مقدمة :
الإسلام دين الفطرة جاء بما يناسبها وما ترتاح إليه وتسكن ، واقتضت سُنة الله في خلقه ألاَّ تسير وقائع الحياة على وتيرة واحدة ، وألاَّ تستمرَّ في رتابة ثابتة ، بل جعل التغيير والتنويع من السُّنن التي فطر عليها الحياة والأحياء ، فكان في تشريع الأعياد ما يلبِّي حاجات الناس ، ويتجاوب مع فِطَرهم ؛
من حبٍّ للترويح والتغيير ، ونزوعٍ إلى التجديد والتنويع ، فشرع لهم عيد الفطر عقب ما فرض عليهم من الصيام ، وشرع لهم عيد الأضحى بعد ما أوجب عليهم من فريضة الحج.
إن الأعياد وإن كانت من الشعائر التي توجد لدى جميع الأمم والشعوب ، فإن الأعياد في الإسلام تختلف في مقاصدها ومعانيها ، وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، قال :ما هذان اليومان؟ ،
إن الأعياد وإن كانت من الشعائر التي توجد لدى جميع الأمم والشعوب ، فإن الأعياد في الإسلام تختلف في مقاصدها ومعانيها ، وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، قال :ما هذان اليومان؟ ،
قالوا : كنَّا نلعب فيهما في الجاهليَّة ، فقال عليه الصلاة والسلام :(إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما ؛ يوم الأضحى ويوم الفطر)رواه أبو داود
مقاصد العيد :
ولا بد أن نعلم أنه من المقاصد العظيمة التي شُرعت لأجلها الأعياد في الإسلام تعميق التلاحُم بين أفراد الأُمَّة الواحدة ، وتوثيق الرابطة الإيمانية ، وترسيخ الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ؛ مصداقًا لقول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم :(المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشدُّ بعضه بعضًا)رواه البخاري.
فالعيد في الإسلام لا يختص به بلدٌ دون آخر ، ولا أُناس في مكان ما دون غيرهم ، بل يشترك فيه المسلمون جميعُهم في شتى البقاع والأماكن ، حيثما كانوا وحيثما وجدوا ، طالما انتسبوا لهذا الدين ، وكانوا في عِداد المؤمنين.
ولهذا شُرِعَ في يوم العيد الخروجُ إلى المصلى ، وألا يُترك أحدٌ من أهل البيت ؛ صغيرًا أو كبيرًا ، ذكرًا أو أنثى ، حتى المرأة الحائض ؛ ليلتقي الجميع ، مهللين مكبِّرين ذاكرين لله ؛ تحقيقًا لهذه الغاية.
مقاصد العيد :
ولا بد أن نعلم أنه من المقاصد العظيمة التي شُرعت لأجلها الأعياد في الإسلام تعميق التلاحُم بين أفراد الأُمَّة الواحدة ، وتوثيق الرابطة الإيمانية ، وترسيخ الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ؛ مصداقًا لقول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم :(المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشدُّ بعضه بعضًا)رواه البخاري.
فالعيد في الإسلام لا يختص به بلدٌ دون آخر ، ولا أُناس في مكان ما دون غيرهم ، بل يشترك فيه المسلمون جميعُهم في شتى البقاع والأماكن ، حيثما كانوا وحيثما وجدوا ، طالما انتسبوا لهذا الدين ، وكانوا في عِداد المؤمنين.
ولهذا شُرِعَ في يوم العيد الخروجُ إلى المصلى ، وألا يُترك أحدٌ من أهل البيت ؛ صغيرًا أو كبيرًا ، ذكرًا أو أنثى ، حتى المرأة الحائض ؛ ليلتقي الجميع ، مهللين مكبِّرين ذاكرين لله ؛ تحقيقًا لهذه الغاية.
