لأنه كافر مخلد في نار جهنم:

قال تعالي:

 (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) .

 

إذاً إن من اعتقد أن الخمر حلال، فهو مضاد لله مكذب لرسوله، خارج عن إجماع المسلمين:

قال تعالي:

(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)

أما من شرب الخمر، وهو يؤمن ويعتقد بأنها حرام، ولكن سولت له نفسه بها فشربها، فهو عاص لله، فاسق عن طاعته، مستحق للعقوبة.

 عقوبته في الدنيا أن يجلد بما يراه ولاة الأمور رادعا له، ولغيره، بشرط أن لا ينقص عما جاء عن السلف الصالح.

  فإذا تكرر من الشارب الشرب، وهو يعاقب ولا يرتدع، فقال ابن حزم: يقتل في الرابعة.

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله :

 يقتل في الرابعة عند الحاجة إليه إذا لم ينته الناس بدون القتل، وهذا عين الفقه؛

 لأن الصائل على الأموال إذا لم يندفع إلا بالقتل قتل، فما بالكم بالصائل على أخلاق المجتمع وصلاحه وفلاحه؛

لأن ضرر الخمر لا يقتصر على صاحبه، بل يتعداه إلى نسله ومجتمعه.

 

 وقال ابن القيم -رحمه الله في حادي الأرواح:

آفات الخمر، وأطال، ومما قال: من آفات خمر الدنيا: أنها تغتال العقل، ويكثر اللغو على شربِها، بل لا يطيبُ لشُرْابِها ذلك إلا باللغو.

 وتوقع العداوة والبغضاء بين الناس، وتصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، وتدعو إلى الزنا، وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم.

 وتذهب الغيرة، وتورث الخزي والندامة والفضيحة، وتلحق شاربها بأنقص نوع الإنسان، وهم المجانين، وتسلبة أحسن الأسماء والسمات، وتكسوه أقبح الأسماء والصفات.

 وتسهل قتل النفس، وإفشاء السر الذي في إفشائه مضرته أو هلاكه.

 وتهتك الأستار، وتظهر الأسرار، وتدل على العورات، وتُهَوْنُ ارتكاب القبائح والمآثم، وتخرج من القلب تعظيم المحارم.

 وكم أفقرت من غني! وأذلت من عزيز!

ووضعت من شريف! وسلبت من نعمة!

وجلبت من نقمة! وفسخت من مودة!

 ونسجت من عداوة! وكم فرقت بين رجل وزوجته! فذهبت بقلبه وراحت بلبه.

 وكم أورثت من حسرة! وأجرت من عبرة!

وكم أغلقت في وجه شاربها بابا من الخير! 

وفتحت له بابا من الشر! وكم أوقعت في بلية!

وعجلت من منيته! وكم أورثت من خزية!.

 

فهي جماع الإثم، ومفتاح الشر، وسلابة النعم، وجالبة النقم.

 

وقال أحد الصالحين:

شارب الخمر يتصور نفسه الشجاع المقدام، والحاكم المطاع، وهو في الحقيقة أضعف من دجاجة، وأخبث من جُعل.

 يقترف الإجرام، وينطق بأخبث الكلام، وربما سب الله ورسوله ودين الإسلام، وربما لعن أباه وأمه وغيرهم من ذوي الأرحام.

 وربما ضرب زوجته وطلقها من غير سبب، وربما وضع الأقذار على نفسه.

 يضحك بلا عجب، ويبكي من غير سبب.

 لو رأيته وهو ثمل يترنح، وقد احمرت منه العينان، وارتعشت منه اليدان، حقير ذليل، قد اختلط عليه الليل بالنهار، خائف وجل، يهذي بما لا يدري.

 

وقال أحد الصالحين:

 ألا إنَّ شُربَ الخمرِ ذنبٌ معظمٌ

          يُزيل صفاتِ الآدمي المسددِ

ويُلـحَق بالأنعام بل هو دونُها

          يخلّـط في أفعـاله غير مهتدِ

يُزيل الحيـا عنه ويَذهب بالغنى

          ويُوقَع في الفحشا وقتل التعمدِ

فكـل صفات الذم فيها تجمعتْ 

          لذا سميت أم الفـجور فأسندِ

 

وهنا تأمل !

كم من حرة تعاني من سوء تعامل زوجها السكير، وتسكت صابرة من أجل أبنائها الذين يفقدون عطف أبيهم ورعايته، وهذا قد يسبب لهم أمراضاً نفسية، أو انحرافاً يقود لإدمان المخدرات، وبيع العرض.

 تحروا عند تزويج البنات، وتفقدوا بناتكم بعد الزواج، لتطمأنوا على حياتهن، فربما ابتليت بعض البنات بسكير، فعاشت في ضيق وخوف، وأقرب الناس لا يدري عنها بسبب الغفلة، وحسن الظن.

............