مقدمة:
أباح الله لنا جميع الطيبات، وحرم علينا الخبائث والمضرات؛ والعقل تشريف للإنسان وتمييز له عن الحيوان، وهو سبب لتكريم بني الإنسان على الخلق، واصطفاء الأنبياء والرسل منهم ؛
معني الخمر :
وهو كل ما خَمَّرَ العقل، وكل مسكر خمر.
_قال ابن الأَعرابي:
وسميتِ الخمر خمرًا لأنها تُركت فاختمرت ، واخْتمارها تغير ريحها؛ويقال:سميت بذلك لمخامرتها العقل.
_وروى الأَصمعي عن معمر بْنِ سليمان قال:
«لقيت أَعرابياً فقلت: ما معك؟
قال: خمرٌ. والخمر: ما خمر العقل،
وهو المسكرُ مِنَ الشراب، وهي خمرةٌ وخمرٌ وخمورٌ
مثل تمرةٍ وتمرٍ وتمورٍ».
_الخمر :
هو كُلُّ شرابٍ خمرَ العقلَ فستره وغَطّى عليه، وهو من قول القائل: "خمرتَ الإناء" إذا غطيته ؛
والخمرُ شرابٌ يحتوي في تركيبته على الكحول المَعروف علمياً باسم "الإيثانول"، كما ويُصنع من العديد من الأغذية مثل العنب والشّعير،
وله طرقٌ عدّة في التصنيع كالتخمير والتقطير.
_ والخمر:
هو كل مسكر من مطعوم، أو مشروبٍ، أو مشمومٍ.
لقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
"كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ".
وخَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ:
"الْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ"
_متفق عليهما.
ومعنى: خامر العقل، أي غطاه بالسكر والذهول.
إذاً الخمر ليس محصوراً بالشراب، بل هو كل ما أسكر وغطى العقل، واختل به التمييز سكراً وتلذذاً.
_إن الخمر حرام بكتاب الله:
_إن الخمر حرام بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
_إن الخمر حرام بإجماع الأمة إجماعاً قطعياً معلوماً من دين الإسلام بالضرورة، لا خلاف فيه ولا نزاع، ولا إشكال ولا لبس.
.......................
حكم الخمر ؟!
أولاً:
_ الخمر حرام بكتاب الله
قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)
لقد تجلت براعةُ الأسلوب القرآني في تحريم الخمر في هاتين الآيتين، من وجوه:
أن الله صدر الآية بالنداء الجميل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ).
وهذا تنبيه إلى أن ما بعده حكماً يجب تنفيذه، ثم قرن سبحانه الخمر مع الميسر والأنصاب والأزلام، بل قدمها عليها لأنها مفتاح لكل شر كما قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِيَّاكُمْ وَالْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ"
_حسنه الألباني.
وزاد الحق سبحانه المؤمن تنفيراً منها عندما جعلها من عمل عدوه اللدود، وهو الشيطان الذي قرر عداوته في موضع آخر بقوله:
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).
والخمر سبيل من سبل الشيطان يوقع بسببها العداوة والبغضاء، وذلك بما تُفْقِدُهُ من وعيٍ يكونُ سبباً للتعدي والغلط.
أما صدها عن ذكر الله والصلاة، فظاهر، فإن المخمور ينسى كلَ شيءٍ، ولا هم له إلا معاقرة الخمر.
وما يدعو لاجتنابها:
أن الله جعل اجتنابها فلاحاً، فقال تعالي:
(فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ولا شك أن تعاطيها وارتكابها خيبة ومحقاً.
ثانياً:
_الخمر حرام بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أيما تحذير؛
_فمرة باللعن، وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله؛
فقد: "؛لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ"
_رواه الترمذي قال الألباني:حسن صحيح وابن ماجة وصححه الألباني عَنْ أَنَسِ -رضي الله عنه.
_ومرة بالتهديد بعدم دخول الجنة، أو المنع من بعض نعيمها:
قال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم:
"ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَقَاطِعُ الرَّحِمِ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ"
_حديث حسن رواه ابن حبان عَنْ أَبِي مُوسَى، وقال الألباني: "صحيح لغيره".
وبقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ"
_متفق عليه عَنْ بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما.
_ومرة بالتحريم والوعيد بعقوبة خاصة:
قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم:
"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللهِ -عز وجل عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ"
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟
قَالَ: "عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ" أَوْ "عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ"
(رواه مسلم عن جابر-رضي الله عنه)
_ومرة بعدم قبول العمل:
بقوله صلى الله عليه وسلم:
"ما من أحدٍ يشربُها فتقبلُ له صلاةٌ أربعين ليلةً، ولا يموتُ وفي مثانته منها شيءٌ، إلا حُرِّمتْ بها عليه الجنة؛ فإن مات في أربعين ليلة ماتَ ميتةً جاهليةً"
_رواه الطبراني بإسناد صحيح والحاكم وصححه الألباني عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما.
