أحوال السلف في رمضان
مقدمة:
مقدمة:
خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل ، فهو شهر نزول القرآن ، وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات وفيه العتق من النار ، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر الجود والإحسان وهو شهر الدعاء المستجاب.
لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا في العمل الصالح طمعا في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه.
حال قدوة الناس أجمعين ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؛
قال ابن القيم رحمه الله : وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان:
الإكثار من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجـود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يكثر فيـه الصدقة ، والإحسان ، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر ، والاعتكاف.
وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة. (زاد المعاد في هدي خير العباد : 2/30).
لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً ، ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات ، كانوا سباقين إلى الخير ، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين ، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى ، وخاصة في مواسم الخيرات ، ومضاعفة الحسنات.
وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة. (زاد المعاد في هدي خير العباد : 2/30).
لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً ، ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات ، كانوا سباقين إلى الخير ، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين ، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى ، وخاصة في مواسم الخيرات ، ومضاعفة الحسنات.
حال السلف والقرآن في رمضان ؛
نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي ،
فهذا الإمام البخاري رحمه الله كان إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ، يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية ، وكذلك إلى أن يختم القرآن ، وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن ، فيختم عند الإفطار كل ليلة.(صفة الصفوة)
وروي عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة ، قال الربيع : كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة ، وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة. (صفة الصفوة).
وقد يتبادر إلى ذهن أحدنا إشكال فيقول قد جاء النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم ذم من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ،
وروي عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة ، قال الربيع : كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة ، وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة. (صفة الصفوة).
وقد يتبادر إلى ذهن أحدنا إشكال فيقول قد جاء النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم ذم من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ،
فكيف هؤلاء العلماء يخالفون ذلك؟!!
يقول ابن رجب رحمه الله : وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ،
يقول ابن رجب رحمه الله : وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ،
فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر ، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان ، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ، وعليه يدل عمل غيرهم.
يعني من السلف الذين كانوا يقرؤون القرآن في أقل من ثلاث ليال وذلك في رمضان وخاصة في العشر الأواخر.
هكذا كان حال السابقين مع رمضان، فقد ترك هؤلاء فضائل الأعمال التي هي دون القرآن الكريم في المثوبة والأجر ، فما بالنا نحن لا نريد أن نعزم على ترك المحرمات والمكروهات في تلك الأوقات التي ينادينا فيها منادي السماء : أن يا باغي الخير أقبل ؟!!
كما كان الرجل من السلف الصالح يحرص على أن يُشرك أهله وأصحابه في ذلك الفضل، فهذا زبيد اليامي كان إذا حضر رمضان أحضر المصحف ، وجمع إليه أصحابه ..
وبعضهم كان يخصص ختمة لأولاده يجمعهم عليها ؛ لينشئوا على تعظيم رمضان وحب القرآن ..
ومنهم من كان يستغل الفترة من بعد الإفطار إلى صلاة العشاء ، وهي الفترة التي يقضيها الناس الآن في تسالي التلفاز في تلاوة القرآن ، ويجعل لنفسه ختمة مخصصة بهذه الفترة ، مثل سعيد بن جبير ، وساعدهم على ذلك أنهم كانوا يؤخرون صلاة العشاء في شهر رمضان تأخيرا شديدا ، كما قال ابن عساكر في تاريخ دمشق ، فهل من مشمر للحاق بهم ؟
السلف والقيام في رمضان :
قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام ، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان ، يمضون نهارهم بالصيام ، ويحيون ليلهم بالقيام ،
قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام ، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان ، يمضون نهارهم بالصيام ، ويحيون ليلهم بالقيام ،
ذكر الحافظ الذهبي عن أبي محمد اللبان رحمه الله أنه:أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد فصلّى بالناس التراويح في جميع الشهر فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر ، فإذا صلى درّس أصحابه. وكان يقول : لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً ، وكان ورده لنفسه سبعا مرتلاً.
فقيام الليل دأب الصالحين ، حيث وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله :(والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً ) وقال النبي صلي الله عليه وسلم :وهو يصف عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما :(إنَّ عبد اللهِ رجُلٌ صالحٌ لو كَانَ يُصلِّي من الليلِ )
وهو سمة الذاكرين لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (إذا أيقظَ الرَّجلُ أهلهُ من اللَّيل فَصلَّيا أو صلَّى ركعتين جَمِيعًا كُتبا فِي الذَّاكرين والذَّاكراتِ )..