وقد جعل الله للمسلمين في هذا العيد المبارك مقاصد عظيمة وأهدف جليلة :
- أن يحمدوا الله على القيام بما فرض عليهم من الصيام ؛ وما منّ به من الطاعات والقيام الموصلة لهم إلى دار السلام ،فيشكرون الله حيث وفّقهم لإتمام صيام شهر رمضان وقيامه ، وما تفضّل عليهم من الطاعات في لياليه وأيامه ،
- أن يحمدوا الله على القيام بما فرض عليهم من الصيام ؛ وما منّ به من الطاعات والقيام الموصلة لهم إلى دار السلام ،فيشكرون الله حيث وفّقهم لإتمام صيام شهر رمضان وقيامه ، وما تفضّل عليهم من الطاعات في لياليه وأيامه ،
فيغدون فيه إلى المصلى مكبرين رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل لربهم خاضعين ، مبتهلين فيه بالسؤال للكريم وملحين ، راجين بذلك فضل ربهم ومغفرته ورحمته ومؤمِّلين ، قد فرحوا بتكميل صيامهم وقيامهم واستبشروا ، وطلبوا من ربهم العتق من النار والقبول وأملوا، ورجوا تمام النعمة وطمعوا بذلك وانتظروا ، وهو سبحانه خير من أمّله المؤملون وطمع في فضله الطامعون.
- الفرح بما أباحه الله وأطلقه لعباده من التمتع بالطيبات من المآكل والمشارب والملابس والنعم المتنوعات دون إسراف أو تبذير وتجاوزٍ للحدود المشروعات ؛
أمَرَهم بالصيام فامتثلوا راغبين وصبروا ، وأباح لهم الفطر فحمدوا ربهم على فضله وشكروا .
- الطمع في الفوز بعظيم الثواب ووافر الأجر؛
فإنه اليوم الذي يُفيض الله فيه على عباده المؤمنين سوابغَ نعمه ، ويعمُّهم فيه بواسع فضله وجزيل عطائه ، تفضل عليهم جلّ وعلا بالتوفيق لصيام هذا الشهر وقيامه ، ووفقهم للتنوع في طاعاته وتلاوة كلامه ،
ولم يزل يوالي عليهم بره حتى أتموه وأكملوه ، ثم يتم عليهم النعمة بقبول ما قدموه وتوفيته إياهم الجزاء على ما عملوه.
- ومن مقاصده العظيمة أن أهل الإيمان في هذا اليوم يؤمِّلون من الله عز وجلّ موعودَه الكريم وفضله العظيم بالعتق من النار وإقالةِ العثرات ورِفعة الدرجات وتكفير السيئات ،
فنسأل الله جلّ وعلا أن يبلغنا أجمعين ما نؤمل من رضوان الله ومن العتق من النار .
- رجاء القبول من الله جلّ وعلا ؛
ولهـذا مضت سُّنة الصّحابة ومن اتّبعهم بإحسان في هـذا اليوم المبارك إذا لقي بعضهم بعضًا يقولون:
( تقبّل الله منّا ومنكم ) ، فهو يوم يرجو فيه الصَّائم القائم المتعبِّد لله في شهر الصِّيام من ربِّه وسيِّده ومولاه أن يتقبّل طاعته وأن لا يردَّه خائبا (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)[المؤمنون:60] .
- تقوية الأخوة الإيمانية وتمتين الصِّلة الإيمانية ؛
واطِّراح الإحن والخلافات ، إنّه يوم الصَّفاء ، يوم النَّقاء ، يوم الإخاء ، يوم الصِّلات ، يوم السَّلام ، يوم تبادل الدُّعاء .
فواجب على كلِّ مسلم في هـذا اليوم المبارك أن يحرص أشدّ الحرص على أن يقوِّي صلته بإخوانه ؛ زيارةً ومودّةً ومحبّةً ودعاءً واطّراحًا لما قد يكون بين المتآخين من شقاق وخلاف ،
فواجب على كلِّ مسلم في هـذا اليوم المبارك أن يحرص أشدّ الحرص على أن يقوِّي صلته بإخوانه ؛ زيارةً ومودّةً ومحبّةً ودعاءً واطّراحًا لما قد يكون بين المتآخين من شقاق وخلاف ،
وإذا لم يُطّرح الشِّقاق والخلاف في مثل هـذا اليوم المبارك فمتى يطّرح ..
- حمد الله عز وجلّ وشكره وتعظيمه سبحانه وحسن الثناء عليه ؛ ولهـذا كان شعار المسلمين في هـذا العيد تكبير الله .