جلس أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم- بعد وفاةِ النبيِ صلى الله عليه وسلم ؛
فذكروا أعظمَ الكبائرِ؛ فلم يكنْ عندَهُم فيها علمٌ؛ فأرسلوا ابن عمرَ إلى عبدِ اللهِ بْنِ عمرو رضي الله عنهم يسألُهُ، فأخبَرَه:
أنَّ أعظمَ الكبائرِ: شُرْبُ الخَمْرِ.
فأتاهُمْ فأخبَرَهُمْ فأنْكَرُوا ذلك، ووثَبُوا إلى ابن عَمْرٍو جميعاً؛ حتَّى أتوْهُ في دارِهِ، فأخبَرَهُمْ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:
"إِنَّ مَلِكاً مِنْ مُلُوكِ بَنِي إسرائيلَ أَخَذَ رجلاً فخَيَّرَهُ بينَ أنْ يَشْرَبَ الخمْرَ، أو يقتُلَ نَفساً، أو يَزْنِيَ، أو يأكلَ لَحْمَ خنزيرٍ، أو يقتلُوهُ إن أبى، فاختارَ أَنْ يشربَ الخمرَ، وإِنَّهُ لما شَرِبَ الخمرَ لم يمتنعْ من شَيْءٍ أرادُوهْ منه
أي أنه قتل الغلام وزنى وأكل لحم الخنزير "
_رواه الطبراني بإسناد صحيح والحاكم وصححه الألباني.
وحدث عُثْمَانُ رضي الله عنه فقال:
"اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ أي تعلقت به وهامت به حباً- فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا، فَقَالَتْ لَهُ:
إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ، حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ -أي جميلة- عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ -إناء كبير- فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، فإنْ أبيتَ صُحْتُ بكَ وفضحتك.
قال: فلما رأى أنَّهُ لا بد له من ذلك قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا!
قَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ"
_رواه النسائي،وقال الألباني"صحيح موقوف عليه"
ثالثاً:
_الخمر محرمة بالإجماع:
قال ابن العثيمين -رحمه الله:
وأجمع علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وقديم الزمان وحديثه،
على أن الخمر حرام إجماعا قطعيا لا ريب فيه،
فمن قال إنها حلال فهو كافر يستتاب،
فإن تاب وأقر بتحريمها ترك،
وإلا قتل كافرا مرتدا لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين،
وإنما يرمس بثيابه في حفرة بعيدة لئلا يتأذى المسلمون برائحته، وأقاربه بمشاهدته، ولا يرث أقاربه من ماله،وإنما يصرف ماله في مصالح المسلمين، ولا يدعى له بالرحمة، ولا النجاة من النار؛
لأنه كافر مخلد في نار جهنم:
قال تعالي:
(إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) .
إذاً إن من اعتقد أن الخمر حلال، فهو مضاد لله مكذب لرسوله، خارج عن إجماع المسلمين:
قال تعالي:
(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
أما من شرب الخمر، وهو يؤمن ويعتقد بأنها حرام، ولكن سولت له نفسه بها فشربها، فهو عاص لله، فاسق عن طاعته، مستحق للعقوبة.
عقوبته في الدنيا أن يجلد بما يراه ولاة الأمور رادعا له، ولغيره، بشرط أن لا ينقص عما جاء عن السلف الصالح.
فإذا تكرر من الشارب الشرب، وهو يعاقب ولا يرتدع، فقال ابن حزم: يقتل في الرابعة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله :
يقتل في الرابعة عند الحاجة إليه إذا لم ينته الناس بدون القتل، وهذا عين الفقه؛
لأن الصائل على الأموال إذا لم يندفع إلا بالقتل قتل، فما بالكم بالصائل على أخلاق المجتمع وصلاحه وفلاحه؛
لأن ضرر الخمر لا يقتصر على صاحبه، بل يتعداه إلى نسله ومجتمعه.
وقال ابن القيم -رحمه الله في حادي الأرواح:
آفات الخمر، وأطال، ومما قال: من آفات خمر الدنيا: أنها تغتال العقل، ويكثر اللغو على شربِها، بل لا يطيبُ لشُرْابِها ذلك إلا باللغو.
وتوقع العداوة والبغضاء بين الناس، وتصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، وتدعو إلى الزنا، وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم.
وتذهب الغيرة، وتورث الخزي والندامة والفضيحة، وتلحق شاربها بأنقص نوع الإنسان، وهم المجانين، وتسلبة أحسن الأسماء والسمات، وتكسوه أقبح الأسماء والصفات.
وتسهل قتل النفس، وإفشاء السر الذي في إفشائه مضرته أو هلاكه.
وتهتك الأستار، وتظهر الأسرار، وتدل على العورات، وتُهَوْنُ ارتكاب القبائح والمآثم، وتخرج من القلب تعظيم المحارم.
وكم أفقرت من غني! وأذلت من عزيز!
ووضعت من شريف! وسلبت من نعمة!
وجلبت من نقمة! وفسخت من مودة!
ونسجت من عداوة! وكم فرقت بين رجل وزوجته! فذهبت بقلبه وراحت بلبه.
وكم أورثت من حسرة! وأجرت من عبرة!
