الأعمال الصالحة في رمضان


الأعمال الصالحة في رمضان

مقدمة:
أعمال الخير في رمضان لا تحصى، حيث يمكن للمسلم أن يستزيد من الأعمال الصالحة خلال هذا الشهر الكريم وتتنوع الأعمال الصالحة في شهر رمضان ويسعى كل إنسان لجعل شهر الشهر الفضيل مختلفاً عن غيره من الشهور ، بإكثار الصلاة وإطعام الطعام وقيام الليل والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة حتى يفوز بجنة عرضها السماوات والأرض

ومن أفضل الأعمال الصالحة:

الصوم :

قال صلى الله عليه وسلم :( كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف،
قال تعالي ؛"إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) [أخرجه البخاري ومسلم].

 وقال صلي الله عليه وسلم:(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )أخرجه البخاري ومسلم.
ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط ، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : {من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)أخرجه البخاري.

وقال صلى الله عليه وسلم : { الصوم جُنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم } [أخرجه البخاري ومسلم].

فإذا صمت - يا عبد الله - فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.

- القيام : 

قال صلى الله عليه وسلم :(من قام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم. 

قال تعالى :(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ) [الفرقان :64 ، 63 ].

وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قالت عائشة رضي الله عنها :( لا تدع قيام الليل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ).

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة ويتلو :
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:132]
 وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية :(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) [الزمر:9].
قال : ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال ابن أبي حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.

وعن علقمة بن قيس قال : ( بت مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي ، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يراجع ، يسمع من حوله ولا يرجع صوته ، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.

وفي حديث السائب بن زيد قال : (كان القارئ يقرأ بالمئين - يعني بمئات الآيات - حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال : وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ).

لذلك ينبغي لك أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه أهل السنن

الصدقة :

كان رسول الله أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.. وقد قال صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصدقة صدقة في رمضان.. )أخرجه الترمذي عن أنس.

روى زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي ، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً ، قال فجئت بنصف مالي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما أبقيت لأهلك  قال : فقلت مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما أبقيت لهم؟  قال : أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا أسابقك إلى شيءٍ أبداً).

وعن طلحة بن يحيى بن طلحة ، قال : حدثتني جدتي سعدي بنت عوف المرية ، وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله قالت : دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت : مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت : ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك؟ قال : لا ؛ و لنعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت : فما شأنك؟ قال : المال الذي عندي قد كثر وأكربني ، قلت : ما عليك ، اقسمه ، قالت : فقسمه حتى ما بقي منه درهم واحد ، قال طلحة بن يحيى : فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال : أربعمائة ألف.

أنواع الصدقة: 

فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على آدائها بحسب حالك ، ولها صور كثيرة منها :

-إطعام الطعام :

قال تعالى :(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)[الإنسان:8-12]

فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح ، فلا يشترط في المطعم الفقر.

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام)رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني

وقد قال بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ، وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين ، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس بخدمهم ويروّحهم … منهم الحسن وابن المبارك.

قال أبو السوار العدوي رحمه الله: ( كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ، إن وجد من يأكل معه أكل ، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه ).

وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة ،منها : التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة :(لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا) .

كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.

- تفطيرالصائمين :

قال صلى الله عليه وسلم : (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني.

وفي حديث سلمان :( من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها ، حتى يدخل الجنة).

- الاجتهاد في قراءة القرآن: 

ـ كثرة قراءة القرآن.

ـ البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعاً وإخباتاً لله تبارك وتعالى.

- كثرة قراءة القرآن :

شهر رمضان هو شهر القرآن ، فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ،
 وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة ،
وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها ،

فكان للشافعي رحمه الله في رمضان ستون ختمة ، يقرؤها في غير الصلاة ،
 وكان قتادةرحمه الله يختم في كل سبع دائماً ، وفي رمضان في كل ثلاث ، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، 
وكان الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف ،
وكان سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.

وقال ابن رجب رحمه الله : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان ، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ، وعليه يدل عمل غيرهم ، كما سبق.

- البكاء عند تلاوة القرآن :

لم يكن من هدي السلف هذّ القرآن هذّ الشعر دون تدبر وفهم ، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب.

ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي ، فقلت : أقرأ عليك وعليك أنزل؟!
 فقال : إني أحب أن أسمعه من غيري ، قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت :(فَكَيفَ إِذا جِئْنا من كُلِّ أمَّةٍ بِشهِيدٍ وجِئْنَا بك على هَـؤُلاء شهِيداً)  [النساء:41] قال : حسبك ، فالتفت فإذا عيناه تذرفان.

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
لما نزلت :(أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُون وَتَضحكُونَ ولا تَبكُون)  [النجم :60،59]
 فبكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا يلج النار من بكى من خشية الله) وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى بلغ : {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين :6] فبكى حتى خر ، وامتنع من قراءة ما بعدها.

وعن مزاحم بن زفر قال : صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ :(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة :5] بكى حتى انقطعت قراءته ، ثم عاد فقرأ الحمد.