- إنّ هـذا العيد عيد إيمانٍ وتوحيدٍ وإخلاصٍ لله جلّ وعلا ؛
فهو من آثار الإيمان وثماره المباركة ونتائجه الحميدة وعوائده الطَّيِّبة التي ينالها أهل الإيمان .
فإن الإيمان شجرة مباركة كثيرة الثَّمر غزيرة الفوائد متعدِّدة الجنى طيِّبة الأُكل، (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) [إبراهيم:25] ،
وهي شجرة لها أصل ثابت ، وفرع قائم ، ولها سقي خاصٌ ، ولها ثمار عديدة:
أمَّا أصولها :
أمَّا أصولها :
فهي أصول الإيمان السِّتّة {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة:177] .
وأمَّا فروعها:
فهي الطَّاعات كلّها والعبادات جميعها من صلاة وصيام وحجَّ وغير ذلك، سواءً منها ما كان فرضًا أو نفلًا فكلّ ذلك من فروع الإيمان . ومن فروع الإيمان تجنُّب الحرام والبعد عن الآثام والإقبال على طاعة الملك العلَّام جلّ وعلا.
وأمَّا سقيها:
فإنها تُسقى بوحي الله العظيم وكلامه الحكيم وذكره الكريم جلّ وعلا ، تُسقى بالقرآن والسّنّة ، يقول عليهِ الصلاةُ والسلامُ:(تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي)رواه الحاكم.
وأما ثمارها:
فإنّ كل خيرٍ يناله العبد في الدّنيا والآخرة يُعدُّ ثمرة من ثمار الإيمان ونتيجة من نتائجه العظام ، وما هـذا العيد السَّعيد إلَّا ثمرةً من ثمار الإيمان العظيمة وأَثراً من آثاره المباركة.
الفرح المباح في العيد :
أما وقد صام العبد المسلم نهار رمضان ، وقام ليله بإحسان ، وأكثر مِن تلاوة القرآن ، فقد نال بإذن الله درجة القبول في هذا الامتحان
أما وقد صام العبد المسلم نهار رمضان ، وقام ليله بإحسان ، وأكثر مِن تلاوة القرآن ، فقد نال بإذن الله درجة القبول في هذا الامتحان
فهذا رمضان وقد انقضى ، ونسأل الله أن ننال منه الرضا ، ويعلو صوت التَّكبير والتهليل والتسبيح ، ففيه القلوب تتصافح ، وتصفو النفوس وتتمازح ، الكبير والصغير في فرح ، والكلُّ في بهجة ومرح ، والأرحام توصل ، الزيارات بين الإخوان والأقارب تتواصل ، من بيت إلى بيت ، وستؤجر على ما عانيت ، وستفوز بالجنة ورب البيت.
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ما هذان اليومان؟، قالوا : كنَّا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما ، يوم الأضحى ، ويوم الفطر) تحقيق الألباني, حديث صحيح.
ولكن عليك باللهو المباح ، لابما يضيع الأجر بغير فلاح ، فإن انقضى رمضان ، فلا تعد لما كنت عليه قبل رمضان ، فالعمر قصير ، وانبذ عنك كلَّ تقصير ، وتزود بالتقوى وبكل خير ، حتى تنال الأجر الوفير ، والرضا من العلي القدير
إياك ثم إياك اللهو بالمعصية !!
هل عادت الشياطين بعدما غُلَّت ، للأذيَّة وما كلَّت ، تعثو في الأرض إفسادًا ، تريد أن تبعد العبد عن ربه إبعادًا ، فهي في غيظٍ شديد ، فانطلقت نهمة للمعصية يوم العيد، توهم العبد أن اللَّهو كله مباح ، وأن اليوم أنس والنفس تحب الانشراح ، ورمضان قد انقضى ، افعل ما شئت فقد نلتَ الرضا ، ولكن إيَّاك ثم إيَّاك ، فالشيطان يسعى ليهلكك ، فلا تستمتع لما يوسوس في صدرك.
قال تعالى :(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [الأعراف: 16].
فإن أطعته فأنت به تعس ، وتعود للمعاصي فتنتكس ، فلا تعطها فرصة ، وأبعده عنك بالاستعاذة بالله في كل لحظة.