وهو العلامة التي يعرف بها المتقون ،كما قال تعالي :(إنَّ المُتَّقين في جنَّاتٍ وعُيُونٍ آخذين ما آَتاهُم ربُّهُم إِنَّهُم كَانُوا قَبلَ ذلكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا من اللَّيلِ ما يهجعُون وبالأسحارِ هُم يستغفرُون).
وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان إذا هدأت العيون قام فيُسَمعُ له دوي كدوي النحل حتى يصبح ،
وكان طاووس رحمه الله إذا اضطجع على فراشه يتقلب عليه كما تتقلب الحبة على المقلاة ثم يثب ويصلي إلى الصباح ، ثم يقول: طيّر ذكر جهنم نوم العابدين ،
وكان الحسن رحمه الله يقول: ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال ، فقيل له: ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره ،
وكان عبد العزيز بن رواد إذا جن عليه الليل يأتي فراشه فيمد يده عليه ويقول: إنك للين ووالله إن في الجنة لألين منك ، ولا يزال يصلي الليل كله ،
وكان الفضيل بن عياض يقول : إني لأستقبل الليل من أوله فيهولني طوله فأفتتح القرآن فأصبح وما قضيت نهمتي .
فكان بعضهم يقضي جُلّ الليل في التبتل إلى الله أسوة برسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد روى مالك في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما أنه قال : سمعت أبي يقول:(كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل أحدنا الخدم بالطعام مخافة الفجر)
وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا فرغ الناس من الصلاة بالمسجد أخذ إداوةً ( إناء يصنع من الجلد ) من ماءٍ ثم عاد إليه ، فلا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح .
وصار من السابقين من يختم القرآن في تهجده كل عشرة أيام ، ومنهم من يختمه في تهجده كل سبع ليال.
وحتى من تقدم بهم السن قد حرصوا على أخذ قسطهم من هذا الزاد ، حكا الوليد بن علي عن أبيه أن سويد بن غفلة كان يؤمنا في شهر رمضان في القيام ، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة ..
وبعضهم كان يتقاسم ليله مع أهله وأولاده ، قال أبو عثمان النهدي: تضيّفت أبا هريرة رضي الله عنه سبعاً( أي نزلت عليه ضيفا ) فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً ، يصلي هذا ثم يوقظ هذا ..
وقال يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة ، وكانوا يقرءون بالمائتين ، وكانوا يتوكئون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام ..
وهذا المثنى بن سعيد يقول: أدركت هذا المسجد ( مسجد بني ضبيعة ) وإمامهم يصلي بهم في رمضان ، يختم بهم في كل ثلاث رجل يقال له عمران بن عصام، وصلى فيهم قتادة بعده ، فكان يختم في كل سبع ..
وكان شداد بن أوس رحمه الله إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول :
اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.
وكان طاوس رحمه الله يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيّر ذكر جهنم نوم العابدين.
وكان طاوس رحمه الله يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيّر ذكر جهنم نوم العابدين.
عن السائب بن يزيد قال : أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما
أن يقوما للناس في رمضان فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلاّ في فروع الفجر. (أخرجه البيهقي).
وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر.(أخرجه مالك في الموطأ)
وعن أبي عثمان النهدي قال : أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان فأمر أسرعهم أن يقرأ بثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين.( أخرجه عبد الرزاق في المصنف)
وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هرمز قال : كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم.(أخرجه البيهقي)
وقال نافع : كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح ( أخرجه البيهقي)
وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال : سمعت ابن أبي ملكية يقول : كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها وما يبلغني أنّ أحدا يستثقل ذلك.(أخرجه ابن أبي شيبة)
وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال : كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام.
وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال : كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة ، قال : وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام. (أخرجه البيهقي)
فهل نعجز عن أن نكون مثل هؤلاء ؟! كلا !
وإنما نحتاج فقط إلى قليل من العزم مع التفكر فيما ينتظر من يفعل مثل ذلك من النعيم الدائم في جنات عرضها كعرض السموات والأرض ..