وعن إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت فضيلا يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد ، وهو يبكي ويردد هذه الآية : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [محمد :31]
 وجعل يقول : ونبلو أخباركم ، ويردد وتبلوا أخبارنا ، إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا ، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ، ويبكي.

- الدعاء :

 قال تعالى:(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) بين آيات الصيام دليلاً واضحاً على أهمية هذه العبادة في هذا الشهر.

والدعاء هو العبادة ، وهو يدل على افتقار العبد إلى ربه وحاجته إليه في كل حال، وقد سمَّاه الله تعالى عبادة في قوله:(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )


- الاعتكاف :

عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. رواه البخاري ومسلم.

قال ابن القيم رحمه الله مبيِّناً بعض الحكم من الاعتكاف :( لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى متوقفاً على جمعيته على الله، ولمِّ شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى؛

فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى، وكان فضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام؛

مما يزيده شعثاً ويشتته في كل واد، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى أو يضعفه، اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة عن سيره إلى الله، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده، بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها..).


-  الجود :

وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة،رواه البخاري ومسلم .
 

- العمرة في رمضان :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: ما منعك أن تحجي معنا؟ قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه - لزوجها وابنها - وترك ناضحاً ننضح عليه، قال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرة في رمضان حجةً، رواه البخاري ومسلم.

والناضح: بعير يسقون عليه.


 - ترك الغيبة والنميمة والمعاصي :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.

والصيام فرصة لترك الدخان والصحبة الفاسدة والسهر على المعصية وذلك حين يمتنع عن الطعام والشراب ويسهر في بيوت الله تعالى في صلاة وعبادة.


- الإكثار من الذكر والاستغفار :

يجب على المسلم أن يتعلم، وأن يعمل بما تيسر له من الأذكار والأدعية، فالأذكار يضاعف أجرها في هذا الشهر، ويكون الأمل في قبولها أقرب،

ويجب على المسلم أن يستصحبها في بقية السنة، ليكون من الذاكرين الله تعالى، وممن يدعون الله تعالى ويرجون ثوابه ورضوانه ورحمته‏.‏

وذكر الله بعد الصلوات مشروع، وكذلك عند النوم، وعند الصباح والمساء، وكذلك في سائر الأوقات‏.‏ وأفضل الذكر التهليل والتسبيح، والتحميد، والاستغفار، والحوقلة، وما أشبه ذلك، ويندب مع ذلك أن يُؤتى بها وقد فَهِمَ معناها حتى يكون لها تأثير،

فيتعلم المسلم معاني هذه الكلمات التي هي من الباقيات الصالحات، وقد ورد في الحديث تفسير قول الله تعالى‏:‏ ‏(والباقيات الصالحات‏)‏[‏الكهف‏:‏46‏]‏‏.‏

أنها‏:‏ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏

وورد في حديث آخر‏:‏ ‏(‏أفضل الكلام بعد القرآن أربع، وهن من القرآن‏:‏ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر‏)‏‏.‏ أي أفضل الكلام الذي يؤتى به ذكراً‏.‏
وعلينا أن نختم أعمالنا كلها بالتوبة والاستغفار، سواء في قيام هذه الليالي أو غيرها من سائر الأعمال، بل نختم عملنا كله بما يدل على تعظيم الله تعالى، وذكره والثناء عليه‏.‏

 

- صلة الرحم :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سره أن يبسط في رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمه )ومعنى ينسأ أي يؤخر ، رواه البخاري.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( صلة الرحم تزيد في العمر )


وصلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها. فقد دعا الله عز وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم ، وأنذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث آيات .

ولهذا دأب الصالحون من سلف الأمة على صلة أرحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم .

 أما في وقتنا المعاصر فرغم توفر مختلف وسائل النقل والاتصال إلا أنه لا يزال هناك تقصير في صلة الرحم ، إن أدنى الصلة أن تصل أرحامك ولو بالسلام .


رمضان أعمار كثيرة ؛

عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان إسلامهما جميعا ، وكان أحدهما أشد اجتهادا من صاحبه ، فغزا المجتهد منهما ، فاستشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ، ثم توفي.

قال طلحة : فرأيت فيما يرى النائم ، كأني عند باب الجنة : إذا أنا بهما ، وقد خرج خارج من الجنة ، فأذن للذي توفي الآخر منهما ، ثم خرج ، فأذن للذي استشهد ، ثم رجعا إلي ، فقالا لي : ارجع ،فإنه لم يأنِ لك بعد ، فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فعجبوا لذلك ،فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :من أي ذلك تعجبون ؟ ،
قالوا : يا رسول الله! هذا كان أشد اجتهادا ، ثم استشهد في سبيل الله ، ودخل هذا الجنة قبله. فقال : أليس قد مكث هذا بعده سنة؟
قالوا : بلى، وأدرك رمضان ، فصامه. قالوا : بلى،
وصلى كذا وكذا سجدة في السَّنَة، قالوا : بلى ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض ).رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان والبيهقي. 



تعليقات