قال العلماء: المفتر كل ما يورث الفتور والخدر في الأطراف، وهذا الحديث فيه دليل على تحريم الحشيش بخصوصه، فإنها تسكر وتخدر وتفتر، ولذلك يكثر النوم لمتعاطيها.
وحكى القرافي وابن تيمية الإجماع على تحريمها قال ابن تيمية رحمه الله :ومن استحلها فقد كفر،
ولها مضار دينية ودنيوية قال التقي السبكي رحمه الله: قال بعضهم ؛وفي أكل الحشيش مائة وعشرون مضرة دينية ودنيوية منها:
فلا يوجد في الحشيش نوع إلا وفيه أضرار كثيرة، ولم يحرم الله تعالى شيئاً إلا وفيه من الأضرار ما لو علم العاقل حقيقته لأعرض عن تناوله، ما لم يكن ممن غلب هواه عقله، فقد قال القائل:
أضرارالحشيش الدينية:
تركُ الصلاة وثقلُ الطاعات، وحصدُ السيئات وإغضاب رب الأرض والسموات، وهو سبب لكراهية الصالحين وبغضِهم وعدم مجالستهم، والبعد عن مجالس الذكر ومواطن العبادة، وإلف المعاصي، ومصاحبة الأشرار وصداقتهم ومودتهم. وهو شرٌّ من الخمر التي لعن النبي صلى الله عليه وسلم شاربها وساقيها، وعاصرها ومعتصرها، وحاملها والمحمولة إليه، وبائعها ومبتاعها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(إن الحشيشة حرام، يُحَدُّ متناولها كما يُحدُّ شاربُ الخمر، وهي أخبثُ من الخمر، من جهة أنها تُفسد العقل والمزاج، حتى يصير في الرجلِ تخنثٌ ودياثة، وغير ذلك من الفساد. )
وقال أيضا: (فهذه الحشيشة الملعونة هي وآكلوها ومستحلوها، الموجبةُ لسخط الله وسخط رسوله وسخط عباده المؤمنين، المعرضةُ صاحبِها لعقوبة الله; إذا كانت كما يقوله الضالون من أنها تجمع الهمة وتدعو إلى العبادة، فإنها مشتملة على ضرر في دين المرء وعقله وخلقه وطبعه أضعاف ما فيها من خير؛ ولا خير فيها).
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: (الحشيشة أخبث من الخمر وأشد)،
وقال أيضا: (إن الخمر في النجاسة بمنزلة البول، والحشيشة بمنزلة الغائط).
أضرار الحشيش الصحية:
أنه سبب للهلوسة وذهاب التركيز، والسرطان، والضعف الجنسي، وأمراضِ القلب، وتلف خلايا الدماغ التي تؤدي إلى الجنون بل والموت أيضا،
وهو سبب لتشوهات المواليد كما هو واقعُ الحال..
أضرار الحشيش الاجتماعية:
العزلةُ والانطواءُ، وتبدلُ الطبائعِ إلى الأسوأ، والسفهُ في التصرف وفسادُ التدبير فلا يكون أهلا للاعتماد عليه في بيته ولا عمله. والحشيش سبب لفقدانِ الأمانة والتفريط فيما يجب حفظُه ورعايته؛
فلا يؤمنُ المحشِّش على مصلحة عامة، ولا على أموالٍ ولا على عمل، ولا يؤمن حتى على محارمه وأسرته لأن إنسانيته في انحدار.
ومن أضرار الحشيش:
أنه يجعل متعاطيه عالةً على المجتمع، يضر ولا ينفع، وهو منبوذ من كل قريب حتى من والديه و زوجته وأولاده..
وكم فرق الحشيش بين زوجين وهدم بيوتا قائمة مستقرة..
وهو باب إلى الهيروين والكوكايين والحبوب المهلوسة وغيرها من صنوف المخدرات.
وهو سبب لانتشار الجرائم، وارتكاب الفواحش وضياع الأسر، وانحراف الناشئة، ونزول العقوبات والفتن والبلايا،
قال تعالي:( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسَرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) .
وتعاطي المسكرات حرام مهما كانت طريقة التعاطي.
قال العلامة ابن قاسم الشافعي في "حاشيته على تحفة المحتاج بشرح المنهاج" (9/167) وهو يبين من هو شارب المسكر قال :
والشريعة إنما حرمت تناول المخدرات والمسكرات لما فيها من أضرار بالغة على العقل والنفس والأسرة والمجتمع .
أما التوتر والقلق فكن على يقين أن دواءه ليس في تدخين الحشيشة أو غيرها من المحرمات، فلم يجعل الله شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها ، ففي صحيح مسلم (3670) :
وإذا أردت طرد القلق عن نفسك بعدة أمور منها :
ـ كثرة الاستغفار بحضور قلب .
- التوضؤ والصلاة فإنها من أعظم أسباب العون على الصبر على المكاره وطرد الغم .
ـ كثرة ذكر الله تعالى ، فإنه سبيل أكيد لحصول الطمأنينة والسكينة .
ـ كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي سنن الترمذي (2381): قال أبيٌّ رضي الله عنه : قُلْتُ : يا رسُول اللهِ ،إني أُكثرُ الصَّلاة عليك ،فكم أجعلُ لك من صلاتي ؟ فقال : ( ما شئت ) قال : قلتُ الرُّبع ؟
هذا بالإضافة إلى اجتناب أسباب التوتر والقلق بقدر المستطاع ، فإن كان مصدر ذلك القلق التوتر هموم مستقبلة كأسباب الرزق ونحوها ، فعليك بحسن الظن بالله تعالى وصدق الاعتماد عليه ،