السلف والصدقة في رمضان :
الصدقة تطفئ غضب الرب ، وقال النبي صلي الله عليه وسلم :(ما من عبد مسلم يتصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا إلا كان الله آخذها بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فصيله حتى تبلغ التمرة مثل أحد )،
وقال صلي الله عليه وسلم: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس )،
وقال صلي الله عليه وسلم:( الصدقة تسد سبعين باباً من الشر )
عرف السابقين فضل التصدق والأنفاق في سبيل الله فأقبلوا عليه بنفس راضية ، بل وتسابقوا فيه وتنافسوا ، وكان أحدهم يرى نفسه أحوج إلى ثواب الصدقة من حاجة الفقير المسكين إليها ،
قال الشعبي رحمه الله: من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته وضرب بها وجهه.
وكان ذلكم التسابق وهذا التنافس بينهم يزداد بحلول شهر رمضان اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم: الذي كان أكرم من الرياح المرسلة ،
يقول يونس بن يزيد وهو يصف حال ابن شهاب الزهري المحدث الشهير : كان ابن شهاب إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة القرآن ، وإطعام الطعام ..
وهذا حماد بن أبي سليمان يُروى أنه كان يضيف في شهر رمضان خمسين رجلا كل ليلة ، فإذا كانت ليلة العيد كساهم ، وأعطى كل رجل منهم مائة درهم..
وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل ..
وكان الشافعي رحمه الله يقول: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلي الله عليه وسلم، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم ..
وهذا السلطان ألب أرسلان يتفقد الفقراء في كل رمضان بخمسة عشر ألف دينار ( الدينار كان متوسط وزنه 4 جرامات ذهب ) ،
أما صلاح الدين الأيوبي فذُكر أنه أقام بالقدس قبل حطين جميع شهر رمضان في صيام وصلاة وقرآن ، وكلما وفد عليه أحد من رؤساء الفرنج للزيارة فعل معه غاية الإكرام تأليفا لقلوبهم كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ..
وهذا أحد الخلفاء العباسيين يرتب عشرين دارا للضيافة يفطر فيها الصائمون من الفقراء ، يُطبَخ لهم في كل يوم فيها طعام كثير ، ويحمل إليها أيضا من الخبز النقي والحلواء شيء كثير ،
السلف والجود في رمضان:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. (متفق عليه)
قال المهلب : وفيه بركة أعمال الخير وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة.
وقال ابن رجب رحمه الله:قال الشافعي رضي الله عنه : أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصّوم والصلاة عن مكاسبهم.
وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاّ مع المساكين. وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل.
السلف والاعتكاف في رمضان :
السابقون وسنة الاعتكاف في رمضان، روى ابن ماجة في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :(في المُعتكفِ هُو يعكفُ الذُّنُوب ويُجرى لهُ من الحسناتِ كعامل الحسناتِ كُلِّها).
وورد في الأثر (من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين)،وذلك لما فيه من خلو المرء بنفسه، وابتعاده قليلا عن دوامة الحياة وضوضائها التي تلهي القلب وتشغله عن التفكر في مصيره ومآله بعد موته ..
وحرص النبي صلي الله عليه وسلم على سنة الاعتكاف مدة بقائه بالمدينة المنورة بعد هجرته ، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه:( أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله)
وعن أنس رضي الله عنه أنه قال :(كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا كان مقيما يعتكف في العشر الأواخر من رمضان ، فإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين)
وروي عن أنس رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا حان العشر الأواخر من رمضان طوى فراشه ، وشد مئزره ، واجتنب النساء ، وجعل عشاءه سحورا ..
واقتدى الصحابة رجالا ونساء بالنبي صلي الله عليه وسلم على سنة الاعتكاف ، فقد روي عن أبي سعيد الخدري أنه قال: اعتكف رسول الله صلي الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم ـ أي أصحابه ـ يجهرون بالقراءة، وهو في قبة له، فكشف الستر، وقال:(إذا كان أحدكم يناجي ربه، فلا يرفعن بعضكم على بعض القراءة) .
السلف ومدارسة العلم في رمضان:
العلم خير ما يرزق بها الإنسان ، ويعظم فضله إذا ما اقترن بالإيمان بالله سبحانه وتعالى ، كما قال تعالي :(يرفعِ اللَّهُ الَّذين آمنُوا منكمْ والَّذين أُوتُوا العلمَ درجاتٍ واللَّهُ بما تعملُون خبيرٌ ).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام.
