فأغار عليهم النبي صلي الله وعليه وسلم وهم غارون فقتل مقاتلتهم وسبى ذريتهم،
 وهنا اليهود ما غار عليهم وهم غارون بل كرر الدعوة
 فدل على أن ولي الأمر بالخيار إن شاء كرر الدعوة، 
وإن رأى المصلحة في عدم التكرار أغار عليهم اكتفاء بالدعوة السابقة.

قال: وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه من صلاة وغيرها، فو الله ؛

لأن يهدي الله حلف وهو الصادق وإن لم يحلف عليه الصلاة والسلام ولكن للتأكيد، 
وهذا يدل على أنه لا بأس بالحلف بل يُشرع الحلف إذا كان المقام يقتضي ذلك للحث على الجهاد والصبر وتنفيذ أوامر الله فو الله 

لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم يعني خير لك من جميع النوق الحمر التي على الأرض، كانت العرب تعظمها وتحبها، 

والمعنى: أن هذا خير لك من الدنيا وما عليها، هذا مثال، والمراد أن هداية واحد خير لك من الدنيا وما عليها، فهذا فيه الحث على الدعوة والترغيب فيها، 
وأن الإنسان يحرص على هدايتهم لا يكون همه قتالهم، يكون أكبر همه أن الله يهديهم هذا المطلوب الأول أن الله يهديهم، فإن أصروا وأبوا إلا القتال قاتلهم، كما أمر النبي صلي الله وعليه وسلم  عليًا بذلك.

وفيه منقبة لعلي ، وأنه ممن يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وهو رابع الخلفاء الراشدين : الصديق الأول، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، هؤلاء هم أفضل الصحابة وهم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وأرضاهم.

ففي هذا الحديث والذي قبله الحث على الدعوة إلى الله، وأن على أهل العلم وعلى ولاة الأمور أن يحرصوا على الدعوة إلى الله وتبليغ الناس دين الله لعلهم يهتدون، ثم الجهاد بعد ذلك إذا لم يستجيبوا وجب الجهاد مع القدرة.


سؤال وجواب 

س/ بالآيات لكن هل ورد أنه صلي الله وعليه وسلم  بزق في عينيه بذكر من الأذكار والتعويذ بكلمات الله ؟

ج/ ذكر أنه تفل ودعا، دعا له بالشفاء وأجابه الله في الحال.



س/بعض الناس إذا استعمل طريقة في الدعوة أنه يدعو إلى فضائل الأعمال ويترك الدعوة إلى التوحيد يقول يفرق بين الناس ؟

ج/ لا لا، هذا غلط، هذا من جهله إذا كان يدعو المشركين يبدأ بالتوحيد،

 أما إذا كان يدعو المسلمين يرغبهم في الثبات على الحق وعلى طاعة الله ورسوله والحذر من المعاصي لأنهم موحدون

 أما إن كان يدعو أهل الشرك يبدأهم بالدعوة إلى التوحيد وترك الشرك هذا التي بدأ بها النبي صلي الله وعليه وسلم وأمر الصحابة أن يبدؤوا بها؛

 لأن الشرك أعظم الذنوب نسأل الله العافية.


س/ الحلف في التجارة على سلعة معينة إذا كنت مثلا متأكد أنها جيدة وسعرها جيد وأنا بار؟

ج/لا بأس، لكن لا يكثر بس، يقلل من الأيمان إذا دعت الحاجة لليمين وهو صادق فلا بأس لكن ينبغي له ألا يكثر .


س/ الصحابة كانوا يخرجون جماعة يحددون أياما ثلاثة أيام أو أربعين يوما أو شهرين يتركون أهليهم وذويهم ؟

ج/ الدعوة ما لها تحديد يا ولدي الدعوة ما لها تحديد بأيام ولا بشهور يدعو بما تيسر.



س/ما لها تحديد؟

ج/ إذا اتفق جماعة على أن يخرجوا شهرا أو شهرين فلا بأس للدعوة إلى الله إن كانوا أهل علم وبصيرة أو سنة أو سنتين ما يخالف ما في حد محدود الرسول أمر بعث سبعين من الدعاة إلى البادية ولم يحدد لهم مدة، وبعث معاذا إلى اليمن ولم يحدد له مدة .

فالدعاء إلى الله ما فيه حد محدود على حسب ما يراه الدعاة إن حددوا لأنهم عشرة أيام أو أسبوع أو شهر أو أقل أو أكثر أو ما حددوا شيئا حسب التيسير ما في بأس جماعة التبليغ هذه اصطلاحا لهم لأجل يتأهبون كونهم يحددون شهرا أو شهرين يحتاجون له حتى يكون الزاد يناسبهم ويكفيهم
 أما إذا كان المدة ما يدرون عنها كيف يتزودون؟ لا بد من تحديد المدة حتى يخرجون لها بالزاد الذي يكفيهم .


س/ولكن المشكلة هم لا يدعون إلى التوحيد يدعون إلى المعاملات؟

ج/ يعلمون هذا جهل منهم إذا كانوا يدعون المشركين يدعونهم إلى التوحيد أما إن كانوا يدعون المسلمين يدعونهم إلى ما قصروا فيه .


س/ قصده جماعة التبليغ؟

ج/ جماعة التبليغ أو غيرهم، المقصود جماعة الدعوة إلى الله سموا تبليغا أو دعاة لا بد يهتمون بالشيء الذي وقع فيه الناس إن كان عندهم الشرك بدأوا بالشرك وإن كانوا مسلمين وعندهم معاصي وعندهم الخمر أو الزنا اجتهدوا في التحذير من هذا، عندهم الربا اجتهدوا في التحذير من ذلك، عندهم أعمالا أخرى رديئة نبهوهم عليها.


س/ إذا علم أن رجلا عاصي في المعاملات لكن يشك في شركياته؟

ج/ يعلمون هذا وهذا ينهونه عن الشرك ويحذرونه من المعاصي كلها يحذرونه من الشرك والمعاصي جميعها هذا وهذا إن كان عندهم معاصي ولكن يشك في إسلامهم يوضح لهم الإسلام والدعوة إلى التوحيد ويبين لهم أيضًا الحذر من المعاصي .


س/يستدرج في الحديث معهم؟

ج/ هذا وهذا .
تعليقات