لا للمخدرات ..قاومها

مقدمة :

فالله حرم كل الخبائث؛ والمخدرات من الخبائث 

بكل أنواعها المختلفة من حشيش وأفيون وكوكيين وحبوب... إلى غير ذلك ؛التي تغيب العقل وتفسده..

 وكل ذلك نهى عنها الله ورسوله صلي الله وعليه وسلم؛

 تعاطي المخدرات من الكبائر؛

 ‏ يستحق مرتكبها المعاقبة في الدنيا والآخرة سواء كان تعاطها من طريق الأكل أو الشرب أو الحقن او الشم..

وتعاكي المخدرات تكون بدايتها الفضول والتجربة ومجاراة اصدقاء السؤ بلاإدراك ولا استوعاب دمارها وتكون نهايتها الحسرة والندامة؛ فاحذرها !

 لإنها سؤ العاقبة في الدنيا وخسران للآخرة

والله توعد من تعاطي مسكرا بأن يسقيه من طينة الخبال؟ لقوله صلي الله وعليه وسلم:

(إِنَّ على اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ؛قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، وما طينَةُ الخَبَالِ؟قالَ: ‏عَرَقُ أَهلِ النار أو عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ)رواه مسلم

أي :قيح وصديد ودماء أجساد أهل النار

 لا للمخدرات ..هيا قاوم !‏

 فالمخدرات تزهقُ نفسك وتهلكها..وتفتك بعقلك..

 ‏وتضيع أموالك وتبددها..وتدمر عائلتك وتشتتها..

 ‏وتهلك صحتك؛ والله يقول:

 ‏(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)

 لاللمخدرات..هيا قاوم !

المخدرات دمار ساحق..وبلاءٌ ماحق..وموتٌ بطيء ..

فكم خربت المخدرات من بيوت كانت بأهلها عامرة!!

وكم شتت من أسر وعائلات كانت ملتئمة آمنة!!

 لاللمخدرات..هيا قاوم !

المخدرات آفة؛ إذا طرقت نفسًا أفسدتها..

وإذا دخلت عقلًا خرَّبته وهدَمته..

وإذا دخلت بيتًا دمرته وأفسدته.. 

لاللمخدرات..هيا قاوم!

فكم من شاب قضت المخدرات علي آمالهُ وطموحاته..

كم من ألم وحسرة أورثتها المخدرات لمتعاطتيها فكانت سبب ضياعهُ دنيا وآخرة

  ‏(خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)


واعلم أنك مسئول عن مالك وصحتك أمام الله؛

 فلقد قال صلى الله عليه وسلم:

 ‏( لنْ تَزُولَ قَدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ ؟

 ‏وعن شبابِه فيمَ أَبْلاهُ ؟

 ‏وعَنْ مالهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ ؟

 ‏وعنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ؟ )

واحذر أصدقاء السوء لأن الصاحب ساحب ؛

قال صلي الله وعليه وسلم :

(الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ)

 

!لاللمخدرات..هيا قاوم

قال الحسن البصري رحمه الله :

 لو كان العقل يشترى ،لتغالى الناس في ثمنه ،فالعجبُ ممن يشتري بمالِه ما يفسده.

فيجب أن تقف مع نفسك وقفة عزم علي الا تلمسها ابداً؛

لأن بتعاطيك المخدرات لن تُدرك فلاحًا في دنياك..ولن تدرك نجاحًا في آخرتك... 

أتأمن أيها السكران جهلاً

      بأن تفجأك في السكر المنية

فتضحى عبرةً للناسِ طراً

     وتلقى اللهَ من شر البرية.

 هيا لِتراجع أهل الاختصاص؛لتسأل كيف تتعالج من الادمان اوكيفية الوقاية منهُ ومن حولك !!

لانها مسئولية عليك وعلينا جميعًا؛

ولنبادر جميعا علي توعية الشباب وانقاذهم من الوقوع في المخدرات!!

لقوله صلي الله وعليه وسلم 

(كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)

 وقال تعالى:

 ‏(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)

 ‏ وقال تعالي:

 ‏(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)

فالحذر الحذر من كل ما يذهب عقلك ويمحق أجرك.. 