وهذا الفضل جعل السلف الصالح يقبلون على العلم تعلما وتعليما بشغف ، وكانت رغباتهم إليه تزداد في رمضان حيث يضاعف ثواب العمل الصالح ،
فهذا ابن عباس رضي الله عنهما وهو أمير البصرة كان يغشى الناس في رمضان فما ينقضي الشهر حتى يفقههم ..
ولعل ابن عباس لم يتفرغ للقرآن في رمضان كما فعل الزهري ومالك لأنه كان رجلا أميرا يرى من المسئولية عليه أن يضاعف من جهده في تفقيه الناس ،
أما مالك والزهري فكانا يعلمان الحديث تطوعا ، فرأيا أن من الأفضل أن يتفرغا لأنفسهما في هذا الشهر ، ويؤكد ذلك أن مالكا لما سئل عن ذلك قال : شهر أحب أن أتفرغ فيه لنفسي ..
السلف والأخلاق في رمضان :
كان من هدي السابقين في رمضان أيضا الصبر على الصوم مهما كان شاقا ، فقد روي عن الأحنف بن قيس أنه قيل له : إنك شيخ كبير ، وإن الصيام يضعفك ، فقال : إني أعده لسفر طويل ، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه..
ومع حرصهم على الاجتهاد في فعل الخير في رمضان إلا أنهم كانوا يكرهون التكلف فيه ، جاء عن وهب بن جابر أنه قال : كنت في بيت المقدس فجاء مولى لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقال : إني أريد أن أقيم ها هنا شهر رمضان ، فقال له عبد الله : تركت لأهلك ما يقوتهم ؟ قال : لا ، قال : فارجع فاترك عندهم ما يقوتهم ، إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ..
الحرص على استغلال الأوقات في رمضان ؛فقد جاء في إحياء علوم الدين أن الحسن البصري مر بقوم وهم يضحكون فقال : إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته ، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف أقوام فخابوا ، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون ، وخاب فيه المبطلون .
وحفظ سائر الجوارح عما نهى الله عنه ؛
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء ،
وكان أبو هريرة يقول: إذا كنت صائماً فلا تجهل ولا تساب ، وإن جُهِل عليك فقل: إني صائم ..
وكان من هدي السابقين أيضا ألا يسافروا في رمضان إلا إذا دعت الضرورة كي لا يرهق المسافر أو يضطر إلى الفطر فقد قدم رجل على عمر رضي الله عنه فقال : متى خرجت ؟ قال : في شهر رمضان ، قال :صدق من وصفك بالجفاء ألا أقمت حتى تفطر ثم تسافر ..
وأما عن السفر الضروري ،فقد ذكره ابن القيم في زاد المعاد : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم سافر في رمضان فصام وأفطر وخيّر الصحابة بين الأمرين ، وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله .
السلف وحالهم مع أولادهم في رمضان :
دأب السلف على تدريب أطفالهم على الصيام فإذا شبوا ألفوه ، فقد جاء عن عكرمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كنا نأخذ الصبيان من الكتاب فيقومون بنا في شهر رمضان ، ونعمل لهم الخشكنانج ( حلوى من السكر ) ..
وبتلك التربية كان ينشأ الصبي فيرى الصيام سهلا ميسورا ، ولو تركوا دون تدريب وتوجيه حتى شبوا بحجة أنهم غير مكلفين لشق عليهم الأمر كما يحدث لبعض الشباب المسلم الآن ، فليكن لنا أسوة حسنة في سلفنا الصالح في توجيه أبنائنا وتربيتهم على خصال الخير.
السلف وبكاء من عجز عن الصوم :
إن السابقين كانوا يبكون إذا أدرك أحدهم رمضان وبه علة تمنعه الصيام ، فقد روي عن سعيد الجريري عن أبي نضرة قال : مرض رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فدخل عليه أصحابه يعودونه فبكى ، فقالوا : يا أبا عبد الله ما يبكيك ؟ ألم يقل لك رسول الله صلي الله عليه وسلم:( خذ من شاربك ثم اصبر حتى تلقاني) فقال : بلى ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ذات يوم وقد أهل شهر رمضان : ( لو يعلم العباد ما في شهر رمضان لتمنى العباد أن يكون شهر رمضان سنة ).