قال تعالى :(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 200].
ولا تضيع فرحة العيد بالمعصية ، وتكون تلك الضربة القاضية ، ففي امتحان رمضان قد تقبل ؛ ولكن احرص على ألا تضيع الأجر والعمل ، فالشيطان يفرح عندما العبد يذل ، وكل الشهور ربها رب رمضان ، وأن تعبد الله كأنك تراه هذا هو الإحسان ، وبذلك الفوز بالجنان.
وادع بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(اللهمَّ إنِّي أسألك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألُك قلبًا سليمًا ، ولسانًا صادقًا ، وأسألُك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم ، وأستغفرك لِما تعلم ، إنَّك أنت علام الغيوب)السلسلة الصحيحة.
العيد تهنئة ومودة :
التهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارف عليها الناس ، مع ما فيها من تأليفٍ للقلوب، وجلبٍ للمودة والأُلفة ؛
التهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارف عليها الناس ، مع ما فيها من تأليفٍ للقلوب، وجلبٍ للمودة والأُلفة ؛
فعن مجاهد قال :(إذا التقى الرجلُ الرجل ، فضحك في وجهه تحاتَّت عنهما الذنوبُ ، كما ينثرُ الريحُ الورقَ اليابس من الشجر) المصنف لابن أبي شيبة، ج (10)، ص (301) ،
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده ، تحاتَّتْ عنهما ذنوبُهما، كما يتحات الورقُ من الشجرة اليابسة في يوم ريحٍ عاصفٍ ، وإلاَّ غُفِرَ لهما ولو كانتْ ذنوبُهما مثل زَبَد البحر) المعجم الكبير للطبراني، ج (6)، ص (256).
وعليه ؛ فلا حرج في التهنئة بأيِّ لفظٍ من الألفاظ المباحة ، كأن يُقال :(تقبَّل الله منَّا ومنكم)،(عيد مبارك) ، أو( كل عام وأنتم بخير)، أو نحو ذلك من العبارات ،
وعليه ؛ فلا حرج في التهنئة بأيِّ لفظٍ من الألفاظ المباحة ، كأن يُقال :(تقبَّل الله منَّا ومنكم)،(عيد مبارك) ، أو( كل عام وأنتم بخير)، أو نحو ذلك من العبارات ،
وقد كان أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضُهم لبعض :(تقبَّل الله منَّا ومنك).
وإظْهار السرور والفرح في الأعياد من شعائر الدين ،فلا بأْسَ من اللعب واللهو المباح ، وفِعْل كلِّ ما يُدخِل البهجة في النفوس، مع مراعاة الحدود الشرعيَّة ، من غير إفراطٍ ولا تفريط ؛
وإظْهار السرور والفرح في الأعياد من شعائر الدين ،فلا بأْسَ من اللعب واللهو المباح ، وفِعْل كلِّ ما يُدخِل البهجة في النفوس، مع مراعاة الحدود الشرعيَّة ، من غير إفراطٍ ولا تفريط ؛
فقد قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال :ما هذان اليومان؟ ، قالوا : كنَّا نلعب فيهما في الجاهليَّة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما ؛ يوم الأضحى ويوم الفِطْر) ؛ رواه أبو داود.
المسلم وإشراقات العيد
ليوم العيد إشراقاتٌ كثيرة ، تبعث داخل الإنسان الدفء والنور ، فلقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة يوم العيد ، حتى النساء كان يذهب إليهن بعد صلاة العيد يعظهن ويحثُّهن على الصدقة.
لا بد أن ننظر للصدقة على أكثر من مستوى ، فهي وسيلة هامة لإشباع الحاجات المادية المتفاقمة لدى الفقراء ، وتوسعة عليهم في يوم الفرح والسرور ، وتزداد الحاجة إليها في عصرنا الحاضر ؛
ليوم العيد إشراقاتٌ كثيرة ، تبعث داخل الإنسان الدفء والنور ، فلقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة يوم العيد ، حتى النساء كان يذهب إليهن بعد صلاة العيد يعظهن ويحثُّهن على الصدقة.
