إن الإدمان والمخدرات جميعها على اختلاف الأشكال والأسماء داء خطيرمن صنوف الخبائث، عظيمة الأخطار، جسيمة المضار، وخيمة العواقب على الفرد والمجتمع؛
فما انتشرت في مجتمع إلا و أكلت الأخضر واليابس من شبابه، فدمرت عقولهم، وهدمت بنيانهم ،وقطعت أرحامهم ،وأفسدت أخلاقهم، فهي رجس من عمل الشيطان، توقع العداوة والبغضاء بين الناس وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، تهون ارتكاب القبائح والآثام ،وتخرج من القلب تعظيم المحارم ،وتهوى بالإنسان إلى المنكرات والفواحش،تهتك الأستار، وتظهر الأسرار،
كم بها وبسببها نفوس أزهقت، وأُسر شتت، وأعراض دنست، وعقول عطلت، وأموال ضيعت، كم أبكت هذه المواد السامة من أناسٍ ،
وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
(وَلا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ )رواه البخاري في الأدب المفرد
فالمخدرات على اختلاف صنوفها تجعل شاربها يهذى، لا يفرق بين حلال وحرام ،ولا بين قبيح و مليح ،إذ يبكي بلا سبب ويضحك من غير عجب، فتهزأ به الصبيان ويمقته العقلاء ويبغضه أهله وجيرانه ورحم الله عدي بن حاتم، إذ قيل له: مالك لاتشرب الخمر؟ فقال:
( ما أحب أن أصبح حكيم قومي وأمسي سفيههم )
رأيت الخمر فاسدة و فيها
خصال تفسد الرجل الحليـم
فإن الخمر تفضح شاربيها
و تجنيهم بها الأمر العظيم
فلا و الله أشربها صحيحـا
و لا أشفي بهـا أبدا سقيــم
ولما سُئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه :هل شربت الخمر في الجاهلية ؟ قال :(أعوذ بالله فقيل له : ولِمَ ؟
قال :كنت أصون عرضي ،وأحفظ مروءتي،فإن من شرب الخمر كان مضيعاً في عرضه ومروءته)،
إتلاف مال الشارب بشراء تلك المواد المخدرة والعقاقير المدمرة،
ورحم الله الحسن البصري إذ يقول :
(لو كان العقل يُشترى لتغالى الناس في ثمنه، فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده)
احذروا أصدقاء السوء لأن الصاحب ساحب ،ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طعامك إلا تقي )
وعن أبي هُريرة ، قَال : قال رسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وَسَلَّمَ :
(المرءُ على دينِ خلِيلهِ ، فلينظُرْ أحدُكُم من يُخالطُ )-رواه احمد)
واعلموا أنكم موقوفون أمام الله مسئولون عن المال والصحة فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لنْ تزُول قَدما عبدٍ يوم القيامةِ حتى يُسأَل عن أَربع خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ ؟ وعَنْ شَبابِه فيم أبلاهُ ؟ وعَنْ مالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ؟ )رواه الترمذي)
شرب المخدرات حرام بلا خلاف
قوله تعالى: (يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) (الأعراف:157)،