وكم أغلقت في وجه شاربها بابا من الخير!
وفتحت له بابا من الشر! وكم أوقعت في بلية!
وعجلت من منيته! وكم أورثت من خزية!.
فهي جماع الإثم، ومفتاح الشر، وسلابة النعم، وجالبة النقم.
وقال أحد الصالحين:
شارب الخمر يتصور نفسه الشجاع المقدام، والحاكم المطاع، وهو في الحقيقة أضعف من دجاجة، وأخبث من جُعل.
يقترف الإجرام، وينطق بأخبث الكلام، وربما سب الله ورسوله ودين الإسلام، وربما لعن أباه وأمه وغيرهم من ذوي الأرحام.
وربما ضرب زوجته وطلقها من غير سبب، وربما وضع الأقذار على نفسه.
يضحك بلا عجب، ويبكي من غير سبب.
لو رأيته وهو ثمل يترنح، وقد احمرت منه العينان، وارتعشت منه اليدان، حقير ذليل، قد اختلط عليه الليل بالنهار، خائف وجل، يهذي بما لا يدري.
وقال أحد الصالحين:
ألا إنَّ شُربَ الخمرِ ذنبٌ معظمٌ
يُزيل صفاتِ الآدمي المسددِ
ويُلـحَق بالأنعام بل هو دونُها
يخلّـط في أفعـاله غير مهتدِ
يُزيل الحيـا عنه ويَذهب بالغنى
ويُوقَع في الفحشا وقتل التعمدِ
فكـل صفات الذم فيها تجمعتْ
لذا سميت أم الفـجور فأسندِ
وهنا تأمل !
كم من حرة تعاني من سوء تعامل زوجها السكير، وتسكت صابرة من أجل أبنائها الذين يفقدون عطف أبيهم ورعايته، وهذا قد يسبب لهم أمراضاً نفسية، أو انحرافاً يقود لإدمان المخدرات، وبيع العرض.
تحروا عند تزويج البنات، وتفقدوا بناتكم بعد الزواج، لتطمأنوا على حياتهن، فربما ابتليت بعض البنات بسكير، فعاشت في ضيق وخوف، وأقرب الناس لا يدري عنها بسبب الغفلة، وحسن الظن.
............
ولا يُقال إنّ الخمر حُرّم للإسكار فقط، حتّى لا يزعمُ قائلٌ أنّه شربه ولم يسكر، فذلك باطلٌ!!!!!!
حكم شارب الخمر والصلاة:
قال صلي الله وعليه وسلم:
(ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة:مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث)
قال صلي الله وعليه وسلم:
(ثلاثة لا تقربهم الملائكة السكران)
قال صلي الله وعليه وسلم:
(الخمر أم الخبائث، فمن شربها لن تقبل صلاته أربعين يوماً، فإن مات وهي في بطنه مات ميتةً جاهلية)
قال صلي الله وعليه وسلم:
(شارب الخمر كعابد وثن)
وه
قل صلي الله وعليه وسلم:
(إن على الله لعهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، عرق أهل النار)
قال صلي الله وعليه وسلم:
(من شرب الخمر في الدنيا، ثم لم يتب منها؛ حرمها في الآخرة)
جاءت الأحاديث الصحيحة الكثيرة في عقوبة من شرب الخمر وأنه لا تُقبل صلاته أربعين يوماً
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ،
وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ،
فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ،
وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ،
فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ،
وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ ؟
قَالَ : عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ )
_صححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
وليس معنى عدم قبول الصلاة أنها غير صحيحة ، أو أنه يترك الصلاة ، بل المعنى أنه لا يثاب عليها .
فتكون فائدته من الصلاة أنه يبرئ ذمته ، ولا يعاقب على تركها .
قال أبو عبد الله ابن منده :
" قوله " لا تقبل له صلاة " !!
أي : لا يثاب على صلاته أربعين يوماً عقوبة لشربه الخمر ، كما قالوا في المتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب إنه يصلي الجمعة ولا جمعة له ، يعنون أنه لا يعطى ثواب الجمعة عقوبة لذنبه " تعظيم قدر الصلاة "
وقال النووي_رحمه الله:
وَأَمَّا عَدَم قَبُول صَلاته فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لا ثَوَاب لَهُ فِيهَا وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَة فِي سُقُوط الْفَرْض عَنْهُ , وَلا يَحْتَاج مَعَهَا إِلَى إِعَادَة.
ولا شك أنه يجب على شارب الخمر أن يؤدي الصلاة في أوقاتها ولو أخل بشيء من صلاته لكان مرتكباً لكبيرة عظيمة هي أشد من ارتكابه لكبيرة شرب الخمر .
وهذه العقوبة على شارب الخمر إنما هي لمن لم يتب ، أما من تاب وأناب إلى الله فإن الله يتوب عليه ويتقبل منه أعماله .
كما في الحديث السابق :
( فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) .
وكما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)
_رواه ابن ماجه،وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة
....................
فشرب الخمر كبيرة من الكبائر، يجب البعد عنها واجتنابها؛
ولا تقبل صلاته أربعين صباحا :