مقدمة:
ففي الحديث ؛حدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وإن فطرة الإنسان خاضعة لهذه العقيدة السليمة لهذا الدين، حتى لو كان صاحبها مكابراً وجاهلاً فإنه في وقت الأزمة لا يجد إلا الله تعالى معينا ومغيثا وملاذا وملجأ يهرع إليه كما أخبر عز وجل بقوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (العنكبوت: 65)،
وقوله عز وجل: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (يونس: 12)
وأصحاب الفطرة السليمة القويمة فإنها لا تطمئن ولا تركن إلا بذكر الله عز وجل كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).
فالدين الإسلام هو فطرة الله التي فطر الناس عليها كما أخبر صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ، ثُمَّ يَقُولُ: {فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}. (٢).
وحيثُ أن الدين مطلب إنساني ضروري لا بديل عنهُ في جميع نواحي الحياة البشرية، مرتكز في فطر الناس، حافظ لعقولهم، مهذب لأرواحهم، واصل بينهُم وبين خالقهم، منظم لشؤون حياتهم كلها، فلا يقبل عاقل بعد كل هذا مثل تلك المُهاترات السخيفة التي تزعمُ عدم الحاجة إليه ووجود ما يغني عنه
ويجب علينا نشر الوعي في الدين بفتح كل القنوات أمام سريان مياهها بكل سهولة ويسر وتذليل العقبات أمامها يعد ضمانة هامة لتحقيق التوازن الروحي والإشباع النفسي لأفراد المجتمع جميعا؛ بحيث يكونون في حالة سلم مع الله ومع النفس ومن ثم مع المجتمع والناس.