لا بد أن ننظر للصدقة على أكثر من مستوى ، فهي وسيلة هامة لإشباع الحاجات المادية المتفاقمة لدى الفقراء ، وتوسعة عليهم في يوم الفرح والسرور ، وتزداد الحاجة إليها في عصرنا الحاضر ؛
نتيجة نسب الفقر العالية التي تعصف بأمَّتنا.
أما على مستوى المتصدِّق ، فبجانب الثواب الأخروي ، المتمثِّل في رفع الدرجات ، وتحصيل الحسنات المتضاعفة ، وحط الخطايا والذنوب ،
أما على مستوى المتصدِّق ، فبجانب الثواب الأخروي ، المتمثِّل في رفع الدرجات ، وتحصيل الحسنات المتضاعفة ، وحط الخطايا والذنوب ،
هناك جانب آخر ، فهي تجعل من المسلم المتصدِّق إنسانًا فاعلاً وإيجابيًّا ، وبالتالي يخرج من لُجَّة الإحباطات التي تحيطه ، فيشعر بهذه الصدقة أنه ملتحم عضويًّا بأمَّته الكبيرة ، وأنه جزء من الحل بعد أن كان جزءًا من المشكلة ، والمشروع الكبير لن يتحقق بخطوة واحدة كبيرة ؛
إنما بمجموعة من الخطوات الصغيرة الجادة المتتابعة ، والمسلم المتصدق يشعر أنه بذلك يخطو خطوة على الطريق.
ومن إشراقات يوم العيد
أنه يوم استرخاء لا عمل فيه ؛ بل فيه استمتاعٌ بالمباح الطيِّب.
ومن الأمور المرتبطة بالاسترخاء والتمتع بيوم العيد :
- تناوُل الطيِّب من الطعام والشراب بلا إسراف.
- فلنكبر الله جميعًا ونحمده على نعمة تجديد الحياة عبر العيد، ولنجعل إشراقاته المضيئة المتعدِّدة تشع في نفس كلٍّ منا.
ومن إشراقات يوم العيد
أنه يوم استرخاء لا عمل فيه ؛ بل فيه استمتاعٌ بالمباح الطيِّب.
ومن الأمور المرتبطة بالاسترخاء والتمتع بيوم العيد :
- تناوُل الطيِّب من الطعام والشراب بلا إسراف.
- فلنكبر الله جميعًا ونحمده على نعمة تجديد الحياة عبر العيد، ولنجعل إشراقاته المضيئة المتعدِّدة تشع في نفس كلٍّ منا.
تذكروا !!
- ينبغي أن نتذكر ونحن نعيش فرحة العيد إخواناً لنا اخترمتهم المنية وأدركهم الموت ؛
فلم يشهدوا جمع العيد، فهم في قبورهم محتجزون ، وبأعمالهم مرتهنون ، وبما قدَّمت أيديهم في هذه الحياة مجزيون ، وتيقَّنوا أنكم إلى ما صاروا إليه صائرون فهم السابقون وأنتم اللاحقون ، فلا تنسوهم من دعوة صالحة بأن يقِلَّ الله عثراتهم ويغفر زلاتهم ويُعلي درجاتهم ويجعل قبورهم رياضاً من رياض الجنة ، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين ، اللهم اغفر لهم وارحمهم وأكرم نزلهم ووسِّع مدخلهم .
- وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد بصحة وعافية إخواناً لكم أقعدهم المرض وأعاقهم عن شهود جمع العيد ؛
فهم في المستشفيات راقدون وعلى الأسرة ممدَّدون ، منهم من أمضى الشهور الطويلة ، ومنهم من أمضى الأسابيع العديدة ، ومنهم من لا يُغمضُ له جفنٌ ولا يهدأُ له بال في آلامٍ متعِبة وأوجاعٍ مؤلمة وهم يودون لو شاركوا إخوانهم فرحتهم ، فاحمدوا الله على ما أنتم عليه من صحة وعافية وسلامة ولا تنسوهم من دعوة صالحة أن يشفي مرضهم ويزيل بأسهم ويفرِّج همهم ويكشف كربهم ، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين ، اللهم رب الناس أذهب ما بهم من باس واشفهم أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً .
- تذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بأمنٍ وأمان وراحةٍ واطمئنان إخواناً لكم أهلكتهم الحروب وأرقتهم الخطوب وأقلقتهم الفتن وسلط عليهم العدو ؛
فأريقت منهم الدماء ، ورُمِّلت النساء ، ويُتِّم الأطفال ، ونُهِـبَت الأموال ، فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من أمنٍ وأمان ولا تنسوا إخوانكم أولئك من دعوة صالحة أن يُنَفِّسَ الله كربهم ويفرج همهم ويكبِتَ عدوهم وينصرهم عليه ، اللهم أعزّ الإسلام وأهله في كل مكان ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمِّر أعداء الدين ، واجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين .
- وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بالحلل البهية والملابس الجميلة إخواناً لكم أرَّقهم الفقر وعظمت فيهم الحاجة ؛
فمنهم من لا يجد لباساً يواريه أو مسكناً يؤويه أو طعاماً يغذيه أو شراباً يرويه ، بل منهم من مات في مجاعاتٍ مهلكة وقحطٍ مفجع ، فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من نعمة ولا تنسوا إخوانكم هؤلاء من دعوات صالحة أن يغني الله فقيرهم ويشبِع جائعهم ويسد حاجتهم ويكشف فاقتهم ويقضي دينهم .
ولا تنسوهم من مدِّ يد المساعدة لهم بمالٍ أو لباسٍ أو طعامٍ أو لحافٍ أو نحو ذلك،
قال تعالي: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ) [المزمل: 20] ،
وقال تعالي:( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة: 215] .
- وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد بإكمال الطاعة في رمضان وإتمام القيام والصيام إخواناً لكم قيدتهم الذنوب وكبَّلتهم الخطايا ؛
فمضى المؤمنون المجدُّون في طاعة الله وتنافس الصالحون الناصحون في التقرب إليه ، وهؤلاء في لهوهم وغيِّهم سادرون ، وعن طاعة الله والتقرب إليه متقاعسون ، وعلى المعاصي والخطايا والآثام مقيمون ، تمر عليهم مواسم العبادة والمنافسة في فعل الخير فلا يتحركون ، فاحمدوا الله على ما أمدكم به من طاعة وما هداكم إليه من تقرب إلى مرضاته ، وسلوه الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد ، ولا تنسوا إخوانكم أولئك من دعوة صالحة بأن يهديهم الله إلى الخير وأن يردهم إلى الحق رداً جميلاً .
- وتذكروا وأنتم تعيشون فرحة العيد السعيد أن الله قد أكرمكم في شهر رمضان المبارك بتصفيد الشياطين - أي بسلسلتها وتقييدها؛
فلم تكن تخلص إلى ما كانت تخلص إليه قبل رمضان ، وكأني بهم بعد انتهاء شهر رمضان قد انطلقوا من قيودهم وقاموا من أصفادهم بعزيمة وحقد محاولة لتعويض ما فاتهم من إغواء الناس وإضلالهم في شهر رمضان(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)[فاطر: 6] ،
ولا يمكن لأحد أن يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله والمحافظة على طاعته وتجنب معاصيه والاستعاذة بالله منه( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ )[المؤمنون: 97-98] .
- وتذكروا باجتماعكم يوم العيد يوم الجمع الأكبر حين تقومون يوم القيامة لرب العالمين حافيةً أقدامكم عاريةً أجسامكم شاخصةً أبصاركم ؛
يوم تُنشر الدواوين وتُنصب الموازيين (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)[عبس: 34-37] ، فأعدّوا لذلك اليوم عدَّته وتزودوا ما دمتم في دار العمل فإن خير الزاد التقوى .
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ، ورزقنا وإياكم حسن الختام ، وأعاد علينا وعليكم من بركات هذا العيد ، وأمَّننا وإياكم فزع يوم الوعيد ، وحشرنا جميعاً في زمرة أهل الفضل والخير والمزيد .
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ، ورزقنا وإياكم حسن الختام ، وأعاد علينا وعليكم من بركات هذا العيد ، وأمَّننا وإياكم فزع يوم الوعيد ، وحشرنا جميعاً في زمرة أهل الفضل والخير والمزيد .