مقدمة:

العقل من أبرز النعم التي ميز بها الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه عن سائر المخلوقات ، كما جعل الله الإنسان مكلفاً أمامه بعقله، لذلك وجب عليه حماية هذه النعمة والحفاظ عليها بالإبتعاد عن كل ما يسبب إفسادها أو يلحق الضرر بها.

الحشيش ادمان 

كثير من الأشخاص لا يعتقدون أن الحشيش إدمان، وذلك نتيجة أن تعاطى الحشيش غالباً لا يكون له نفس الأعراض الإنسحابية المصاحبة للعديد من المواد المخدرة الأخرى، مما يشكل عائقاً كبيراً فى اقتناع الشخص بأنه قد وقع في فخ إدمان هذه المادة. ولكن  بالعكس تماماً  فالبطئ في ظهور علامات التعود على مدمني الحشيش لا يعني عدم ادمان هذه المادة، حيث أثبتت الأبحاث أن إدمان الحشيش وتأثيره النفسي أقوي بكثير من معظم أنواع المخدرات الأخرى، كما يجعله أكثر عرضه لتعاطي أنواع أخرى من المخدرات. 

ومن ثم فالحشيش هو بوابة الولوج إلى عالم المخدرات أو بوابة الدخول إلى جحيم المخدرات كما يقولون ..

أنواع الحشيش :

الحشيش يظهر في مجتمعاتنا العربية بالعديد من الأسماء والوجوه، وذلك اعتماداً على الشكل ومدي تركيز المادة الفعالة فيه؛ فأحياناً يطلق عليه الماريجوانا (Marijuana) وذلك عندما تصل تركيز المادة الفعالة به 0.5 إلى 5% ، حيث تستخرج هذه المادة من أوراق نبات القنب الهندي ومن أوراق الزهور المجففة.

ويسمى الحشيش (Hashish) عندما يكون تركيز المادة الفعالة به تصل من 2 إلى 20% ، حيث تستخرج هذه المادة من المادة الصمغية الموجودة في النبات المجفف ومن زهور هذه النبتة.


حكم الحشيش :

ومادة الحشيش من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إفساد العقل، وبالتالي يؤدي إفساد منظومة المجتمع ككل، ومن هذا الصدد جاء حكم تعاطي الحشيش حيث أفتى العلماء بفتوى تحريم مخدر الحشيش إستناداً على مجموعة من الدلائل القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة

ومن أبرزها:

 - قال تعالي :(يسألونك ماذا أحلّ لهم قل أحلّ لكم الطيّبات ) ، [سورة المائدة : 4] .

- قال تعالى في بيان صفات النبي محمد صلي الله عليه وسلم والرسالة التي بعث من أجلها :

( يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) {سورة الأعراف: 157} .

- قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :

( لا ضرر ولا ضرار) .. رواه مالك في الموطأ.

- كما نهى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر وكل مفتر.

روى الإمام أحمد وأبو داود قول النبي صلى الله عليه وسلم :( كل مسكر خمر ، و كل مسكر حرام ، و من شرب الخمر في الدنيا، فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة ) رواه مسلم 

-قال تعالى: ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) صدق الله العظيم، [ سورة الأعراف: 157] .

وكما أن علماء الدين والفقهاء أجمعوا على أن تدخين مادة الحشيش حرام شرعاً،

لما لها من دور كبير في تغييب العقل سواء كان بشكل كلي أو جزئي،

هذا بالإضافة إلى العديد من الأضرار التي تسببها هذه المادة من أضرار بالغة بجسم الإنسان ولا أحد يستطيع أن ينكر هذه الأضرار.

لذلك ولهذه الأسباب ، لا يجوز لاي مسلم تعاطي هذه المادة جملة وتفصيلاً.

علاج إدمان الحشيش :

تتلخص  الخطوات الفعلية للتخلص من الحشيش أوعلاج إدمان الحشيش في كلا من :

الخطوة الأولي : التوقف فوراً عن التعاطي

1- يجب التوقف عن تعاطي مخدر الحشيش.

2- يجب دعم الشخص المدمن أو المتعالج في هذه الحالة بعد التوقف من جانب الأسرة والأهل لضمان الإستمرارية وتجاوز هذه المرحلة بنجاح .

ويمكن مساعدة المريض في خطوة التوقف عن التعاطي من خلال

أ‌- الإقامة داخل مستشفي علاج الادمان.

ب‌- المتابعة الدقيقة للمتعالج خارج المستشفى (المنزل) عن طريق تحليل المواد المخدرة بالبول و الذي يرصد وجود مادة الحشيش بالبول لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد التعاطي.

الخطوة الثانية : العلاج النفسي

وتعتمد هذه الخطوة على استخدام وسائل العلاج النفسي المختلفة مثل العلاج الفردي و الجماعي، مع تمام العلم بأن حجر الأساس في استمرار الإقلاع عن تعاطي هذه المادة هو الوقوف علي الدوافع العقلانية التي دفعت المدمن الى تعاطي الحشيش من البداية، ومحاولة الوصول لحلول جذرية لهذا المشكلات وإثارة التحفيز لدى الشخص إلى استمرار الإقلاع.

الخطوة الثالثة: العلاج الدوائي

أحياناً يتم استخدام مضادات الإكتئاب إذا كان من المحتمل أن يكون السبب الحقيقي وراء إدمان الحشيش معاناة الفرد من الإكتئاب ،ويمكن استخدام مضادات القلق لفترات قصيرة في بداية العلاج للتقليل من أعراض المصاحبة للإنسحاب هذه المادة المخدرة من الجسم.

الأعراض الإنسحابيةللحشيش من الجسم :

يؤكد الأطباء المتخصصين أن إدمان مادة الحشيش تمثل إعتماداً نفسياً أكثر من اعتماداً بدنياً،

لذلك تعد الأعراض الإنسحابية لهذه المادة المخدرة طفيفة، ولا يشعر بها الكثيرون،

وتتمثل في الإثارة والعصبية وعدم استقرار النوم  والشعور بعدم الثقة بالنفس وعدم الشعور بالكفاءة،

لذلك فعملية التخلص من هذه المادة المخدرة، ليس بالأمر بالعسير، بل أنها من أبسط ما يمكن فقط إذا تواجدت الإرادة القوية والشخص الداعم لهذه الإرادة.

الخلاصة :

 الحشيش من الخبائث وباب من أبواب الشر فتجنبه ولا تجعل الأوهام والأساطير المنسوجة حوله تقودك إلى شرك الحشيش القاتل

كما ينصح من وقع في فخ أدمان الحشيش هذه المادة اللعينة بالتوبة إلى الله وسرعة اللجوء إلى المتخصصين للتخلص من هذه الآفة اللعينة.

تعليقات