بكى المرضى لعجزهم عن الصيام وهم معذورون عند الله ، فما بال أصحاؤنا وما بال شبابنا وشباتنا ؟!!
أما آن لهم أن يعرفوا فضل رمضان وصيامه ؟!!
قصص عن جود وكرم السلف في رمضان
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ - يعني جبريل طول الشهر يلقَى النبي كل ليلة ،فينسلخ الشهر-
فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. (متفق عليه)
وقال ابن رجب رحمه الله:قال الشافعي رضي الله عنه : (أُحبُّ للرجلِ الزيادة بالجودِ في شهر رمضان ؛اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحاجةِ الناس فيهِ إلى مصالحهم ، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم) ،فالجود في رمضان من أهل الجود والكرم مطلوب.
وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يصوم ، ولا يفطر إلاَّ مع المساكين ، يأتي إلى المسجد فيصلي ثم يذهب إلى بيته ومعه مجموعة من المساكين ، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة.
وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه ، أخذ نصيبه من الطعام ، وقام فأعطاه السائل ، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفْنَةِ ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
يقول يونس بن يزيد : كان ابن شهاب الزهري إذا دخل رمضان قال : (فإنما هو تلاوة القرآن ، وإطعام الطعام).
وكان حماد بن أبي سليمان يُفطِّر في شهر رمضان خمسَ مائةِ إنسانٍ ، طيلة شهر رمضان هو مسئول عنهم وعن تفطيرهم وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكلِّ واحدٍ منهم مائة درهم.
وقال ابن رجب رحمه الله:قال الشافعي رضي الله عنه : (أُحبُّ للرجلِ الزيادة بالجودِ في شهر رمضان ؛اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحاجةِ الناس فيهِ إلى مصالحهم ، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم) ،فالجود في رمضان من أهل الجود والكرم مطلوب.
وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يصوم ، ولا يفطر إلاَّ مع المساكين ، يأتي إلى المسجد فيصلي ثم يذهب إلى بيته ومعه مجموعة من المساكين ، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة.
وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه ، أخذ نصيبه من الطعام ، وقام فأعطاه السائل ، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفْنَةِ ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
يقول يونس بن يزيد : كان ابن شهاب الزهري إذا دخل رمضان قال : (فإنما هو تلاوة القرآن ، وإطعام الطعام).
وكان حماد بن أبي سليمان يُفطِّر في شهر رمضان خمسَ مائةِ إنسانٍ ، طيلة شهر رمضان هو مسئول عنهم وعن تفطيرهم وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكلِّ واحدٍ منهم مائة درهم.
الإخلاص والبركة في الوقت :
نقل الذَّهبي عن الأسود بن زيْد رحمه الله : أنَّه كان يختم القرآن في رمضان في كلِّ ليلتين ، وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القُرآن في غير رمضان في كلِّ ستِّ ليال.
نقل الذَّهبي عن الأسود بن زيْد رحمه الله : أنَّه كان يختم القرآن في رمضان في كلِّ ليلتين ، وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القُرآن في غير رمضان في كلِّ ستِّ ليال.
وكان قتادة رحِمه الله يختم القُرآن في كلِّ سبع ليالٍ مرَّة ، فإذا دخل رمضان ختمَ في كلِّ ثلاث ليال مرَّة ، فإذا دخل العشْر ختم في كلِّ ليلة مرَّة.
وهذا من خصائصِ هذا الشَّهر المبارك ، الَّذي يبارك الله فيه للمخْلصين في أوقاتهم وعبادتِهم ، فلا عجب.
بل إن الشَّافعي رحمه الله كان يختم القُرآن في شهْر رمضان ستِّين ختمة ، وفي كل شهرٍ ثلاثين ختمة ، يختمه في صلاة ، وليس قراءة ، والخبر مشْهور في كتُب السير.
وكان وكيع بن الجرَّاح رحمه الله ؛ يقرأُ القرآن في رمضان في الليل ختمة وثلثًا ، ويصلِّي مع ذلك اثنتي عشرة ركعة من الضِّحى ، ويصلِّي من الظهر إلى العصر.