لقد اعطاك الله عقل وميزك به عن سائر المخلوقات..

وهو من الضروريات التي جاء الإسلام للحفاظ عليها

والجناية عليه(بالمخدرات)يوقع في مخاطر لا تخفى على كل عاقل.

وقد جاءت الشريعة مشددة على حرمة المخدرات وتعاطيها وتهريبها وحيازتها وصنعتها وزراعتها ؛ لما لها من اضرار جسيمة علي النفس والفرد والمجتمع


الادله علي حرمة المخدرات !!

قال تعالي:

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)

في هذه الآية قاعدة عامة، وهي إباحة فعل الطيبات، وتحريم كل ما هو خبيث...

وهنا المخدرات بكل أنواعها تُعدّ من الخبائث.

ولا يُتصوَّر من شخص عاقل أن يُصنف المخدرات إلا مع الخبائث..

والنبي صلي الله وعليه وسلم وصف الخمر بأنها أم الخبائث، و هذا ينطبق ايضاً على المخدرات؛ لأنها أشد ضرراً من الخمر فتكون محرمة؛ لدفع الضرر الواقع ،

وسد ذرائع الفساد.

وقال تعالي:

( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُون)

 وهنا الآيتان تدل علي تحريم الخمر، الذي يخامر العقل ويحول بينه وبين معرفته الأشياء على حقيقتها؛

 ‏وبالتأكيد ان المخدرات تشترك مع المسكرات، في كونها تخدر الجسم وتغطي العقل؛ 

 ‏فإنها أيضاً محرمة ؛بالقياس على علة التحريم.

 قال صلي الله وعليه وسلم:

 ‏(مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ) 

 ‏هنا النبي صلي الله وعليه وسلم عدَّ كل مسكرة خمراً سواء سميت بذلك أو لم تسم به.

 قال صلي الله وعليه وسلم :

 ‏(كُلُّ مُخمِّرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)

 ‏وهنا الخمر يغطي العقل؛وقد جمع الرسول؛كل ما غطى العقل، وأسكر ولم يفرق بين نوع ونوع..

 ‏ولا عبرة لكونه مأكولاً أو مشروباً او محقوناً او مشموماً؛ ‏ لان كل ذلك حرام.‏

وعن جابر رضي الله عنه:

(أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ وَجَيْشَانُ مِنْ الْيَمَنِ فَسَأَلَ النَّبِيَّ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنْ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ فَقَالَ النَّبِيُّ: أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:كُلُّ مُسْكرٍ حَرامٌ، إِنَّ على اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ من طينَةِ الْخَبَالِ.

 قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وما طِينَةُ الْخَبَالِ؟

 ‏قَالَ: عرقُ أَهلِ النارِ أَوْ عُصارةُ أَهلِ النَّارِ)_رواه مسلم


وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:

(نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ)

 والمفتّر (بتشديد التاء) من فتره، فالمفتّر كل ما يورث الفتور والخمول والانكسار والضعف، واسترخاء الجسم وهدوء الأطراف..

  والمخدرات تورث الفتور؛

 ‏والنهي عن المفتر نهي عن المخدر، والنهي عن تناول الشيء، يدل على تحريمه، فيكون تناول المخدرات حراماً.

إذاً المخدرات حرام بلا خلاف 

 و اتفق الفقهاء :

على حرمة تعاطي المخدرات، الطبيعية والمصنعة؛

لأنها جميعاً تودي بالعقل وتفسد وتضر بالجسم والمال، وتحط من قدر متعاطيها، في المجتمع..

قال ابن تيمية رحمه الله:

أما الحشيشة الملعونة المسكرة، فهي بمنزلة غيرها من المسكرات؛ والمسكر فيها حرام.

لقول صلى الله عليه وسلم :

(كُلُّ مُخَمِّرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)

 

المخدرات تغيبك عن الواقع وتعطيك سعادة وهمية مؤقتة وتجعلك تحلق في عالم الخيال الكاذب ثم ينقلب كل كابوس خانق مدمر لك ولمن حولك ؛

وكل ذلك بسبب عجزك عن مواجهة مشكلاتك فما جعل الله شفاء الأمة فيما حرم عليها 

فقاوم ..لا للمخدرات

 

تعليقات