ويقول عبدالرَّحمن بن هرمز : كان القرَّاء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات ، فإذا قام بِها القرَّاء في اثنتَي عشرة ركعة ، رأى النَّاس أنَّه خفّف عنْهم.
ويقول ابن أبي مُليكة رحمه الله:كنتُ أقومُ بالنَّاس في شهر رمضان ، فأقرأ في الرَّكعة: "الحمد لله فاطر" (46 آية) ونحوها ، ما يبلُغُني أنَّ أحدًا يستثْقِل ذلك.
وقام رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بأصحابه مرَّة إلى ثلُث اللَّيل ، ومرَّة إلى نصْف اللَّيل ، فقالوا : لو نفلْتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال :
وهذا من خصائصِ هذا الشَّهر المبارك ، الَّذي يبارك الله فيه للمخْلصين في أوقاتهم وعبادتِهم ، فلا عجب.
بل إن الشَّافعي رحمه الله كان يختم القُرآن في شهْر رمضان ستِّين ختمة ، وفي كل شهرٍ ثلاثين ختمة ، يختمه في صلاة ، وليس قراءة ، والخبر مشْهور في كتُب السير.
وكان وكيع بن الجرَّاح رحمه الله ؛ يقرأُ القرآن في رمضان في الليل ختمة وثلثًا ، ويصلِّي مع ذلك اثنتي عشرة ركعة من الضِّحى ، ويصلِّي من الظهر إلى العصر.
ويقول عبدالرَّحمن بن هرمز : كان القرَّاء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات ، فإذا قام بِها القرَّاء في اثنتَي عشرة ركعة ، رأى النَّاس أنَّه خفّف عنْهم.
ويقول ابن أبي مُليكة رحمه الله:كنتُ أقومُ بالنَّاس في شهر رمضان ، فأقرأ في الرَّكعة: "الحمد لله فاطر" (46 آية) ونحوها ، ما يبلُغُني أنَّ أحدًا يستثْقِل ذلك.
وقام رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بأصحابه مرَّة إلى ثلُث اللَّيل ، ومرَّة إلى نصْف اللَّيل ، فقالوا : لو نفلْتنا بقية ليلتنا هذه؟ فقال :
إنَّه مَن قام مع الإمام حتَّى ينصرِف ، كتب له قيام ليلة.(صحيح أبي داود)
وكانت امرأة أبي محمَّد حبيب الفارسي تقول له بالليل : قد ذهب اللَّيل ،وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصَّالِحين قد سارت قُدَّامَنا ، ونحن قد بقينا.
ويدلُّ كلُّ ذلك على شغفهم الشَّديد بالصَّلاة ، وولعِهم بحضور الجماعة ،
وكانت امرأة أبي محمَّد حبيب الفارسي تقول له بالليل : قد ذهب اللَّيل ،وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصَّالِحين قد سارت قُدَّامَنا ، ونحن قد بقينا.
ويدلُّ كلُّ ذلك على شغفهم الشَّديد بالصَّلاة ، وولعِهم بحضور الجماعة ،
فقد كان الرَّبيع بن خُثيم رحِمه الله بعد ما سقط شقه أي : أصابه الشَّلل النصفي يهادى بين الرجُلين في المسجد ، وكان أصحابُه يقولون له : يا أبا اليزيد ، قد رخَّص الله لك لو صلَّيت في البيت ،
فيقول : إنَّه كما تقولون ، ولكنِّي سمِعْتُه ينادي : حيَّ على الفلاح ، فمن سمع منكم : حيَّ على الفلاح ، فليُجِبْه ولو زحفًا، ولو حبوًا.
وعن ابن المسيب رحمه الله قال :ما فاتتْني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة ، وما فاتتني التَّكبيرة الأولى منذ خَمسين سنة ، وما نظرتُ في قفا رجُل في الصَّلاة منذ خَمسين سنة.
وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال :
وعن ابن المسيب رحمه الله قال :ما فاتتْني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة ، وما فاتتني التَّكبيرة الأولى منذ خَمسين سنة ، وما نظرتُ في قفا رجُل في الصَّلاة منذ خَمسين سنة.
وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال :
أتيتُ رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم وهو يصلِّي ، وفي صدْره أزيز كأزيز المرجل من البكاء. (صحيح أبي داود)
قصص من زهد السلف:
قال السلمي : سمعت أبا سهل يقول : ما عقدت على شيء قط ، وما كان لي قفل ولا مفتاح ، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط.
وقال أيضاً : دخلت على محمد بن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور ، فقال : يا أبا عبد الله ! تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير ، قد نزل بي الموت ، وقد منَّ الله علي أنه مالي درهم يحاسبني الله عليه.
قال السلمي : سمعت أبا سهل يقول : ما عقدت على شيء قط ، وما كان لي قفل ولا مفتاح ، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط.
وقال أيضاً : دخلت على محمد بن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور ، فقال : يا أبا عبد الله ! تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير ، قد نزل بي الموت ، وقد منَّ الله علي أنه مالي درهم يحاسبني الله عليه.
ثم قال :أغلق الباب ، ولا تأذن لأحد حتى أموت ، وتدفنون كتبي ، وأعلم أني أخرج من الدنيا ، وليس أدع ميراثاً غير كسائى ولبدي وإنائي الذي أتوضا فيه ، وكتبي هذه ، فلا تكلفوا الناس مؤنة.
وكان معه صرة فيها نحو ثلاثين درهماً فقال :هذا لابني أهداه قريب له ، ولا أعلم شيئاً أحلّ من هذا المال ؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أنت ومالك لأبيك) ،
وقال : (أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه) ، فكفّنوني منها فإن أصبتم لي بعشرة ما يستر عورتي ، فلا تشتروا بخمسة عشر ، وابسطوا على جنازتي لبدي ، وغطوا عليها كسائي ، وأعطوا إنائي مسكيناً.
وعن مسلمة بن عبد الملك قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وقميصه وسخ ، فقلت لامرأته وهي أخت مسلمة : اغسلوه ، قالت : نفعل. ثم عدت ، فإذا القميص على حاله ، فحادثتها عن ذلك ، فقالت :والله ما له قميص غيره.
وعن ابن باكويه قال : سمعت الإمام ابن خفيف يقول عن نفسه : والله ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة.
قال الحسن البصري رحمه الله :والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف ، لو رأوا خياركم لقالوا :ما لهؤلاء من خلاق ، ولو رأوا شراركم لقالوا : ما يؤمنون بيوم الحساب ، ولقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه ، ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتا ، فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ، لأجعلن بعضه لله عز وجل ، فيتصدق ببعضه ، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه.
أصاب يزيد بن المهلب قائد المسلمين فى أحد فتوحاته أموالاً كثيرة ، فكان من جملتها تاج فيه جواهر نفيسة ، فقال : أتدرون أحداً يزهد فى هذا ، قالوا : لا نعلمه،
وعن مسلمة بن عبد الملك قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وقميصه وسخ ، فقلت لامرأته وهي أخت مسلمة : اغسلوه ، قالت : نفعل. ثم عدت ، فإذا القميص على حاله ، فحادثتها عن ذلك ، فقالت :والله ما له قميص غيره.
وعن ابن باكويه قال : سمعت الإمام ابن خفيف يقول عن نفسه : والله ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة.
قال الحسن البصري رحمه الله :والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف ، لو رأوا خياركم لقالوا :ما لهؤلاء من خلاق ، ولو رأوا شراركم لقالوا : ما يؤمنون بيوم الحساب ، ولقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه ، ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتا ، فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ، لأجعلن بعضه لله عز وجل ، فيتصدق ببعضه ، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه.
أصاب يزيد بن المهلب قائد المسلمين فى أحد فتوحاته أموالاً كثيرة ، فكان من جملتها تاج فيه جواهر نفيسة ، فقال : أتدرون أحداً يزهد فى هذا ، قالوا : لا نعلمه،
فقال : والله إنى لأعلم رجلاً لو عرض عليه هذا وأمثاله لزهد فيه ، ثم دعا بمحمد بن واسع وكان فى الجيش مغازياً فعرض عليه أخذ التاج ،
فقال :لاحاجة لى فيه، فقال : أقسمت عليك لتأخذنه ، فأخذه وخرج به من عنده ، فأمر يزيد رجلاً أن يتبعه ، فينظر ماذا يصنع بالتاج ، فمرّ بسائل ، فطلب منه شيئاً ، فأعطاه التاج بكامله وانصرف ، فبعث يزيد إلى ذلك السائل فأخذ منه التاج ، وعوّضه عنه مالاً كثيراً.